العلم طريق الإيمان والثورة كتبه الطيب الزين

العلم طريق الإيمان والثورة كتبه الطيب الزين


09-08-2025, 01:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1757335929&rn=0


Post: #1
Title: العلم طريق الإيمان والثورة كتبه الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 09-08-2025, 01:52 PM

01:52 PM September, 08 2025

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر





شهد العالم مساء أمس خسوفا قمريا كليا بدا مشهدا رائعا ومهيبا في السماء حيث غطى ظل الأرض وجه القمر وتحول لونه إلى الأحمر الداكن فيما يعرف بالقمر الدموي هذه الظاهرة الفلكية التي فسرها العلماء بدقة قبل وقوعها ليست مجرد حدث بصري بل آية كونية تدعو الإنسان إلى التأمل في النظام الذي يحكم هذا الكون وإلى إدراك أن وراء هذا الإحكام خالقا حكيما لا يُدرك إلا بالعقل والتدبر فالعلم الذي يفسر كيف يحدث الخسوف هو ذاته الذي يقود الإنسان إلى الإيمان بمن وضع هذا النظام وأودع فيه من الدقة ما يوقظ العقول ويهز القلوب
في عالم تتسارع فيه الظواهر الكونية والاجتماعية وتتكشف فيه أسرار الطبيعة والإنسان يبرز العلم كأداة لفهم الواقع لا كبديل عن الإيمان فكلما تعمق الإنسان في دراسة الكون من حركة الشمس والقمر إلى دقة الذرات والمجرات ازداد إدراكا لعظمة الخالق الذي أودع هذا النظام المحكم في الخلق وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى في قوله تعالى ﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ وهي آية تؤكد أن انتظام الكون ليس عشوائيًا بل خاضع لقانون وسُنة وأن كل شيء يسبح بحمد الله في مداره المرسوم
العلم لا يُقصي الإيمان بل يُعمّقه فحين يكتشف الإنسان دقة النظام الكوني لا يزداد غرورا بل خشية كما قال تعالى ﴿إِنّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ هذه الخشية ليست خوفًا بل إدراكًا لعظمة الخالق وتواضعا أمام حكمته ومن هنا فإن العلم ليس خصمًا للعقيدة بل حليف لها حين يُطلب بصدق ويُفهم بعمق
وإذا كان العلم يفسر الظواهر الطبيعية فإنه أيضا يفسر الظواهر الاجتماعية فالإستبداد والفساد والظلم ليست مجرد إنحرافات أخلاقية بل أنماط اجتماعية يمكن تحليلها بمنهج علمي علم الإجتماع والسوسيولوجيا والأنثروبولوجيا تكشف كيف تنشأ أنظمة القهر وكيف تُستخدم الشعارات الدينية أو القومية أو الأمنية لبسط السيطرة على الشعوب وهذا ما فعله نظام الإنقاذ المجرم وما يفعله مجرم الحرب البرهان اليوم حين يُوظف الدين لتبرير القتل ويُستخدم الجيش لقمع الشعب وتُختطف الدولة باسم السيادة الزائفة
هذه الأنظمة لا تقوم على شرعية بل على تزييف الوعي وقهر الفطرة وتعطيل العقل وهي بذلك تخالف سنن الله في الخلق التي بموجبها خُلق الإنسان حرًا عزيزا مسؤولاً فالظلم ليس قدرا بل إنحرافا والثورة عليه ليست فوضى بل تصحيح لمسار مختل إنها واجب وفرض عين لأنها استجابة لنداء الفطرة وانسجام مع سنن الكون ووفاء لكرامة الإنسان التي قال الله عنها ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾
إن من يفهم الكون علميًا ويفهم المجتمع علميا يدرك أن الاستبداد لا يدوم وأن الظلم لا يُثمر وأن الشعوب لا تُقهر إلى الأبد فكما يعود القمر إلى نوره بعد الخسوف تعود الشعوب إلى حريتها بعد الثورة وكما أن الكون لا يقبل الفوضى فإن المجتمعات لا تستقر على القهر
العلم إذا ليس ترفا بل ضرورة وهو ليس نقيضا للإيمان بل طريق إليه وهو ليس محايدا في وجه الظلم بل شاهد عليه ودليل على وجوب مقاومته فلتكن دعوتنا اليوم أن نعيد الاعتبار للعلم لا كأداة تقنية بل كمنهج لفهم الكون والمجتمع وكوسيلة لتعميق الإيمان وتحرير الإنسان وإقامة الحق وإن الثورة على الاستبداد والفساد والظلم ليست خيارا سياسيا بل واجبا إنسانيا وفرضا أخلاقيا وسنة كونية لا تتخلف ومن يتأمل في خلق الله ويؤمن بكرامة الإنسان لا يرضى بالذل ولا يسكت عن الجريمة ولا يهادن الطغيان وإن النصر حليف الأشاوس الأبطال الذين يواجهون الظلم ويقاومون القهر بإرادتهم الحرة ويكتبون بدمائهم الزكية ملامح السودان الجديد ويعبدون الطريق لبناء الدولة المدنية التي من أجلها ثأر الشعب السوداني ضد حكم الكيزان القتلة الأشرار.