Post: #1
Title: أخي البرهان .. عليك بالدكتور بحر ابوقردة لرئاسة الوزراء كتبه د. حامد برقو عبدالرحمن
Author: د. حامد برقو عبد الرحمن
Date: 09-18-2025, 03:54 AM
03:54 AM September, 17 2025 سودانيز اون لاين د. حامد برقو عبد الرحمن-sudan مكتبتى رابط مختصر
(١) تفادياً لذكر أي علاقة لا تفيد الآخرين بشيء ؛ فإن أول عهد لي عن قرب مع الدكتور بحر إدريس أبو قردة كان في يناير ١٩٩٤م عندما كنت مشاركاً ضمن الآخرين في مناسبة تخص عائلتهم الكريمة. بينما كنا جلوساً بقرية خور الرملة بجبل مرة سألني أحد الأشخاص عن سر حضورنا أنا و شقيقي الأكبر . قلت له إن شقيقي يمثل الطرف الآخر أما انا فجئت لأشارك عائلة أبوقردة. ضحك بحر إدريس ثم علق قائلا: ( شوفوا الشطارة). حفزني الإطراء على الجلوس بجانبه طيلة فترة الرحلة لأكتشف بعضاً من جوانب شخص نبيل. في اليوم التالي صعدنا الجبل لنصل الي شلال چيلمي حيث الخضرة و البساتين الممتدة على مد البصر قبل ان تدمر لاحقاً ببهائم من لا ينتمون إلى الحضارة الإنسانية. هناك في الشلال وجدنا أوروبياً يسبح و ما أن نزلنا خرج إلينا ليتبادل مع السيد أبوقردة اطراف الحديث. أخبرنا بأنه بريطاني . و لأن الحكومة السودانية وقتها قد قطعت علاقتها الدبلوماسية مع المملكة المتحدة للتو تحدث الضيف الأوروبي بتحفظ كبير. و لأنني كنت ثالثهم في البساط وسط ضجيج كبير من حولنا ؛ قلت له (حتى إن قطعت الدولتان العلاقة الدبلوماسية يمكن للشعوب أن تتواصل.. هكذا نجرتها ). بملامح راضية اومأ البريطاني برأسه، بينما اكتفى الاخ أبوقردة بإبتسامة ، لكنها غير باردة . المؤكد أنني يومها قد استخدمت إنجليزية لا تقل بشاعة عن إنجليزية وزيرة خارجية حكومة القحت الدكتورة مريم الصادق المهدي في المؤتمر الصحفي بالولايات المتحدة قبل أربع سنوات.
(٢) مرت السنوات على عجل ليكتشف أبو قردة و غيره من أبناء دارفور أن حلمهم بدولة المواطنة المتساوية عبر من يرفعون شعارات حاكمية السماء مجرد سراب. بل أنهم لا يقلون طائفية عن الحزبين الطائفيين، و أن تعاليم الامام حسن البنا و الشهيد سيد قطب عند جماعتهم مجرد ثوب يتدثر به أكثر من عرفهم السودان عنصرية و جهوية - فحملوا السلاح كخيار من لا خيار له .
في صباح باكر لآخر أيام عام ٢٠٠٧ تلقيت مكالمة هاتفية من قبل أحد الإخوة ، مصدرها بلاد الغربة التي اتواجد فيها ، شاكياً من إنسلاخ القائد بحر ابوفردة عن حركة العدل والمساواة. ثم كال أطناناً من المفردات بحق الاخ أبوقردة. ربما لإعتبارات يؤمن بها هو من معه ظن بأنني سأكون داعماً لخطه . لكن قلت له لا أحد يجسد الكمال لكنني اعرف الرجل و إن كان ببعض البعد الا ان نصيحتي لكل من يختلف مع بحر ابوقردة ؛ من الأفضل أن يراجع نقاط الخلاف بينهما ببعض التمعن. ثم وجهت له أسئلة و التي اعتقد جازماً بأنني مازلت ادفع ثمنها عند الإخوة بقيادة حركة العدل والمساواة السودانية حتى تاريخ يومنا هذا. و المفارقة أنني على الاستعداد لتبني الموقف نفسه إن عادت الايام ثانية إلي الوراء. هذا برغم أنني لم أكن عضواً بأي حركة من حركات الكفاح المسلح.
(٣) إنحاز السيد أبوقردة لخيار السلام في وقت مبكر و ذلك عبر إتفاق الدوحة للسلام . رغم الصعوبات التي واجهت تنفيذ ذلك الاتفاق نتيجة لإستمرار العمليات العسكرية في الإقليم و تغول المركز لأموال إعادة التعمير ؛ الا ان الاتفاقية أوجدت أرضية الاتفاقيات اللاحقة.
سبق أنني قلت إنه بإستثناء وزارتي العدل و المالية ؛ ليست بالضرورة أن يكون للوزير خلفية أكاديمية متعلقة بالجوانب الفنية التخصصية للوزارة المعنية. و أكبر دليل على صحة ذلك الزعم كان في قيادة الوزير أبوقردة لوزارة الصحة بجدارة و إقتدار برغم أن الوزارات الخدمية في حكومات السودان لا تحظى بأي ميزانية أو دعم في الوقت الذي فيه تلتهم المؤسسة العسكرية الأمنية اكثر من ثلثي ميزانية الدولة في بلد أكثر من ٨٠٪ من أهله تحت خط الفقر.
(٤) سبق أنني ذكرت في أكثر من مناسبة أن تعيين الموظف الأممي و التكنوقراطي الدكتور عبدالله حمدوك رئيساً لوزراء حكومة الفترة الانتقالية كان خطأ فادحاً. و ودت لو أنه كان الباشمهندس عمر الدقير ، لأنه سياسي متمرس. بعكس الدكتور حمدك الذي أصبح ألعوبة في يد القحاتة الذين كانوا يتعاطون مع ملفات إدارة الدولة بعقلية نشطاء أركان نقاش طلاب الجامعات.
برأيي المتواضع؛ و بتجاوز الميزات الشخصية فلا إختلاف بين الأخوين الدكتور عبدالله حمدوك و الدكتور كامل ادريس من حيث الحضور السياسي و الكاريزما القيادية. بلغة أخرى أننا نكرر مشاهد حكومة عبدالله حمدوك نفسها ، فقط أنها تخلو من الأصوات الصاخبة و ذلك لغياب القحاتة عن المسرح العبثي . مع حفظ احترامنا لمقام دولة رئيس الوزراء الحالي الا ان الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا لا يتناسب مع الصورة الباهتة التي يظهر بها الدكتور كامل ادريس. البلاد في الحاجة إلى رئيس وزراء سياسي.
لإعتبارات الكفاءة و دون تغافل جوانب أخرى حاضرة بإلحاح ؛ ليت السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان يتكرم بتعيين الدكتور بحر إدريس أبو قردة رئيساً للوزراء . و إن تعذر فليستحدث منصب نائب رئيس الوزراء. لأن كابينة رئاسة الوزراء في الحاجة إلى أضواء سياسية ساطعة.
هنالك شخص منتظر لمهمة شاغرة لعبور هذه المرحلة المفصلية من تاريخ بلادنا.
د. حامد برقو عبدالرحمن
[email protected]
|
Post: #2
Title: Re: أخي البرهان .. عليك بالدكتور بحر ابوقردة ل�
Author: دينق عبد الله
Date: 09-18-2025, 05:53 AM
Parent: #1
هههههه يا دكتور ياخي مريم دي مسحت بيها الارض و صرفة تقيلة للقحاتة
الله لا كسبهم
|
|