خداع المجتمع السوداني بـحرب الكرامة: حرب الكيزان للعودة إلى السلطة كتبه أواب عزام البوشي

خداع المجتمع السوداني بـحرب الكرامة: حرب الكيزان للعودة إلى السلطة كتبه أواب عزام البوشي


09-16-2025, 12:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1758021622&rn=0


Post: #1
Title: خداع المجتمع السوداني بـحرب الكرامة: حرب الكيزان للعودة إلى السلطة كتبه أواب عزام البوشي
Author: أواب عزام البوشي
Date: 09-16-2025, 12:20 PM

12:20 PM September, 16 2025

سودانيز اون لاين
أواب عزام البوشي-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر






📝

في كل أزمة كبرى في السودان، يجيد الكيزان اللعب على العاطفة الوطنية وصناعة الشعارات البراقة. اليوم، يرفعون شعار "حرب الكرامة" ويبيعونه للناس كأنه معركة سيادة ودفاع عن الوطن، بينما الحقيقة أن هذه الحرب ليست سوى مشروعهم القديم للعودة إلى السلطة من بوابة الجيش والدولة.
منذ اليوم الأول، اشتغلوا على صناعة خطاب يثير الخوف والغيرة الوطنية في آن واحد. لم يكتفوا بتسمية الحرب بـ"الكرامة"، بل غذّوها بفكرة أخرى أكثر خطورة: "المؤامرة الخارجية". صاروا يقولون للناس إن هناك قوى أجنبية تريد تقسيم السودان، وأنهم وحدهم القادرون على حماية البلد من "المتآمرين". هكذا تحوّل الخطاب من معركة داخلية على السلطة إلى أسطورة عن وطن محاصر ومهدد.
وبعد بيان الرباعية الأخير الذي شدّد على وقف الحرب وحماية المدنيين ورفض أي سلطة موازية، تحرّك الكيزان سريعًا لخلق موجة تحريض جديدة. عاد خطاب "المؤامرة الخارجية" بقوة أكبر، هذه المرة موجّهًا ضد الرباعية نفسها. صاروا يقولون للناس إن البيان ليس سوى مخطط لإضعاف الجيش وتفكيك السودان، وإن أي دعوة لوقف الحرب هي خيانة، وإنهم وحدهم "صمام الأمان" في مواجهة هذه المؤامرة. بهذا الخطاب يحاولون كسب تعاطف الشارع وتبرير استمرار الحرب التي يستفيدون منها لإعادة تمكين أنفسهم.
بهذه الطريقة، استطاع الكيزان جرّ قطاعات واسعة من المجتمع السوداني إلى تصديق الحرب، أو على الأقل التعايش معها، باعتبارها معركة وجود لا خيار فيها. بينما في الواقع كانت مفاوضاتهم السرية تجري، وشبكاتهم داخل الجيش تُفعّل، ووجوههم القديمة تعود تدريجيًا إلى مراكز القرار.
النتيجة كارثية: شعب مفقّر، ملايين نازحين، اقتصاد منهار، وفقدان أمل في أي سلام قريب. بينما الكيزان يواصلون لعبة التضليل، يبيعون للناس خطابًا عن "المؤامرة الخارجية" ليغطوا على أكبر مؤامرة داخلية: إعادة سيطرتهم على الدولة.
اليوم يجب أن نسمّي الأشياء بأسمائها: هذه ليست "حرب الكرامة" ولا "معركة المؤامرة الخارجية"، بل حرب سلطة هدفها إعادة إنتاج الاستبداد بثوب جديد. كشف هذه الحقائق أصبح ضرورة، ليس فقط لفهم ما يجري، بل لإنقاذ السودان من حرب بلا نهاية تُدار باسم الوطنية وهي في حقيقتها حرب سلطة ونفوذ.