Post: #1
Title: أين الحلو وحجر وصندل وإدريس من الميدان؟ كتبه إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 09-14-2025, 02:30 PM
02:30 PM September, 14 2025 سودانيز اون لاين اسماعيل عبد الله-الامارات مكتبتى رابط مختصر
لولا بندقية الدعم السريع لما استوزر جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي والطاهر حجر والهادي إدريس وآخرون عبر اتفاق جوبا الهالك، لقد قالها دقلو في وجه البرهان بعد اقتلاع البشير، هؤلاء اخوتنا ولن نوجه بندقيتنا إلى صدورهم، فإن أردتم قتالهم اذهبوا إليهم بمحور الصحراء، أما نحن فهاهنا قاعدون، حينها علم البرهان أن الأمر جد وليس هزل، فتم الاتفاق الذي أتى بالخوازيق، ومن عيوب دقلو البساطة البدوية وافتراض حسن النية في وحوش السياسة السودانية، فأصبح جسراً لكل من يريد تحقيق المجد، كثيرون يعلمون ذلك عن شخصيته الطيبة الكريمة المسامحة، التي لا تجدي في شئون ساس يسوس، هذه اللعبة القذرة التي يجيد تكتيكاتها القذرون، لقد منح دقلو كل من الحلو وحجر وصندل وإدريس الوظيفة الدستورية في حكومة تأسيس، دون أن ينجزوا عسكرياً بالميادين التي خاض فيها الأشاوس أعنف المعارك، ضد جيش الحركة الإرهابية، بينما ظل هذا الرباعي يمارس الترف السياسي و(الصرمحة) من مؤتمر إلى مؤتمر، دون مشاركة عسكرية وعملياتية بسوح النزال، وهذا لا تفسير له غير أن مؤسسة الدعم السريع ما تزال لاعبة لدور المغفل النافع، الذي يذهب جهده وعرقه لمن هو جالس تحت الظلال الوارفة، إنّ الشهداء الذين ذهبوا إلى الرفيق الأعلى ذوداً عن حياض الوطن، لا يستحقون أن يقطف ثمار جهدهم قادة عسكريون لهم جيوش لا تشاركهم المعارك، هكذا يجب أن تقاس الأمور. حصول الحلو على حقائب الخارجية ونيابة الرئاسة وحكومتي إقليمي جنوب كردفان والنيل الأزرق، يجب أن يكون مهره تحرير قوات الحركة الشعبية لمدينتي كادوقلي والدمازين، واعتلاء إدريس لكرسي حكومة إقليم دارفور لا يجب أن يتأتى قبل تحرير قوات حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي لعاصمة الإقليم، وتعيين صندل في أهم الوزارات المعنية بالأمن الداخلي، حري بأن يجيء بعد تحرير قوات حركة العدل والمساواة التي يتزعمها لمدينة واحدة من مدن السودان، وذات الاستحقاق ينسحب على حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان، إنّ مؤسسة الدعم السريع هي السلطة الوحيدة في العالم التي توظف الناس بالمجان، بينما فلذات أكبادها تسيل دمائهم منذ ما يقارب الثلاثة أعوام، دون أن يروا أنفسهم على خشبة مسرح التأسيس، من العاجل والمهم أن يتم تقويم هذا الميزان المختل، قبل أن يخرج ما يمور في صدور الرجال، فرقاب الرجال الشرفاء الصامدين أمام فوهات بنادق العدو، لن تكون بأي حال من الأحوال معبراً للذين لا يساندونهم بالأرواح والدماء، وحرب منتصف أبريل قد صفّرت العداد وألغت الدستور الانتقالي والاتفاقيات المصاحبة – جوبا وغيرها، فالتأسيس لا يؤسس على الأساس الذي انهار، وحينما نقول هدم النظام القديم نعني بذلك كل ما كان قبل 15 أبريل، هذا إذا أردنا مواجهة أنفسنا بالحقيقة المرّة ورغبنا في إخراج رؤوسنا من مدافن الرمال. المعارك الأخيرة بمحور كردفان لفتت انتباه كثيرين من المنشغلين بقضية التحرير والتأسيس، فتساءلوا محقين عن: أين هذه الجيوش المكونة لتحالف تأسيس من هذه المعارك المستعرة؟، وأحس الناس بأن هنالك من يقدمون المهج والأرواح في سبيل تحقيق المشروع، وآخرون يكتفون بالوجاهات الأنيقة واللقاءات الدبلوماسية، هذه المشاهد تحرّك المشاعر السالبة وتطرح التساؤلات، ففي زمن الحروب تحبط أرواح الجند المعنوية عندما يرون الساسة يتقلدون المناصب، بينما هم يموتون في سبيل استمتاع هؤلاء الساسة بفخامة المسكن ورفاه الدابة ولذيذ الطعام بالفنادق ذات الأنجم السبعة، فمن باب الدعم المعنوي في إمكان نائب الرئيس ورئيس الوزراء وأعضاء المجلس الرئاسي التزي بزي الحرب، وهو الكاكي الذي ترتديه قوات كل طرف إلى حين توحيد زي جيش التأسيس، وأن يزوروا ميادين الوغى لدقائق معدودة تضامناً مع من منحوهم ومنحونا هذه الحياة الآمنة المطمئنة، إنّ عدم الإنصاف في هذه الحرب ستكون عواقبه وخيمة علينا جميعنا إذا فرّطنا في إقامة العدل بالقسطاس المبين، نحن نؤمن بأن قائد الزحف المقدس حباه الله بنفس عظيمة ومتفانية تستحق الثناء، لكن هذه النفس وحدها لا توصل إلى المبتغى، لابد لكل الأنفس الأخرى التي تضامنت مع القضية أن تزور الميدان، حتى تبعث بروح معنوية تدفع بتقدم الجند نحو التحرير الكامل، لهذه الأرض التي دنسها العملاء والخونة والمتآمرين.
إسماعيل عبد الله [email protected]
|
|