سلسلة مقالات السم المقدس المقال رقم العلاقة البنيوية بين تنظيم الإخوان المسلمين والماسون

سلسلة مقالات السم المقدس المقال رقم العلاقة البنيوية بين تنظيم الإخوان المسلمين والماسون


09-17-2025, 01:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1758112467&rn=0


Post: #1
Title: سلسلة مقالات السم المقدس المقال رقم العلاقة البنيوية بين تنظيم الإخوان المسلمين والماسون
Author: الطيب الزين
Date: 09-17-2025, 01:34 PM

01:34 PM September, 17 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر



*سلسلة مقالات "السم المقدس"* – *المقال رقم 2*
*العلاقة البنيوية بين تنظيم الإخوان المسلمين والماسونية العالمية – حين تتقاطع السرية مع القداسة*

بقلم: الطيب الزين
كاتب وباحث في قضايا القيادة والإصلاح المؤسسي

في قلب الصراع على الوعي العربي، تبرز علاقة عميقة بين تنظيم الإخوان المسلمين والمحافل الماسونية العالمية. ليست مجرد تشابهات رمزية، بل مشتركات بنيوية في الهيكل، والوظيفة، والمصادر الفكرية والمالية.
هذا المقال يفكك تلك العلاقة، ويكشف كيف تحول التنظيم إلى نسخة دينية من بنية ماسونية تعيد إنتاج الولاء، وتخفي الأهداف الحقيقية خلف شعارات القداسة. منذ نشأته، إعتمد تنظيم الإخوان على بنية هرمية مغلقة تُقسم العضوية إلى درجات: منتسب، عامل، مبايع، وتُمنع القاعدة من معرفة ما يدور في الدوائر العليا. في الماسونية أيضا هناك مبتدئي، رفيق، خبير، وكل درجة تخفي ما فوقها. البيعة في الإخوان تؤدى على المصحف والمسدس، وفي الماسونية على الكتاب المقدس والرمز، مما يكشف تشابهًا في الطقوس والرمزية، ويكرّس الطاعة المطلقة.
في الجذور الفكرية، تأثر حسن البنا بجمال الدين الأفغاني، أحد مؤسسي المحافل الماسونية في الشرق. وسيد قطب نشر مقالا بعنوان "لماذا صرت ماسونيا" عام ١٩٤٣ في صحيفة التاج المصري، وهي لسان حال المحفل الماسوني المصري. حتى حسن الهضيبي، المرشد الثاني، ارتبط اسمه بالماسونية، مما أثار جدلًا داخل الجماعة نفسها.
على مستوى التمويل، تلقى حسن البنا دعما ماليا من ماركيز فرنسي ماسوني يُدعى لويس أنطوان مالكوري، وكان زعيما لمحفل متطرف في فرنسا. الإيصال المالي لم يكن من شركة قناة السويس كما يُشاع، بل من جهة مجهولة توقّع باسم "فاعل خير" باللغة الفرنسية، مما يكشف غموضًا في مصادر التمويل الأولى، ويشير إلى أن الجماعة لم تكن مشروعا دعويا محليا، بل جزءًا من شبكة نفوذ دولية تعيد تشكيل المجتمعات باسم الدين.
وظيفيا، كما استخدمت الماسونية لتفكيك الكنيسة في أوروبا، استخدم الإخوان لتفكيك الدولة الوطنية في العالم العربي. التنظيمان يقدمان نفسيهما كأخوية، ويخترقان المجتمعات عبر التعليم، والجمعيات، والإعلام. في السودان ومصر وسوريا، لعب الإخوان دوراً مشابهاً لدور المحافل السرية: زعزعة الاستقرار، وتفكيك الهوية الوطنية، وإعادة تشكيل الولاءات. ورغم هذا الدور التخريبي، تتجلى مفارقة صارخة في موقف الدول الداعمة للتنظيم. فتركيا وقطر تقدمان دعما واسعا للإخوان، لكنهما لا تطبقان النموذج الديني الذي يدعو إليه التنظيم. تركيا تُدار بدستور علماني، وتخضع مؤسساتها لقوانين مدنية، وقطر تُحكم بنظام تقليدي لا يتبنى مشروع النهضة الإسلامية.
هذا التناقض يكشف أن دعم الإخوان ليس إيمانا بمشروعهم، بل توظيف سياسي لأداة تنظيمية تُستخدم لتفكيك الدول المنافسة وتوسيع النفوذ الإقليمي.
من هنا، لا يمكن إعتبار العلاقة بين الإخوان والماسونية مجرد صدفة. إنها بنية تعيد إنتاج السلطة باسم القداسة، وتخفي مشروعا لا يُقال.
تنظيم الإخوان لم يكن يوما جماعة دعوية، بل طائفة تنظيمية تعيد إنتاج الماسونية بلغة دينية، وتُستخدم كأداة لاختراق المجتمعات باسم النهضة، بينما تُفخخها من الداخل.
كما هو حاصل الآن في السودان، فإن خطر تنظيم الإخوان أو الكيزان على المجتمع أخطر من مرض السرطان. تنظيم متلون، يستخدم منطق "الغاية تبرر الوسيلة"، فعلوها في إنقلاب ١٩٨٩، وفي إنقلاب ٢٠٢١، وفي حربهم القذرة من أجل العودة إلى الحكم عبر البندقية المأجورة.

*الدولة المدنية قادمة، شاء من شاء وأبى من أبى، ولا مكان للكيزان في سودان المستقبل .*

في المقال القادم من سلسلة "السم المقدس"، سنكشف كيف خرب التنظيم التعليم العربي، وأجهض النهضة، وحوّل المدارس والجامعات إلى منصات تجنيد وتخريج أتباع، لا منصات تخريج علماء يحققون الإبداع.