شَوقي بَدري: العُود لو ما فيهو شَقّ ما بيقول طَق!!! كتبه الأمين مصطفى

شَوقي بَدري: العُود لو ما فيهو شَقّ ما بيقول طَق!!! كتبه الأمين مصطفى


09-11-2025, 01:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1757592524&rn=0


Post: #1
Title: شَوقي بَدري: العُود لو ما فيهو شَقّ ما بيقول طَق!!! كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 09-11-2025, 01:08 PM

01:08 PM September, 11 2025

سودانيز اون لاين
الأمين مصطفى-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




شَوقي يُفلِقُ دائماً، لكنَّه لا يُداوي! يُستَعمَل في الأمثالِ من طَرَف، وينتَهِجُ المَنهَج الخَلدوني في ابتِكارِ مُصطلَحاتٍ من شاكِلة "الضَّهاري"، كما "أميرُ الراياتِ الأربَع"، الّذي هو أيضاً يَمضي بلا دَقّار، مُنتَهِجاً تفكيراً مَناطِقيّاً لا يتوافَقُ مع روحِ المَدينَةِ التي تَكَوَّنَت أصلاً على تَوافُدِ عِدَّةِ أظهِرَة، وأنتَجَت شَكلاً ثَقافيّاً واجتِماعيّاً لا يَتَعصَّبُ لِقبيلةٍ أو نَسَب، ويَبقَى الانتماءُ لِقَوانينِ المَدينَةِ لا عُرفِ "الظَّهير".
ولكِن المُتورِّك يُحاوِلُ دائِماً تَحويلَ المَدينَةِ إلى قَبيلَة، أي: "كَأنَّك يا أبا زيد ما غَزيت!"، فهُو يَهدِمُ قِيَمَ المَدَنيَّةِ مِن حيثُ يَدرِي ولا يَدرِي، ويَنسَى أنَّ هذهِ المَركَزيَّة قَد جَلَبَت لَنا الحُكمَ العَسكَريّ، مِن تآلُفِ أربعةِ أحياءٍ فقط، إلى أنْ سَيْطَرُوا على "الحِيشان الثلاثة"، فكانَ "البَيانُ الصِّفريُّ" الانقِلابيُّ راتِباً!!!
وشَوقي في مَسلَكِهِ الكِتابيّ، على الرُّغمِ مِن رَوعةِ حكاياتِ "قاعِ المدينة" التي يَرويها، إلّا أنَّ استِغراقَهُ الأُسَريَّ، وعَقليَّةَ المَركزيَّةِ، تَبقَى طاغِيَةً على تَفكيرِهِ، حتّى إنَّكَ تَشعُرُ أنَّها مُقحَمةٌ، ولازِمَةٌ تُؤدِّي إلى "تَعثيم" كِتاباتِه، خاصَّةً في المُطَوَّلات!!
إنَّ التَّقسيمَ ما بَين "حَضَر" و"ظَهر" هو تَقسيمٌ مَأزوم، يُعبِّرُ عن نَفسيَّةٍ مُضطَرِبَة، أو رُبَّما مَبهورَةٍ بـ "ضِيِّ اللَّمبَة" و"باسِطَةِ المدينةِ" و"خَلَقاتِها"، ويَنسَى الكاتِبُ أنَّه يُمكنُ تَجزِئةُ المَفهوم، وإسقاطُهُ على مَركَزِيَّتِهِ المَدائِنيَّة، عَبرَ أحيائِها على مَرِّ التَّاريخ.
فحَيُّهُ يَبقَى "ظَهيراً" لِمَركزيَّةِ "حَيِّ العَرَب" و"حَيِّ العُمدَة"، الّذي رَسَمَ وأَسَّسَ ثَقافَةَ مَركَزِيَّتِه المُتَوَهَّمَة، لكِن: "الجَمَل!" و"العَوجَة!" و"القافِلَة!!!"
إنَّ الثَّقافَةَ والسِّياسَةَ في مَركزيَّتِه المُتَوَهَّمَة، في مُجمَلِها وافِدَةٌ مِن "الظَّهير" بالمُجمَل، إنْ كانت في "الأبروفِيّين" أو "الفِيلِست"، إلّا أنَّ "عينَ السَّخَطِ تَكيلُ بِالمَاشَة!!!"
إنَّ إعلاءَ قِيَمِ "الباشويَّة" يتناقَضُ مع كِتاباتِ شَوقي، الّذي هو في نَفسِهِ "نَصيرُ المَظلُوميَّة" و"العُمَّال" و"الصَّنَايعيَّة"، فَكَيفَ حَدَّثَتْهُ نَفسُهُ بِهذِهِ الكِتابَة؟!!
إنَّ "الثَّورةَ المَهديَّة"، الّتي انتَهَت في صُورَةِ "الجَهادِيَّة"، ناتِجٌ مَدَائِنيٌّ، التَهَمَتْهُ "الظَّهِير"، إنْ كان يَميناً أو يَساراً، وخَرَّبَهُ التَّفكيرُ المَناطِقيُّ والمَركَزِيَّات، فكان استِدعاءُ الغازي مِن أبناءِ البلادِ في ١٨٢١ و١٨٩٨، وها هوَ التّاريخُ يُعيدُ نَفسَهُ في "عَبَثِيَّةِ حَمدان وبُرهان!!!"
وشَوقي... تاريخُ مَركَزِيَّتِه يَحصُرُهُ في "الطَّورِ الثَّالِث"، ويَنسَى "النَّشأَةَ" و"التَّكوِينَ الثَّاني" و"الرَّابِع"، فـما قَبل "كِتشنَر" لَيس كما بَعدَه، وأنَّ الأصل: ألا تَظالَمُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخواناً، وليسَ هُناكَ فَرقٌ إلاّ بالتَّقوى!!!