​الحركة الإسلاموية..تاريخ طويل في صناعة الكراهية والبغضاء كتبه خالد أبواحمد

​الحركة الإسلاموية..تاريخ طويل في صناعة الكراهية والبغضاء كتبه خالد أبواحمد


09-13-2025, 04:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1757735881&rn=0


Post: #1
Title: ​الحركة الإسلاموية..تاريخ طويل في صناعة الكراهية والبغضاء كتبه خالد أبواحمد
Author: خالد ابواحمد
Date: 09-13-2025, 04:58 AM

04:58 AM September, 12 2025

سودانيز اون لاين
خالد ابواحمد -البحرين
مكتبتى
رابط مختصر



خالد أبواحمد
لم تعرف الحركة الإسلاموية السودانية بمشروع فكري إصلاحي بقدر ما عُرفت بقدرتها على صناعة خطاب كراهية، من خلال عمل ممنهج يستهدف الخصوم السياسيين والدينيين والاجتماعيين. هذا الخطاب لم يكن طارئًا، بل شكّل نهجًا استراتيجيًا ظل يتطور من مرحلة إلى أخرى، بدءًا من فترة الديمقراطية الثالثة (1985–1989) مرورًا بسنوات حكم الإنقاذ الطويلة (1989–2019)، وصولًا إلى مرحلة ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة وشيطنة القوى المدنية المتمثلة في الحرية والتغيير (قحت). هذا النهج الذي ابتدرته الحركة الإسلاموية أضر بالسودان ضررًا بليغًا، إذ خلق طائفة كبيرة من الشعب السوداني والمتعاطفين معها يقومون بعمل مدفوع الأجر في صناعة الكراهية وضرب النسيج الوطني وإحياء القبلية والعنصرية النتنة. فكانت النتيجة أن بلادنا تمزقت بمنتوج الكراهية؛ هذا الداء المستفحل لم يترك أرضًا إلا خربها، والشواهد على تبني خطاب الكراهية والعنصرية والحط من قدر المختلفين معهم على قفا ما يشيل.

1- الكراهية قبل الاستيلاء على السلطة

في عهد الديمقراطية الثالثة، كانت صحافة الإسلامويين — وكاتب هذا المقال كان أحد العاملين فيها، لا أبرئ نفسي فلم يكن جهدي مبنيًا على فهم وإدراك لما كانت صحافة الحركة الإسلاموية حينذاك تقوم بتنفيذه من خطط، وفي مقدمتها صحيفة (ألوان) التي يرأس تحريرها حسين خوجلي، أحد أهم المختبرات التي جُرّبت فيها آليات خطاب الكراهية. إن صحافة الإسلامويين عمدت إلى استخدام كل أدوات زرع الكراهية والتحقير الشخصي، والحط بالكرامة الإنسانية لرموز الأحزاب التقليدية: الإمام السيد الصادق المهدي، عليه رحمة الله، والسيد محمد عثمان الميرغني، متعه الله بالصحة والعافية، وذلك عبر نشر صورهم في أوضاع مثيرة للسخرية أو مقرونة بعناوين ساخرة ومهينة.

وفي تلك الأيام كما ذكر الأستاذ حيدر المكاشفي في مقال بعنوان عن أدب الاختلاف وخطاب الكراهية المنشور يوم 21 أكتوبر 2014م ظهرت مسميات قبيحة مثل (منتشة) الذي أطلقوه على مولانا أحمد الميرغني رحمه الله الذي كان يرأس مجلس رأس الدولة حينها، وذلك سخرية منه على طريقة قراءته للآية الكريمة: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء… إلى آخر الآية الكريمة. ومثل لقب (التوم كديس) الذي أطلقوه على وزير الإعلام عن الحزب الاتحادي وقتها، التوم محمد التوم، و(البراميلي) الذي ألصقوه بعبد السلام الخليفة.

أيضًا أطلقوا على أحد قيادات حزب الأمة بقيادة السيد الإمام الصادق المهدي لقب (درق سيدو) إمعانًا في السخرية. تصور كيف يكون حال أفراد أسر هؤلاء الزعماء عندما يرون آباءهم وكبارهم في موقع السخرية هذا، والصحافة تحط من كرامتهم وإنسانيتهم. ما هو حجم الإحساس بالكراهية والبغضاء التي تنتشر بين أفراد المجتمع حيال بعضه البعض؟!

في تلك الحقبة، النصف الثاني من الثمانينات، ونحن في السنوات الأولى من مسيرتنا الصحفية في صحافة الحركة الإسلاموية كنا نشعر بالتفوق على الصحف الأخرى، لكن بعد زوال ذلك العهد الديمقراطي بدأنا نسمع بل نشعر بأن صحافتنا وبشكل خاص صحيفة (ألوان) كان لها القدح المعلى في فشل الديمقراطية الثالثة بسبب حملات الاستهزاء بالآخرين الذين يختلفون مع فكر ومنهج الحركة آنذاك.

وفي هذا السياق يقول الكاتب مختار اللخمي في مقال نشره بموقع (الراكوبة) بعنوان التدين الشكلاني في المجتمع السوداني بتاريخ 21 يناير 2013م:

"قد يتفق الناس في الحكم على السلوك الأخلاقي العام، لحركة الإخوان المسلمين، الذي يتبدى من خلال نهجها وعملها السياسي في السودان، وهو يتداخل كثيرًا مع الأخلاق الخاصة لأفرادها، وكما ذكرنا سابقًا، هذه الجماعة لا تعطي أي تقدير أخلاقي لسلوكها السياسي، حيال خصومها، أو ما تعتبرهم خصومها، فقد تعاملوا بمقدار كبير من القسوة والعنف مع خصومهم، من اغتيال الشخصية والعنف اللفظي والإقذاع في الشتائم، إلى الاغتيالات والتكفير والتصفية الجسدية وقد يرجع إلى هذه الجماعة مسؤولية إدخال ثقافة العنف والسيخ إلى الجسد السياسي في السودان".

ويذكرنا المفكر د. حيدر إبراهيم علي بممارسات الإسلامويين في مقال بعنوان الحكمة الربانية في كشف الجهل وسوء الأدب، المنشور في صحيفة (التغيير) الخميس 28 مارس 2019، إذ يقول: "أحد حكّامات النظام حباه الله ببسطة في الجسم ووفرة الشحم واللحم، ولكن لحكمة يعلمها هو حرمه من أي ذرة في الذوق والأدب وحسن تقدير الأمور. فاتصف بالعجز عن احترام الآخرين وعدم القدرة على توقير الكبير وإنصاف الصغير. أعمته الدوغمائية والمصالح المادية الزائلة والجهل المتمكن، والجرأة التي تصل دائمًا درجة الوقاحة وعدم الحياء والحشمة حتى فقد عفة اللسان والقلم. فقبع في درك لا قرار له من التفنن في الشتم والإساءة والقذف في حق الآخرين. ومن المفارقة أنه يمثل لسان الحركة الإسلامية الفرحة أثناء الديمقراطية الثالثة باكتشاف صبي صحفي — عينه قوية — سبّ الكبار ولا يخشى إطلاق صفات عليهم (درق سيدو)، (والتوم كديس)، وأطلقوا له العنان، وكان له مبادرة إدخال لغة الأزقة والحواري والأنادي إلى الصحافة الصفراء والإعلام الهابط".

2- صناعة الكراهية في عهد الإنقاذ (1989–2019)

الحركة الإسلاموية مارست أسوأ الممارسات في صناعة الكراهية ضد الخصوم. كان أبطال هذه الصناعة كل من إسحق أحمد فضل الله، وعبدالرحمن الزومة، والخال الرئاسي الطيب مصطفى (غفر الله لهم)، ومن بعدهم جاء الدكتور محمد وقيع الله.

أتذكر أيام كنا نكتب في صحيفة (أجراس الحرية) المؤودة، وصفنا الخال الرئاسي بأننا "كتاب المارينز عملاء المخابرات الأجنبية"، وأتذكر لسنوات كان الأخ الأستاذ ياسر عرمان ضيفًا ثابتًا في كل مقالات هذا الثلاثي (إسحق – الزومة – الطيب مصطفى). ولا يمكن أن أنسى د. وقيع الله كتب في شخصي الضعيف خمس حلقات وصفني فيها بـ(الكويتب)، مقالات هؤلاء النفر اشتملت على كل فنون الردحي: السب والشتم، الكذب والافتراءات. والمفارقة أنه في الوقت الذي كانوا يتهموننا فيه بعملاء المخابرات، كان رئيس جهاز أمنهم صلاح قوش قد زار مقر المخابرات الأمريكية (CIA) وسلّمهم كل ما طلبوه منه: ملف الأفغان العرب في السودان، وتنظيم القاعدة، ومحاولة اغتيال الرئيس مبارك في القاهرة… إلخ.

فترة (الإنقاذ) الحالكة هي أكثر الفترات في تاريخ السودان الحديث التي مورست فيها صناعة الكراهية والعنصرية من قبل الحركة الإسلاموية، وبإمكانيات دولة، وليس حزبًا سياسيًا كبقية الأحزاب. دولة بكل إمكانياتها تسخّر المال والعتاد بكل أنواعه لضرب النسيج المجتمعي السوداني من خلال ترسيخ الكراهية ضد مكون سوداني معين، وكانت (وحدة الأمن الإلكتروني) قد لعبت دورًا كبيرًا في انتشار منتوج الكراهية على كل الصعد، الأمر الذي شكّل معولًا ضخما للتفريق بين أهل السودان، فكل من يختلف مع الحاكمين يصير هدفًا مشروعًا للقتل المعنوي كما سنرى لاحقًا.

3- صناعة الكراهية بعد ثورة ديسمبر المجيدة

إن الثورة السودانية التي انطلقت يوم 18 ديسمبر 2018 عبّرت عن توق شعبي عظيم إلى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بعد ثلاثين عامًا من الديكتاتورية العسكرية الإسلاموية. فقد التقت مجموعة واسعة من القوى السياسية والنقابية والمدنية، تشمل قوى ليبرالية وإصلاحية ويسارية، على إعلان تبنّته في اليوم الأول من سنة 2019 تحت تسمية (إعلان الحرية والتغيير)، نصّ ضمن عدة أمور على "التنحي الفوري للبشير ونظامه من حكم البلاد"، و"تشكيل حكومة انتقالية قومية من كفاءات وطنية بتوافق جميع أطياف الشعب السوداني".

وعندما بدأت حقبة جديدة في السودان بقيادة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، مارس الإسلامويون أقذر الأساليب في اغتيال شخصيته مستخدمين كل الآليات الأمنية والإعلامية والحزبية لإفشال مهمة الحكومة الجديدة. وعندما تم تشكيل لجنة إزالة تمكين نظام الإنقاذ، وبدأت عملها وكشفت عن حجم سرقة المال العام وإمكانيات الدولة من قبل كبار قادة الحركة الإسلاموية، دفعت الحركة بكل مؤسساتها التنظيمية والإعلامية والمالية من أجل تشويه صورة د. حمدوك، والإخوة في لجنة إزالة التمكين. في اعتقادي هي الحملة الأولى من نوعها في تاريخ السودان والمنطقة العربية التي تُستهدف فيها قيادات مدنية بهذه الطريقة المنظمة والمرتبة. فظهرت بشكل واضح كمية الأحقاد في صدور الجماعة من خلال الكراهية التي زرعوها في قلوب جماعتهم من الجهلة والرجرجة والدهماء والفاقد التربوي والتعليمي والأخلاقي.

وبإمكانيات مالية ضخمة مع غرف إعلامية موزعة على ثلاث دول (تركيا وقطر ومصر) تعمل بانسجام شديد مع قياداتها في بورتسودان، مخصصة لها ميزانيات دولارية بالملايين، مع عدد من القنوات الفضائية (طيبة، الزرقاء وغيرها). أربع سنوات متواصلة من ضخ الكراهية والبغضاء في نفوس المؤيدين لهم والمتعاطفين بالمال والموعودين بالمناصب، الذين لم يألوا جهدًا في ممارسة تكريه السودانيين في حمدوك ومحمد الفكي وخالد سلك وغيرهم.

للدرجة التي تجعل مواطنًا في بلد آخر بعيد عن السودان بآلاف الأميال، ولم يرَ يومًا في حياته د. عبدالله حمدوك، لكن ما إن تأتي سيرته إلا وصرخ بأعلى صوته لعنًا وشتمًا ومتهمًا إياه بالكثير من الأوصاف غير اللائقة. وعندما تسأله: هل تعرف حمدوك؟ ينفي معرفته. هل أكلت معه؟ أو سافرت معه؟ أو زرته في بيته؟ فكيف عرفته أنه بهذه الأوصاف؟! تمامًا كحالة قاتل د. فرج فودة: قتله ولم يقرأ له كتابًا واحدًا، وقال عنه إنه كافر. واتضح في النهاية أن كل ما شكّل له صورة فرج فودة هي مجرد أقوال مرسلة.

4- أدوات الكراهية في الوقت الحاضر

من أبرز تجليات إعلام الحركة الإسلاموية في السنوات الأخيرة ظاهرة محمد محمود السماني، الملقب بـ(الانصرافي). اعتمد على التهريج الإعلامي والفيديوهات الساخرة التي تخلط بين الكوميديا والتحريض. قدّم نفسه كصوت الشعب البسيط في مواجهة النخب، بينما كان في الواقع يعيد إنتاج نفس المنطق الإسلاموي: تحويل الخصوم السياسيين إلى مادة للتندر والسخرية والتشويه. لقد لعب دورًا في ترسيخ خطاب الإقصاء ضد قحت، حيث ساهمت مقاطع الفيديو المنتشرة على نطاق واسع في تطبيع ازدراء قيادات الثورة وإضعاف صورتهم الجماهيرية.

الحركة الإسلاموية في السودان قامت على صناعة الكراهية كوسيلة للسيطرة والإقصاء وإضعاف الخصوم، لقد تسلحت بالخطاب المتشنج واللغة الهابطة، وجعلت من السخرية والتجريح أدوات يومية لإذلال المختلفين معها في الرأي، وحولت الخلاف السياسي إلى معارك شخصية قوامها الشتيمة والافتراء. لم تكتفِ بأدواتها السياسية والإعلامية، بل عمدت الحركة أيضًا إلى استغلال الحالة الشعبية في تسطيح الوعي وتطبيع خطاب الكراهية، من خلال ما عُرف بـ(القونات) اللواتي جرى توظيفهن في بث رسائل غير مباشرة تكرّس روح الاستقطاب والسخرية من الخصوم، وكذلك عبر ظاهرة (الانصرافي)، الذي مثّل نموذجًا إعلاميًا شعبويًا يجمع بين التهريج والتحريض، ليحوّل السجال السياسي إلى مادة للتندر والاستخفاف، مما ساعد على ترسيخ الضغائن وتوسيع دوائر الإقصاء. وهكذا التقت (القونات) و(الانصرافي) في خدمة هدف واحد: نشر البغضاء في ثوب تسلية، بينما هي في حقيقتها سمٌّ يغذّي الانقسام ويقوّض فرص إيقاف الحرب وإفشاء السلام.

(القونات) و(الانصرافي) أدوات صناعة الكراهية

إن ما استعرضناه في هذا المقال يكشف أن الحركة الإسلاموية في السودان لم تُبنَ على مشروع فكري إصلاحي أو رؤية حضارية، بل على صناعة الكراهية كوسيلة للسيطرة والإقصاء وإضعاف الخصوم. لقد تسلحت بالخطاب المتشنج واللغة الهابطة، وجعلت من السخرية والتجريح أدوات يومية لإذلال المختلفين معها في الرأي، وحولت الخلاف السياسي إلى معارك شخصية قوامها الشتيمة والافتراء.

هذا النهج لم يقتصر أثره على الخصوم السياسيين، بل تسرب إلى جسد المجتمع كله، فأحيا العصبيات والقبليات، وزرع الضغائن بين الناس، وكرّس ثقافة العنف اللفظي والمادي، وأفرغ الحرية من مضمونها. الكراهية التي مارستها الحركة الإسلاموية لم تكن خيارًا تكتيكيًا مؤقتًا، بل كانت إستراتيجية ثابتة، استُخدمت طوال عقود وأُعيد إنتاجها حتى بعد سقوط نظام الإنقاذ.

إن أخطر ما في هذا الإرث أنه يهدد إمكانية بناء دولة مدنية ديمقراطية، لأنه يقوض أساسيات التعايش ويجعل الحوار مستحيلًا. لذلك فإن تجاوز هذه المرحلة المظلمة يتطلب مواجهة صريحة مع خطاب الكراهية، وتجريم نشره، والعمل على ترسيخ قيم التسامح والتعدد والاعتراف بالآخر. فالسودان لا يمكن أن ينهض إلا إذا كُسرت دائرة الكراهية، وعاد الناس إلى إدراك أن الاختلاف سنة الحياة، وأن احترامه هو السبيل الوحيد لبناء وطن يسع الجميع.

صباح السبت 13 سبتمبر 2025م


Post: #2
Title: Re: ​الحركة الإسلاموية..تاريخ طويل في صناعة ا
Author: دينق عبد الله
Date: 09-13-2025, 04:28 PM
Parent: #1

الأخ الأستاذ خالد
تحية طيبة
أريد اسألك و أرجو ان تجاوب بصدق

انت كنت من الكيزان لكن الان انت ضدهم
و هذا حقك
لكن الاستعداء السافر في مقالاتك ضد الكيزان
هل هو موقف
ام محاولة منك لغسل تاريخك

التاريخ لا يغسل يا أخي

ارفق بنفسك