الحرب العبثية بين دُعاة وقفها ودعاة استمرارها كتبه أحمد الملك

الحرب العبثية بين دُعاة وقفها ودعاة استمرارها كتبه أحمد الملك


09-14-2025, 11:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1757889122&rn=0


Post: #1
Title: الحرب العبثية بين دُعاة وقفها ودعاة استمرارها كتبه أحمد الملك
Author: أحمد الملك
Date: 09-14-2025, 11:32 PM

11:32 PM September, 14 2025

سودانيز اون لاين
أحمد الملك-هولندا
مكتبتى
رابط مختصر





عشرات الشباب فقدوا أرواحهم غرقا خلال الأيام الماضية اثناء عبورهم البحر الأبيض إلى اليونان. هربا من الظروف القاسية التي افرزتها الحرب اللعينة ، وبحثا عن الأمان والحياة الكريمة، بعيدا عن وطن تناوشه الخطوب وتفتك بأهله الحروب والأوبئة.
أخبار تدمي القلب، يموت الناس في كل انحاء بلادنا، من لم يمت بالرصاص الطائش او الدانات او اتهام الانتماء للطرف الآخر، مات جوعا وكمدا او بالأوبئة التي تنتشر في هذه البلاد المنكوبة في ظل غياب أية نظام صحي او بيئة تصلح لعيش الانسان.
ملايين الأطفال خارج العملية التعليمية، يطارد الموت حتى من تكبدوا مشاق السفر إلى الاقاليم البعيدة أو  دول الجوار  بحثا عن الأمان لهم ولأسرهم، موت في الصحاري وغرق في البحار، الأطفال في الفاشر وغيرها من المدن التي تدور حولها المعارك يموتون بالجوع والاوبئة والقصف العشوائي. الناس تموت في قلب عاصمة البلاد بالأوبئة غير المعروفة. المواسم الزراعية تفشل في كل مكان ولا توجد دولة تضع حلولا او بدائل للناس او حتى تسلمهم الإغاثة القليلة التي تصل من الخارج.
لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. لا صوت يعلو فوق (بل بس) التي يرفعها تنظيم لا هم له سوى الرغبة في العودة للتسلط، لا يهمه موت الناس او دمار البلاد او انزلاقها نحو الفوضى الشاملة او التقسيم إلى دويلات. موت الناس ودمار حياتهم هو الثمن الذي ظل يطلبه التنظيم منذ انقلابه المشئوم قبل اكثر من ثلاثة عقود ليستمر في السلطة! لم يتنازلوا عن شعاراتهم الخادعة (موت في موت أخير في الله) ويكتنزون الذهب واموال البترول والبيوت الفخمة في تركيا وغيرها من دول العالم. يفتي أحدهم بقتل ثلث الشعب ولا يزال يفتي ويتحدث من منفاه باسم الدين والوطن من منبر قناة تم تمويلها من الأموال المنهوبة  من حقوق اليتامى والفقراء!
على كل من ينادي بضرورة استمرار هذه الحرب العبثية التي تدور فوق رؤوس الأبرياء أن يأتي  ليحمل بندقيته ويحارب بدلا من التمترس وإعلان الحرب من خلف الشاشات، جماعة التنظيم الكيزاني معروف انهم لا يهمهم موت الناس أو بقاء هذه البلاد موحدة، أما البقية ممن ينادون باستمرار الحرب بسبب ضرر وقع عليهم، او بسبب تقديراتهم لما يحدث في هذه البلاد، فإن جبر الضرر وتلافي المزيد من  الموت والمصائب والمزيد من التشرذم والانقسام يكون بوقف الحرب، وتحكيم القانون لمعالجة وجبر الضرر ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المدنيين. وابعاد أطراف الحرب من أية تسوية مستقبلية.
من تنادوا بوقف الحرب منذ ايامها الأولى كانوا يخشون من خروج الأوضاع عن السيطرة، وأنّ المدنيين الأبرياء هم من سيدفع الثمن من أرواحهم وممتلكاتهم وارزاقهم ومستقبل أطفالهم. وأنّ التحشيد المتبادل من طرفي القتال، لن يقود الا إلى مزيد من التشرذم والفوضى والتباعد والفتن بين أبناء هذه البلاد.
الرحمة والمغفرة للأبرياء الذين يدفعون يوميا من ارواحهم الثمن الباهظ لطموحات تجار الدين ولصوص الثروات، والعزاء لشعب السودان.

#لا_للحرب