وزارة الحردان: دبلوماسية الزعل بدل دبلوماسية الدولة - عن بيان خارجية بورتسودان او في دبلوماسية ال

وزارة الحردان: دبلوماسية الزعل بدل دبلوماسية الدولة - عن بيان خارجية بورتسودان او في دبلوماسية ال


09-13-2025, 09:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1757794713&rn=0


Post: #1
Title: وزارة الحردان: دبلوماسية الزعل بدل دبلوماسية الدولة - عن بيان خارجية بورتسودان او في دبلوماسية ال
Author: خالد كودي
Date: 09-13-2025, 09:18 PM

09:18 PM September, 13 2025

سودانيز اون لاين
خالد كودي-USA
مكتبتى
رابط مختصر




وزارة "الحردان": دبلوماسية الزعل بدل دبلوماسية الدولة - عن بيان خارجية بورتسودان
او في دبلوماسية المباطنة: خطاب العصبية بدل لغة السياسة:

13/9/2025 خالد كودي، بوسطن

في 12 سبتمبر 2025، أصدرت وزارة خارجية سلطة الأمر الواقع في بورتسودان بيانًا مرتبكًا، اتسم بالحمية الفارغة واللغة الانفعالية، مهاجمًا الآلية الرباعية بلهجة أقرب إلى منطق "الخصام القبلي" منها إلى لغة مؤسسات دولة محترمة وتحترم شعبها. البيان انشغل بتوزيع الاتهامات في كل اتجاه: الإمارات متآمرة ولانريدها، الولايات المتحدة متواطئة، دول الخليج منشغلة بما لا يعنيها. والنتيجة التي خلص إليها البيان بوضوح هي: لا تفاوض، لا حلول، بل استمرار للحرب التي تفتك بالسودانيين. الرسالة الجوهرية يمكن تلخيصها ببساطة في مقولة واحدة: "نحن غاضبون… فدعوا الحرب تلتهم الشعب."

الحمية القبلية بدل الدبلوماسية
البيان، في بنيته ومفرداته، لا يعكس لغة دبلوماسية مسؤولة، بل يشبه مشهدًا من مباطنة قبلية، حيث تتكرر العبارات: "نستنكر"، "نذكّر"، "نرفض"، في خطاب يذكّر بزعل "الحردان" أكثر مما يعكس رؤية سياسية ناضجة. إي دولة حقيقية ومحترمة لمواطنيها ستسعى إلى وقف الحرب وإنقاذ الأرواح، لا تلك التي ترفع شعار "السيادة" بينما الوطن يتشظى تحت نيران السلاح، وقياداتها يكبروا ويهللوا لقطع الرؤوس وبقر البطون... ومزيدا من الدماء...

أسلحة بورتسودان: بين الاستيراد والتصدير
المفارقة الصارخة أن هذه السلطة التي تتحدث عن "السيادة" هي نفسها التي ظلت تستورد – باسم السودان وبأموال شعبه – مختلف أنواع السلاح، المشروع منها والمحرّم دوليًا، لتوجيهها إلى صدور السودانيين انفسهم. والأخطر أنها عبر سنوات، وبواسطة وزارة خارجيتها ومؤسساتها "السيادية"، شكّلت بوابة لتصدير السلاح إلى كل أنواع التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم، في سجل يفضح الفساد والتواطؤ والارتباط المباشر بشبكات الإرهاب والاجرام والتهريب.

العالم يرفض الإخوان المسلمين
أكد بيان الآلية الرباعية بوضوح أن الحرب في السودان لا يمكن أن تتوقف ما لم تُعالج جذور الأزمة، وفي مقدمتها تفكيك المنظومة الإسلامية التي أشعلت الحرب وسعت لاستمرارها. فالإسلاميون، بأجنحتهم السياسية وميليشياتهم المسلحة وأقطاب النظام القديم، هم الذين قادوا البلاد إلى أتون حرب جديدة من أجل استعادة السلطة، غير آبهين بحياة السودانيين ولا بمعاناتهم الممتدة. لم يكتفوا بما فعلوه من دمار وتشريد خلال عقود حكمهم، بل يريدون اليوم المزيد عبر التشكيك في أي جهد حقيقي يهدف إلى وقف الحرب.
لقد أوضح العالم موقفه بجلاء: هذه المجموعات الإرهابية لا يمكن أن تكون شريكًا في مستقبل السودان. والمجتمع الدولي، شأنه شأن السودانيين، يرفض إعادة تدوير مشروع الإخوان المسلمين. وفي هذا الإطار، يكتسب موقف حكومة تأسيس أهمية خاصة، إذ سبقت الجميع في تصنيف هذه الجماعات كتنظيمات إرهابية، ووضعت الأساس السياسي والقانوني لعزلها. العالم يسير في هذا الاتجاه، رافضًا أي محاولة لإعادة إدماج من لوّثوا تاريخ السودان بالعنف والفساد

الشعب يريد وقف الحرب
ما يطلبه السودانيون اليوم ليس شعارات "السيادة" الجوفاء، الصلف المتخلف، ولا بيانات مرتفعة النبرة تخفي العجز والفشل، بل وقف الحرب فورًا، وفتح ممرات إنسانية للإغاثة، والشروع في بناء وطن قائم على المساواة والعدالة. هذا ما تعيه الآلية الرباعية، ولهذا رحّب الشعب السوداني بقراراتها. أما سلطة بورتسودان – بقيادة البرهان والدمية كامل إدريس وتحت إدارة مليشيات الإسلاميين – فهي تدرك أن استمرارها مرهون فقط بإبقاء البلاد في حالة حروب وتشظٍ اجتماعي فاعل.

المقارنة الفاضحة
بينما غرق بيان بورتسودان في لغة الغضب الأجوف والتلويح بالشعارات الصلفة، جاء بيان وزير خارجية تحالف تأسيس، الأستاذ عمار أمون دلدوم، بلغة ناضجة ومسؤولة. فقد رحّب بقرارات الآلية الرباعية، وأكّد التزام حكومته بوقف الحرب عبر معالجة جذور الأزمة التاريخية التي ظلت تتجدد في السودان. البيان لم يقف عند حدود الترحيب الدبلوماسي، بل حدّد مسارًا واضحًا يقوم على:
- وقف الحرب بوصفه أولوية قصوى لإنقاذ حياة السودانيين.
- التعاون الكامل مع المجتمع الدولي في المجال الإنساني لضمان وصول المساعدات دون عراقيل.
- عزل الجماعات الإرهابية من إخوان ومليشيات مرتبطة بالنظام القديم، باعتبارها الخطر الأكبر على السلام والأمن في السودان والمنطقة.
هذه اللغة لم تأتِ من فراغ، بل تنسجم مع ما نصّ عليه ميثاق ودستور تحالف تأسيس، حيث وضعت السياسة الخارجية كأداة لخدمة وانصاف الشعب السوداني لا كغطاء لفساد النخب. فاستراتيجية حكومة تأسيس تقوم على:
١/ بناء علاقات خارجية متوازنة مع الإقليم والعالم، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
٢/ رفض الارتهان للمحاور واستخدام السودان كساحة صراع بالوكالة.
٣/ الالتزام بالمبادئ فوق الدستورية: الديمقراطية، العلمانية، العدالة التاريخية، واللامركزية، بوصفها مرتكزات لعلاقات دولية شفافة ومستقرة.
٤/ إعادة تعريف السيادة لا كشعار أجوف، بل كقدرة حقيقية على حماية المواطنين وبناء دولة حديثة تحترم القانون الدولي.

في المقابل، لم يكن بيان سلطة بورتسودان سوى صرخة يائسة تذكّرنا بسلطة فرّطت في السيادة حين باعت الأرض والإنسان، وها هي اليوم تتباكى على ما لم تعد تملكه!

خلاصة الامر:
الفرق صارخ بين خطابين:
- خطاب سلطة الأمر الواقع في بورتسودان، التي تراهن علي الحل العسكري، يصرخ "لا تفاوض" و "بل بس" وكأنه يتباهى بزيادة معاناة السودانيين.
- وخطاب حكومة تأسيس، الذي يتحدث بلسان الدولة الحقيقية: دولة تنحاز لوقف الحرب، لإنقاذ الأرواح، ولتأسيس نظام جديد يقوم على العدالة والسلام.
التاريخ لن يرحم بيانات الغضب الأجوف، بل سيسجل أن من أشعل الحرب هم الإخوان ومن دار في فلكهم، بينما الشعب السوداني – ومعه العالم – اختار طريقًا آخر: طريق السودان الجديد، طريق السلام والعدالة، وطريق تأسيس الدولة على أسس لا تُباع ولا تُشترى.

النضال مستمر والنصر اكيد.

(أدوات البحث والتحرير التقليدية والاليكترونية الحديثة استخدمت في هذه السلسلة من المقالات)