"كازقيل.. جرس إنذار للتحالفات العسكرية في السودان"

"كازقيل.. جرس إنذار للتحالفات العسكرية في السودان"


09-16-2025, 02:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1758029414&rn=0


Post: #1
Title: "كازقيل.. جرس إنذار للتحالفات العسكرية في السودان"
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-16-2025, 02:30 PM

02:30 PM September, 16 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





حادثة كازقيل ليست فقط اختبار للهشاشة البنيوية في التحالف العسكري وجرس إنذار للوحدة القتالية بل بداية النهاية لهذا التحالف بحسابات الميدان العسكري و التحليل السياسيي
في خضم المعارك المستعرة في السودان، تبرز حادثة محور كازقيل كقضية شديدة التعقيد، تطرح أسئلة مصيرية
حول طبيعة التحالفات العسكرية الهشة وإدارة العمليات في بيئة متعددة الأيديولوجيات والولاءات. ليست المسألة مجرد خرق عابر، بل جرس إنذار يستدعي مواجهة الحقائق المؤلمة بجرأة وحكمة.
تشريح التحالف العسكري الهش: تحالف أعداء الأمس
قبل اندلاع الحرب الحالية، كانت العلاقات بين مكونات التحالف القائم اليوم تتميز بالعداء والصراع المرير القوات المشتركة كانت حركات مسلحة
الجيش السوداني خاض حربًا طويلة مع الحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان.
المليشيات الإسلامية (مثل قوات الدفاع الشعبي سابقًا) كانت الذراع الأيديولوجي للنظام السابق في تلك الحروب.
قوات درع البطانة تمثل تحالفًا قبليًا إقليميًا ذا أجندات ومصالح خاصة.
هذه القوى، التي كانت حتى الأمس القريب في خندقين متعارضين، وجدت نفسها مضطرة إلى التلاقي في تحالف تكتيكي ضد عدو مشترك.
لكن تحت السطح تظل حاضرة ذاكرة الصراع المريرة، التباينات الاثنية والثقافية و الأيديولوجية، الأجندات السياسية المتناقضة
والولاءات القبلية والإقليمية المتنافسة.
إشكالية محور كازقيل مرآة للانقسام الداخلي
ما جرى في كازقيل لا يمكن عزله عن هذه البنية الهشة:
غياب الثقة قديم من الصعب أن تولد ثقة حقيقية بين قوى خاضت حروبًا دامية ضد بعضها.
تفاوت القدرات والانضباط: يخلق فجوات تشغيلية خطيرة بين القوات.
تضارب الأجندات لكل طرف حساباته ومصالحه الخاصة التي قد لا تتطابق مع الهدف المعلن للتحالف.
نحو إدارة استراتيجية للأزمة
إن تجاوز هذه الأزمة يتطلب رؤية أعمق من مجرد البحث عن كبش فداء:
التحقيق الشفاف كضرورة وجودية
يجب أن يكون التحقيق مستقلاً ومحايدًا، بإشراف قضائي وعسكري مهني، مع إعلان نتائجه بوضوح لاستعادة الثقة المفقودة.
إعادة هيكلة التحالفات الميدانية
مراجعة توزيع المهام وفق إمكانيات كل قوة وولائها المثبت.
إنشاء آليات تنسيق وتواصل مباشر بين القيادات الميدانية.
الفصل بين التكتيكي والاستراتيجي
التعاون في الميدان ضروري، لكن يجب أن يسير بالتوازي مع حوار سياسي حول المستقبل، دون السماح للخلافات بتقويض الضرورات العسكرية.
بناء ثقافة عسكرية موحدة
تطوير برامج تدريبية مشتركة تعزز الثقة والتفاهم المتبادل.
وضع قواعد اشتباك واضحة وملزمة للجميع.

* اختبار مصيري للقيادة
حادثة كازقيل ليست مجرد عثرة في مسار الحرب، بل اختبار حقيقي لقدرة القيادة العسكرية والسياسية على التعامل مع إشكاليات المليشيات الاسلامية والحركات الملحة المتحالفة معهم كتحالفات هشة لابد من حسمها او اخضعها.
النجاح في تجاوزها يتطلب شجاعة في مواجهة الحقائق، حكمة في إدارة الاختلافات، شفافية في معالجة الأخطاء، ورؤية استراتيجية توازن بين الضرورات العسكرية والأهداف السياسية.
الوحدة القتالية ليست شعارًا، بل عملية بناء يومي تستلزم قيادة حكيمة وإرادة سياسية وتضحيات مشتركة.
وحده التعامل الجذري مع هذه التحديات يمكن أن يحول التحالف من هشاشة مهددة بالانهيار إلى قوة متماسكة قادرة على تحقيق النصر وصون المكاسب