Post: #1
Title: ذقت الويل من الكيزان.. لكن هذا لا يجعلني أن أدعم من يرتكب نفس الأف كتبه الطيب محمد جادة
Author: الطيب محمد جاده
Date: 09-09-2025, 02:58 AM
02:58 AM September, 08 2025 سودانيز اون لاين الطيب محمد جاده-السودان مكتبتى رابط مختصر
الطيب محمد جادة
صحفي مستقل
منذ سنوات طويلة عاش السودانيون تحت قبضة تنظيم "الكيزان" الذي جعل من الوطن ساحة للتسلط والقمع ونهب الموارد. ذاق الناس الويل من ممارساتهم، فامتلأت السجون بالمعتقلين، وصودرت الحريات، وتكدست الثروات في جيوب قلة قليلة بينما عاش أغلب الشعب في فقر مدقع. هذه التجربة المريرة جعلت اسم الكيزان مرادفاً للظلم والفساد والدماء.
لكن، ورغم هذا التاريخ المظلم، فإن رفضنا للكيزان لا يمنح تفويضاً لأي قوة سياسية أو عسكرية أخرى أن تعيد إنتاج ذات الأساليب تحت أي مسمى أو شعار. المبدأ واضح: القمع قمع، والانتهاك انتهاك، سواء ارتكب باسم الدين أو باسم الثورة أو تحت غطاء أي مشروع سياسي.
إن الشعب السوداني الذي ثار وأسقط البشير لم يخرج ليبدل جلاده بجلاد آخر. الثورة رفعت شعارات الحرية والسلام والعدالة، وهذه القيم لا تتجزأ. لذلك فإن دعم أي جهة تمارس القتل، الاعتقال التعسفي، تكميم الأفواه، أو نهب موارد البلاد، هو خيانة لجوهر الثورة ولدماء الشهداء.
لقد علمتنا التجربة أن التغاضي عن الانتهاكات بحجة العداء للكيزان يفتح الباب لدورة جديدة من الاستبداد. فالوطن لا يحتمل أنصاف المواقف، والعدالة لا تقبل الكيل بمكيالين.
إن الموقف الوطني السليم هو أن نكون ضد كل من يظلم الشعب، أيّاً كان اسمه أو لونه أو شعاره. لا فرق بين من يرفع راية الإسلام السياسي ليبرر طغيانه، وبين من يرفع راية الثورة ليبرر القتل والنهب. فالحق واحد، والباطل واحد، والشعب لا يُخدع بالشعارات.
خلاصة القول: ذقنا الويل من الكيزان، لكن ذلك لا يجعلنا نصمت أو نبرر من يعيد إنتاج ممارساتهم تحت عباءة مختلفة. فالوطن يستحق عدالة حقيقية، حرية شاملة، وسلاماً دائماً لا يُبنى على القهر بل على احترام الإنسان.
|
|