جلسة صفاء و حوار بيعا للوهم كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن

جلسة صفاء و حوار بيعا للوهم كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن


09-17-2025, 01:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1758112529&rn=0


Post: #1
Title: جلسة صفاء و حوار بيعا للوهم كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
Author: زين العابدين صالح عبد الرحمن
Date: 09-17-2025, 01:35 PM

01:35 PM September, 17 2025

سودانيز اون لاين
زين العابدين صالح عبد الرحمن-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر





جمعتني جلسة حوار سياسي مع بعض الاصدقاء، و الذين يمثلون تيارات سياسية مختلفة، و كان الحديث يتعلق بقضية الحرب، و التصور لكيفية وقفها، و ما هو المشروع المطروح لما بعد الحرب، و فضلت أن استمع لهم جميعا دون أن أتداخل في الحديث فقط طرح أسئلة على المتحدث لكي يشرح فكرته بصورة تبين المقصد النهائي لها.. الذين يؤيدون وقف الحرب لا يملكون تصور لوقفها، و يعتقدون أن المجتمع الدولي وحده هو القادر على وقف الحرب، و مادام هم لا يملكون القوة التي تجعل رأيهم له أثرا فيها، أو القدرة على ممارسة الضغط على الجانبين للجلوس للتفاوض، يصبح أثرهم السياسي ضعيفا.. و المناداة بوقف الحرب هي عبارة عن " شعار" لا يجد أداة لتحريكه.. المناصرون للجيش يعتقدون أنهم أوكلوا أمرهم للجيش لكي يقضي على وجود الميليشيا حتى لا يكون لها في المستقبل أثرا في السياسة و العسكرية.. و يصبح هؤلاء أيضا معطلون رأيهم السياسي لما بعد هزيمة الميليشيا..
الملاحظة ألأخرى: نجد أن الداعمين لشعار "وقف الحرب" منقسمين على نفسهم، هناك البعض الذين يرفضون التدخلات الخارجية، و يعتقدون أن توسيع قاعدة الرفض يجب ان تتوسع لكي يكون لها مفعولا إيجابيا، لكنهم لا يملكون تصورا مفصلا أو حتى رؤية عامة لكيفية توسيع القاعدة، و ليس أمامهم غير الانتظار..! حتى تتوسع مجموعتهم و يكون لها أثرا فاعلا، و بالتالي يصبح الفعل عندهم مجمد لحين أن تتم عملية إقناع الشارع بصواب فكرتهم.. و المجموعة الأخرى تعتقد أن التفاوض لا يتم إلا بإقناع المجتمع الدولي لكي يتدخل بصورة مباشرة.. هؤلاء أيضا جمدوا الفعل انتظارا لدور المجتمع الدولي.. لكنهم أيضا أصبحوا يتفاعلوا مع مخرجات المجتمع الدولي البيانات و التصريحات، الكل يرقص طربا لها دون أن يكون لهم أثرا في كيفية تحويلها من بيانات و خطب إلي الفعل.. الأمر الذي يؤكد أن العقل السياسي معطل تماما، لا يملك أية تصور يمكن طرحه...
الغريب في الأمر: إن أية متحدث تجده يركز بصورة تمتد إلي 60% من حديثه عن "المؤتمر الوطني و الإسلاميين" بأنهم وراء استمرار الحرب، و رفضهم توقيفها، و أنهم يملكون القرار باستمرار الجيش في القتال.. سألت عدة مرات.. هل المؤتمر الوطني و الإسلاميين كتلة واحدة أم منقسمين؟ لا تجد إجابة واضحة.. لكنهم يكررون إن الإسلاميين مسيطرين على الخدمة المدنية و القضاء و المؤسسات العسكرية بكل أنواعها، و يديرون الآلة الإعلامية.. سؤال إذا كانوا بهذه القوة التي تدعون، كيف سقط نظام الإنقاذ؟ يقولون لآن الشارع كان قوة ضاربة.. إذا أين الشارع الأن؟ و لماذا لا يتحرك لكي يقضي على هؤلاء و يخرجهم من المعادلة السياسية؟ تجد أنهم تسربلوا بالصمت... و كما يقول البيرت اينشتاين في حكمته ( إذا لم تستطيع شرح فكرتك لطفل عمره 6 سنوات فأنت نفسك لم تفهمها بعد)..
أن الوهم في السياسة لا يساعد العقل على التفكير الصحيح، لأنه لا يدرس الواقع درسة جيدة و يفهم القوى المؤثرة فيه، مقارنة بما يمتلك، بل هو يبني أطروحته على أوهام عندما تصطدم بالواقع تبين خطأ أفتراضاته، التي تعجز ان تقود إلي نتائج صحيحة، أو إلي حلول منطقية وفقا للواقع و ليس الأوهام و الإدعاءات الجوفاء.. نسأل الله حسن البصيرة..