Post: #1
Title: خطاب مفتوح الى مجلس عمداء جامعة الخرطوم 12 سبتمبر 2025 كتبه د. محمد امين محمد صديق
Author: د. محمد امين محمد صديق
Date: 09-12-2025, 02:03 AM
02:03 AM September, 11 2025 سودانيز اون لاين د. محمد امين محمد صديق-Sudan مكتبتى رابط مختصر
الموضوع : ( مخرجات اجتماع مجلس العمداء الطارئ بتاريخ 8 سبتمبر 2025) السلام ورحمة الله تعالى وبركاته اطلعت على محضر وقائع مضابط اجتماع مجلس العمداء ، وقائع اجتماع مجلس العمداء الاسفيري الطارئ الذي عقد بتاريخ الأثنين 8 سبتمبر، 2025 م في الساعة الثامنة مساء بتوقيت الخرطوم، برئاسة السيد مدير الجامعة بروفيسور عماد الدين الأمين الطاهر عرديب، وحضور مدير الجامعة ووكيل الجامعة وأمين الشؤون العلمية و عميد شؤون الطلاب و مديرة إدارة الإعلام و المراقب المالي و مديرة إدارة الإعلام الأسبق ، والمدير التنفيذي لمكتب مدير الجامعة وعمداء الكليات، باستثناء عميد كلية التعليم عن بعد والسيد مدير دار النشر والطباعة. شعرت بالأسى للسودان أولاً وجامعة الخرطوم ثانياً ، عند اطلاعي على قرارات مجلسكم الموقر، إذ مثلت لي قرارات لا تستقر وتتلمس الواقع الذي يعيشه الطلاب وأولياء أمورهم والأساتذة وأسرهم . وتأتي قرارات مجلس العمداء وكأنهم غير مدركين للأوضاع المزرية التي تعرض لها الأساتذة وأسرهم والطلاب ، بل كل المجتمع السوداني من تدمير للممتلكات الخاصة و نهب للمنازل بل تفريغها من محتوياتها حرفيا بل في بعض الحالات بالحريق ونزع كل ما يمكن نزعة من المنازل حتى باتت غير صالحة للسكن. إضافة لذلك فإن هذه القرارت تبدو وكأنها تغض النظر عن الحال المزري الذي عليه بنية الجامعة من حيث تأهيل المعامل والقاعات ومكاتب الأساتذة. إن ما تعرضت له منازل الأساتذة ومقتنياتهم الشخصية يستغرق وقتاً ليس باليسير حتى تصبح قابلة لأن تكون مأوى، ناهيك عن ما يتطلبه إعادة تأهيلها من صرف مادي يظل بعيد المنال مع تدني القيمة الشرائية للجنيه السوداني وتوقف بل تدهور (قيمة) مرتبات الأساتذة في منحدر هاوية سحيقة الغور مما يجعل عودة الأساتذة - و بهذا الاستعجال الذي يظهر في مخرجات الاجتماع الطاريء للعمداء موعدا (أقصاه أول شهر أكتوبر، وكذلك بقية الأساتذة تباعا)- أمرا بعيد المنال وهذا وصف غير دقيق للعودة اقدمه تفاديا للإحباط بقول انها تكاد تكون مستحيلة. القرار الثاني لمجلس العمداء الخاص بإغلاق كل المراكز الخارجية للتدريب والامتحانات على أن تتم كل برامج التدريب العملي و الحقلي والسريري لكل الكليات بمباني الجامعة وبالمؤسسات الأخرى الموجودة بولاية الخرطوم. لعمري إن هذا القرار يصب في وتر حساس ومهم جدا في رسالة الجامعة في التدريب والتأهيل ومن المؤكد أن كل الأساتذة بجامعة الخرطوم يتطلعون لأن يتم التدريب و التأهيل و البحث العلمي للطلاب في مرحلة البكالوريوس وطلاب الدراسات العليا في مباني ومعامل جامعة الخرطوم وليس في المؤسسات الأخرى إلا إذا كانت هنالك ضرورة ملجئة لهذا الإجراء. إذ أن الجامعة ما هي إلا اساتذه وطلاب ومكتبة ومعمل. ولكن آه آه وآه من لكن هذه، ما هو الواقع على أرض الواقع!! إن الواقع مزرء للغاية، فالمعامل قد طالها التخريب، ليس فقط تخريب للأجهزة و المعدات بل طال الحيطان والجدران والأسقف ومكاتب الأساتذة. إن إعادة تأهيل المعامل تقتضي تمويلاً كبيراً وعوناً مادياٍ لا يمكن الحدس بمدى توفره في الوقت الحالي ولكنه من المؤكد يحتاج لاستقرار الحال في البلاد بالشكل الذي يشجع من يقدم يد العون ويرى أن عمله ستكون نتائجه واضحة وجليه ينتج عنه تحقيق النتائج المرجوة في إعادة تأهيل الجامعة لتتبوأ مكانها بأحسن مما كانت. بغير تأهيل المعامل ومكاتب الأساتذة، نكون قد هدمنا ركنا اساسياً من أركان الجامعة وهذا ما لا اتوقع ان يكون هدف مجلس العمداء الموقر. ثم إن استقرار الأساتذة وتمكنهم من توفير السكن المناسب لهم والترحيل عامل أساسي في استقرار وانتظام الدراسة وإن لم يتم هذا نكون قد هدمنا ركنا أساسياً ثانيا من أركان الجامعة. إن تأهيل المعامل هو ما نود أن يكون وما نرغب فيه حقا ولقد بدأنا في قسمنا بكلية العلوم بالتخطيط للإصلاح الأكاديمي في إنتظار هذا الأمل المرجو. إن أي حديث عن إجراء كل برامج التدريب العملي و الحقلي والسريري لكل الكليات بمباني الجامعة وبالمؤسسات الأخرى الموجودة بولاية الخرطوم في هذا الوقت دون تأهيل المعامل واستقرار الأساتذة و الطلاب لا يمثل إلا التفكير بالتمني ! نعم امنياتنا كبيرة ولكن الواقع يحكمنا بل يحكم طوق قبضته علينا جميعا ً اساتذه وإدارة وعلينا مواجهته بموضوعية. إن إغلاق كل المراكز الخارجية للتدريب والامتحانات يمثل ضربة محبطة للطلاب وأولياء أمورهم الذين وطنوا أنفسهم في الفترة الماضية على الإستقرار قرب المراكز الخارجية داخل وخارج السودان التي يمكن لأبنائهم أداء امتحاناتهم بها وقد بذلوا في سبيل ذلك الكثير مما يصعب وصفه ثم إن القرار قد جاء مفاجئاً دون أن يترك لهم أي فرصة لتوفيق أوضاعهم فأصبحوا كمن ألقي في الماء مكتوفا وقيل له إياك إياك أن تبتل بالماء أكتفي بهذا القدر ولن أعلق على القرار الخاص ببرامج الرحلات العلمية والدراسية للطلاب فلقد خبرت الرحلات العلمية للطلاب في شرق وغرب ووسط وشمال السودان منذ ثمانينات القرن الماضي وهنالك الكثير مما يمكن أن يقال في هذا الموضوع عندما يحين أوانه خطابي المفتوح هذا إلى مجلس عمداء جامعة الخرطوم يمثل وجهة نظري ولا أشك البتة في أنها تتوافق مع رأي العديد من زملائي أساتذة جامعة الخرطوم ولكنني آليت على نفسي أن أقدم النصح مستصحبا مقولة الراحل المقيم د. منصور خالد ( لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها) وارجو صادقا من مجلس عمداء جامعة الخرطوم إعادة النظر في قراراته الصادرة من اجتماعه الطاريء الإسفيري بتاريخ 8 سبتمبر، 2025 وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر د. محمد امين محمد صديق قسم علم النبات ، كلية العلوم
|
|