عاصفة ترمبية: قناة الجزيرة .. الدوام لله !! كتبه محمد الصادق

01:54 PM September, 15 2025

سودانيز اون لاين
محمد الصادق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

عرف الناس قناة الجزيرة
قبل حوالي ثلاثة عقود
من خلال بثها لأشرطة بن لادن
والتصريحات النارية لزعماء التنظيم،
وكان محيرا وجود قناة بتلك الجرأة
ولكن القناة قطرية
وقطر تعدّ من حلفاء امريكا
وبها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية
في الشرق الأوسط
اما الذين لا تنتابهم تلك الحيرة
فهم الذين يميلون إلي نظرية المؤامرة:
أن القاعدة والجزيرة و١١ سبتمبر .. الخ
كلها أشياء مصنوعة
وهي نظرية سياسية تقول:
《اصنع الأحداث ..
قبل أن تصنعك الأحداث》

١١ سبتمبر الذي انهار فيه برجان
من أضخم الأبراج في العالم
ربما كان بداية حقبة استعمارية جديدة
ترمب أول ما جاء في فترته الأولي
صرح بكل وقاحة
أن هناك فوائض أموال في الخليج
وأنهم أولي بهذه الأموال
والغريبة أنه حصل عليها
بكل سهولة ويسر
وترمب لا يمثل ظاهرة فريدة كما يُظن
إنما هو يتبني
طريقة اللعب بالمكشوف
بدل اللعب في الخفاء
ففي فترته الأولي
قام ب "حلب" الخليج
"علي عينك يا تاجر"
وعندما أتي في فترته الثانية
فعل ذلك للمرة الثانية
بكل بجاحة ووقاحة.
هذا هو استعمار جديد "ذكي"
يعتمد علي انتزاع الأموال والموارد
مقابل الحماية والتسليح
فالأمريكان واثقون من أنهم الآن
"أسياد" العالم،
أو علي الأقل ..
أسياد العالم الثالث !!
الآن هم يضربون "حليفهم" القطري
عبر ذراعهم الإسرائيلية
معلنين بداية حقبة جديدة
من الاستهتار بالعرب
و "حلب" مواردهم أمام أعينهم
العرب الآن أمام خيارين لا ثالث لهما
إما القبول بسياسة الاستحلاب هذه
أو رفضها
لكن في حالة الرفض
يتم الجلد والعقاب إلي درجة الإنهاك
وبعد الإنهاك الشديد يتم "الحلب"
فالاستحلاب في الحالتين حاصل
والحقيقة المرة
التي لا يستطيع الكثيرين تقبّلها
هي أن التماشي والتماهي
مع هذا الإستعمار الجديد
هو سياسة في غاية الحكمة.
يظن الناس مثلا
أن الجيش المصري
تآمر علي الديمقراطية
من أجل أن يتمتع بالسلطة
لكن الظاهر أنه فعل ذلك مكرها
لأن الأسياد لم يكونوا ليسمحوا
بأن يحكم الإسلاميون
وهذا الكلام قاله ذات مرة
السياسي المرموق الدكتور مصطفي الفقي
قال بكل وضوح:
أن من يأتي لحكم مصر
يجب أن ترضي عنه اسرائيل.

العرب ليس لديهم ما يقاومون به
ليس لديهم تفوق اقتصادي
ثم أن أنظمتهم السياسية
في منتهي الهشاشة
وهناك انقسامات سياسية واثنية
ظاهرة أو كامنة
كفيلة بتدمير أي دولة من دولهم
وهناك التخلف العسكري والتكنولوجي
الذي لا يتيح أي فرصة للمقاومة
الفرق واضح جدا وشاسع جدا
العرب يعتمدون في تسلحهم علي الخارج
يشترون السلاح
ب"دماء قلوبهم"
حتي الطائرات المسيرة
يستوردوها وبالكاد يستطيعون تشغيلها
وأما تكنولوجيا الإتصال والأقمار الصناعية
وتكنولوجيا المراقبة والتجسس
فهذه هم بعيدون عنها كل البعد
فهم إنما فقط مستهلكين
خذ مثلا
الضربة التي وجهتها اسرائيل للبنان وإيران
عبر تفجير أجهزة البيدجر !!
لا حول ولا قوة إلا بالله !!
هذا لم يحدث مثله في التاريخ
ولن يحدث مثله قط
حتي لو امتد عمر البشرية مستقبلا
لملايين السنين
فهذا يوضح لك أي درجة
من العجز والوهن
يعيش فيها العرب والمسلمون
وهذا الوهن تراكمي
لا يسأل عنه جيل واحد بالطبع
لكن أمام هذا الواقع المرير
من العجز والوهن
لا بد من الانحناء للعاصفة
فإما الانحناء
إلي أن تهدأ العاصفة
وتحين الفرصة للوقوف من جديد
وإما العناد والمجابهة والإنكسار

ضرب الحليف القطري
لا شك أنها نقطة تحول كبيرة جدا
قطر خرجت بصعوبة كبيرة
من حصار عربي قبل عدة سنوات
وكان الترمب قد اتهمها بدعم الإرهاب
وكان واضحا أنهم يحاولون تحييدها
من أجل أمر ما
فمنذ فترة ترمب الأولي
كان هناك حديث
عن صفقة شرق اوسطية كبيرة
تنهي التنازع العربي الإسرائيلي
و تعيد إلي المنطقة
سلاما نسبيا
هذه الصفقة يبدو أنها حقيقة
هذا الصفقة لا عاصم من تنفيذها
والعرب مُجبرون بالطبع لا أبطال
الآن يجري تهجير قسري للغزاويين
تهجير وتقتيل من أجل كنس الأرض
كان الأفضل الهجرة بدل التهجير
الهجرة لا تعني خيانة الوطن
حينما يكون بديلها الموت؛
الوطن لا يساوي شيئا بدون المواطن،
المواطن يمكنه العودة
اذا كان علي قيد الحياة،
واذا عاد المواطن يعود الوطن،
ولكن اذا لم يعد المواطن
فما فائدة الوطن ؟؟!!

الظاهر أن الصفقة تحت التنفيذ
منذ وقت مبكر في الغالب
لكن السياسة العربية
ما يظهر منها مثل جبل الجليد.
هناك تلميح إلي تقديم تنازلات
من أجل وحدة العرب والمسلمين
والآن التجمع العربي والاسلامي
يريد العرب من خلاله
ان يحفظوا به ماء وجوههم
والوحدة التي يزعمون السعي إليها
ما هي إلا وحدة انبطاحية
دولة قطر تستعد الآن
لتغيير خطها السابق
الآن بعد اربعة عشر عاما
تحتفل الجزيرة لأول مرة
بالنموذج المصري في الحكم
فهي إذن في طريقها ..
إما إلي الإغلاق ..
أو تبديل الخط التحريري
وهما سيان بالطبع

□■□■□■□■
تذكرة متكررة:
¤¤¤¤¤¤¤¤
بالدعاء على الظالمين
الذين اخرجوا الناس
من ديارهم بغير حق
وسفكوا الدماء
وهتكوا الأعراض
ونهبوا الحقوق
وبهدلوا الناس وبشتنوهم
وساموهم سوء العذاب

فدعاء المظلوم
لا شك مستجاب