العقوبات الأميركية على جبريل إبراهيم ومليشيا البراء: بداية تفكيك معسكر الحرب في السودان

العقوبات الأميركية على جبريل إبراهيم ومليشيا البراء: بداية تفكيك معسكر الحرب في السودان


09-13-2025, 04:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1757778164&rn=0


Post: #1
Title: العقوبات الأميركية على جبريل إبراهيم ومليشيا البراء: بداية تفكيك معسكر الحرب في السودان
Author: الطيب الزين
Date: 09-13-2025, 04:42 PM

04:42 PM September, 13 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر



*العقوبات الأميركية على جبريل إبراهيم ومليشيا البراء: بداية تفكيك معسكر الحرب في السودان*

في خطوة تحمل دلالات إستراتيجية عميقة، فرضت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة الموافق 12 سبتمبر 2025 عقوبات على مجرم الحرب جبريل إبراهيم، وعلى مليشيا البراء المرتبطة بتنظيمات إسلامية مدعومة من إيران.
العقوبات الأميركية ليست مجرد إجراء إداري، بل إعلان سياسي واضح بأن واشنطن بدأت في إعادة رسم خطوط المواجهة في السودان، مستهدفة معسكر الحرب الذي يعرقل مسار التحول المدني الديمقراطي ويغذي الانقسام والدمار. جبريل إبراهيم، الذي كان يوما يُقدم نفسه كقائد لحركة مطلبية تنادي بالعدل والمساواة، بات اليوم أحد أبرز رموز المشروع الكيزاني القائم على الفساد والتمكين. أصبح أحد القطط السمان.
جبريل إبراهيم ظهر على حقيقته مجرد لص كبييييييير هو وبقية اللصوص من تجار الحروب، الذين جنوا الملايين من وراء الحرب اللعينة. إدراجه في قائمة العقوبات الأميركية يعني أن واشنطن لم تعد تعتبره جزءا من الحل، بل جزءا من المشكلة بل مجرم حرب متورط في جرائم حرب ضد المدنيين.
أما مليشيا البراء، فهي ليست مجرد تشكيل عسكري، بل إمتداد أيديولوجي لمشروع إقليمي تقوده إيران وتدعمه قطر وتركيا، يقوم على تقويض الدولة الوطنية، وتكريس الطائفية، وتفكيك المجتمعات عبر العنف المنظم. ذكر إيران في بيان العقوبات ليس تفصيلاً عابراً، بل رسالة مباشرة بأن واشنطن تراقب وتستعد لمواجهة المشروع الإيراني في السودان، كما واجهته في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وجاء بيان الرباعية الدولية بقيادة الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات ليؤكد أن المجتمع الدولي بدأ في التحرك الجاد لإنهاء الحرب في السودان. فقد أعلن الوزراء عن جداول زمنية واضحة: ثلاثة أشهر أولى لوقف إطلاق النار وفتح المسارات الإنسانية، تليها تسعة أشهر لإطلاق عملية سياسية شاملة تنتهي بتشكيل حكومة مدنية إنتقالية ذات شرعية ومساءلة واسعة. والأهم من ذلك، أن البيان شدد على أن مستقبل السودان لا يمكن أن يُملى من قبل الجماعات المتطرفة المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، التي ساهمت في إشعال الفوضى والعنف في المنطقة. بيان الرباعية لم يكتف بالدعوة، بل وضع مبادئي واضحة: لا حل عسكري للصراع، حماية المدنيين واجبة، الدعم العسكري الخارجي يجب أن يتوقف، والمساعدات الإنسانية يجب أن تصل دون عوائق. كما أكد الوزراء إستعدادهم لممارسة كافة المساعي الحميدة، بما في ذلك فرض إجراءات إضافية على الأطراف المعرقلة، ومواصلة الاجتماعات لمتابعة التنفيذ.
هذه العقوبات، إلى جانب بيان الرباعية، تحمل ثلاث رسائل رئيسية. أولاً، أن الولايات المتحدة بدأت في تصنيف أطراف الحرب السودانية وفقا لدورهم في تأجيج الصراع.
ثانيا: أن واشنطن ترفض استمرار الحرب وتعتبرها تهديدا للأمن الإقليمي والدولي. ثالثاً: أن خيار الدولة المدنية بات يحظى بدعم دولي متزايد، وأن معسكر عسكرة الدولة يواجه عزلة متصاعدة. لكن السؤال الأهم: ماذا لو رفض معسكر الحرب دعوة الرباعية الدولية؟ الإجابة تكمن في طبيعة العقوبات نفسها، فهي قابلة للتوسيع، ويمكن أن تشمل قادة آخرين، ومؤسسات مالية، وشبكات دعم إقليمي. كما أن واشنطن قادرة على تحريك أدوات الضغط الدبلوماسي والاقتصادي، سواء عبر مجلس الأمن أو عبر تنسيق مباشر مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي. بل يمكنها أيضا دعم القوى المدنية بشكل مباشر، عبر تمويل المبادرات السياسية، وتوفير الحماية الدولية للناشطين، وتقييد الدعم الخارجي لدعاة استمرار الحرب.
إن العقوبات على جبريل إبراهيم ومليشيا البراء، مدعومة ببيان الرباعية، تمثل بداية مرحلة جديدة في الصراع السوداني. مرحلة تتجاوز التوصيفات التقليدية، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم. فإما أن ينحازوا إلى مشروع الدولة المدنية، أو يتحملوا تبعات الاصطفاف مع مشروع الحرب والدمار.
الشعب السوداني، الذي قدّم آلاف الشهداء في سبيل الحرية والعدالة والسلام، يستحق دعما دوليا صادقا، لا مجرد بيانات. والعقوبات الأميركية، إن تم توظيفها بشكل استراتيجي، يمكن أن تكون أداة فعالة لتفكيك معسكر الحرب، وفتح الطريق أمام بناء دولة مدنية ديمقراطية تعبّر عن إرادة الشعب السوداني، وتحترم كرامته، وتحقق تطلعاته في حياة حرة كريمة، من جهة، ومن جهة أخرى وتضع حداً لأحلام الكيزان في حكم السودان. اللعبة إنتهت، لابد من الوصول الى الدولة المدنية ومحاسبة الكيزان القتلة الأشرار على جرائمهم التي إرتكبوها في الشعب السوداني منذ عام ١٩٨٩م وحتى الآن. نقطة سطر جديد.

الطيب الزين