لقاء الدوحة بحجم وطن يحتاج لأبنائه كتبه عواطف عبداللطيف

لقاء الدوحة بحجم وطن يحتاج لأبنائه كتبه عواطف عبداللطيف


09-19-2025, 12:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1758282697&rn=0


Post: #1
Title: لقاء الدوحة بحجم وطن يحتاج لأبنائه كتبه عواطف عبداللطيف
Author: عواطف عبداللطيف
Date: 09-19-2025, 12:51 PM

12:51 PM September, 19 2025

سودانيز اون لاين
عواطف عبداللطيف-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




" الأوطان تمرض لكنها لا تموت "
شكرا سفارتنا بالدوحة نجاحها عقد اول تجمع واسع لكفاءات قانونية سياسية دبلوماسية اعلامية واقتصادية وتعليمية رياضية من المقيمين بدولة قطر ولاكثر من ثلاث ساعات ورئيس مجلس السيادة سعادة البرهان اقتطعها من مشاركته في القمة العربية الإسلامية فالوجود السوداني في مثل هذه المحافل العربية الإقليمية وبالذات في هذه الاوقات المتأرجحة وبما يعكس رغبة القيادة في تأكيد أن السودان، رغم جراحاته العميقة، ما يزال جزءاً فاعلاً من المنظومة العربية والإسلامية، ويسعى ايضا إلى الدعم والمساند لاستعادة الاستقرار والتعافي .
اللقاء لم يكن لقاءا صحفيا ولا لإفراغ ما بجعبة الجالسين علي مقعد القيادة لكنه كان سانحة لتقديم رؤي وأفكارا ودفق لهموم لا تخلوا منها أجفان أبناء الوطن في المهجر أي كانت توجهاتهم وحرص البرهان علي دفق إضاءات تنويرية حول الأوضاع السياسية الراهنة والاستماع لكافة المداخلات برحابة صدر واضعا النقاط فوق الحروف للعديد من التساؤلات التي تنوعت وتبحرت من عمق الهموم السياسية والاقتصاديه والأمنية
ابتدره مشيداً بدور قطر في مساندة السودان بدءاً من اياديها لسلام دارفور والدعم الاقتصادي والاستثماري حيث تقدر الاستثمارات القطرية في السودان بنحو 4 مليار دولار اضافة إلى المساعدات الإنسانية التي ما انفكت قطر تقدمها وهذا التقدير والتلاحم يعكس إدراك القيادة السودانية لأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الدوحة، خاصة في مجال الوساطات وإعادة الإعمار.حيث قدرت مؤسسات دوليه كلفتها بين 700مليار وتريليون دولار وضرورة الانفتاح علي المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية ..
وتجلي هموم الحضور وتزامنا وتعافي جسد الوطن من هذه الحرب المدمرة التركيز علي الاصلاح الاقتصاديه مثل الزراعة والتصنيع والانتاج الحيواني والتعدين والخدمات الصحية والأمنية والطاقة وتاهيل الكوادر البشريه مع تحسين بيئة ومناخ الاستثمار بهدف استقطاب رؤوس الاموال والمستثمرين وإبعاد "جيوش السماسره والوسطاء واللذين نخروا جسد الوطن وأهلكوا المواطن الاغبش " الهم الأكبر الذي لا شك يلتبس اي سوداني في اي بقعة بالارض واللذين ساحوا علي وجوههم وقلوبهم تنزف دماء وكرامتهم تنحنى لهذه العاصفة الهوجاء وهم اللذين جالوا العالم مقدمين قدراتهم العلمية والعملية وقيمهم النبيلة قبل ان تعصف بهم هذه الحرب اللعينة .. فان القاسم المشترك للحوار الهادي والرصين كان ايقاف سفك الدماء
فالواقع يشير إلى أن الحرب لا يمكن أن تنتهي بقرار منفرد من طرف واحد، بل تحتاج إلى توافقات داخلية و خارجية متوازنة. وهناك ثلاثة مسارات أساسية: المسار العسكري-الأمني الذي يقوم على اتفاق حقيقي لوقف إطلاق النار بضمانات إقليمية ودولية؛ المسار السياسي الذي يعيد الاعتبار للقوى المدنية ويجنب الإقصاء؛ والإنساني الذي يعالج معاناة ملايين السودانيين النازحين واللاجئين، ويخلق بيئة ضاغطة لإنهاء النزاع.
مع استدعاء للدور العربي والاقليمي
إن الدور العربي، وخاصة دول كقطر والسعودية ومصر، يمكن أن يشكل نقطة تحول إذا ما توحدت الرؤى وتكاملت الجهود بعيداً عن تضارب المصالح. وهنا تأتي أهمية القمة العربية الإسلامية كمنصة لإبراز الدعم السياسي والإنساني، وإرسال رسائل واضحة للأطراف المتحاربة بضرورة تغليب المصلحة الوطنية.
أما الحديث عن تأسيس حكومة مدنية، فهو مطلب شعبي ملح، لكنه يظل مشروطاً بوقف الحرب وإيجاد ترتيبات انتقالية جلية واضحة. فقد أثبتت التجارب السابقة أن أي حكومة مدنية من دون توافق أمني وسياسي تصبح هشة وسهلة الانهيار.
المطلوب اليوم هو صياغة عقد انتقالي يضمن شراكة محدودة ومرحلية بين المدنيين والعسكريين، مع جدول زمني ملزم للانتخابات، وإشراك الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقيات السلام والاستفادة من التجارب السابقة لاغلاق هذا الملف .
ولم يخلوا الحوار المفتوح الرصين من شأن اعادة الإعمار الذي يحتاج لرؤية مزدوجة قصيرة الأمد تعيد الخدمات الأساسية الملحة وتؤمن عودة النازحين وتطبطب علي قلوب اهلنا الغبش الميامين واستراتيجية طويلة الأمد تركز على إعادة بناء البنية التحتية وتشجيع الاستثمار في الزراعة والتعدين والطاقة. ونجاح ذلك مرتبط بوجود حكومة مستقرة وشرعية قادرة على إدارة الدعم الدولي وتوظيفه بشفافية.
وفي المحصلة، فان مشاركة البرهان في اجتماعات القمة العربية الإسلامية تضامنا ودولة قطر لم تكن مجرد بروتوكول سياسي، بل رسالة بأن السودان ما يزال يبحث عن مخرج عبر الشراكة مع أشقائه ودعم المجتمع الدولي والاقليمي والعربي ومع ذلك، يبقى الامتحان الحقيقي هو قدرة السودانيين أنفسهم على تجاوز الانقسامات والتنابز الذي صار شيمة البعض وتوحيد الصف وتقديم رؤاهم وافكارهم الناضجة الرصينة التي تعين الجالسين علي مقاعد القيادة في هذا الوقت شديد الحرج فبدون توافق وطني لن تجدي أي وساطات أو خطط إعمار…
و المستقبل يظل مفتوحاً على كل الاحتمالات، لكن الطريق إلى السلام يبدأ أولاً بوقف صوت المدافع، والالتفات لحاجة اهلنا الغبش للقمة عيش وصحة وأمن ونافذة تعليم وبناء جسور الثقة نحو دولة مدنية مستقرة.
لذلك طالبت بمداخلتي أن تحذو سفاراتنا بالخارج حذو سفارتنا بالدوحة لحض اصحاب الهمم العالية من الكفاءات للتلاقي وتقديم رواءهم واقتراحاتهم لتقتطف الدولة منها المفيد والقابل للتنفيذ في هذا المنحى شديد الحساسية ولم أخف اعجابي بوالي الخرطوم وجولاته الميدانيه راجلا بالشوارع والحواري والمساجد والمكاتب والجامعات والاسواق لكن لابد من ان ترصد توجيهاته ومتابعة مدي إنزالها للتنفيذ علي ارض الواقع ...
رحم الله الدكتور منصور خالد حينما تغاضب والرئيس نميري لم يحمل اغراضه الشخصية ويغادر كرسي وزارة الشباب والرياضة بل ظل لشهر او يزيد يضع وثيقة بافكار محكمة اطلق عليها ( حصيلة عام واستشراف علي المستقبل ) ادفقها بحرفية ووطنية خالصة لتكون مسار للعمل ظل مسؤولي وزارة الشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية يقتطفون من ثمارها لأكثر من عشر سنوات او يزيد .. وهكذا هي الوطنية و ليس كوزراء اليوم ما ان تنهي خدماتهم إلا ويحملون اغراضهم الشخصية غير عابئين بضريبة الوطن والمواطن باعناقهم ..
وقد وعد سعادة البرهان أن يملك المسؤولين بالخرطوم مضابط حوار الدوحة أمسية الاربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٥م ليكون احدى الإنارات للغد المشرق لخرطوم قمة اللاءات الثلاثة.

عواطف عبداللطيف
[email protected]


Awatif Abdelatif