مأساة جديدة في دارفور - جبل مرة.. قرية يبتلعها انجراف التربة كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل

مأساة جديدة في دارفور - جبل مرة.. قرية يبتلعها انجراف التربة كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل


09-05-2025, 06:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1757094411&rn=0


Post: #1
Title: مأساة جديدة في دارفور - جبل مرة.. قرية يبتلعها انجراف التربة كتبه عبدالرحمن محمـــد فضــل
Author: عبدالرحمن محمد فضل
Date: 09-05-2025, 06:46 PM

06:46 PM September, 05 2025

سودانيز اون لاين
عبدالرحمن محمد فضل-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر



عمود ظِلَال القمــــــر

[email protected]


شهد إقليم دارفور فاجعة إنسانية مؤلمة بعد أن أدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على سفوح جبل مرة إلى انهيار أرضي ضخم، تسبب في انجراف التربة ودفن قرية بأكملها تحت الركام، مما أسفر عن وفاة جميع سكانها. الحادثة التي وقعت في ساعات الليل باغتت الأهالي أثناء نومهم، لتتحول القرية الوادعة إلى مقبرة صامتة، شهود عيان من القرى المجاورة ذكروا أن الأمطار استمرت بلا توقف لعدة ساعات، ومع تشبع الأرض بالمياه انهارت الكتل الطينية والصخرية لتجرف معها المنازل المبنية بمواد محلية، ما جعل فرص النجاة معدومة تقريباً ووفق إفادات محلية، فإن عدد الضحايا بالعشرات في ظل صعوبة حصر الأعداد بدقة بسبب اختفاء معالم القرية بالكامل فرق الإنقاذ تواجه تحديات هائلة بسبب وعورة المنطقة الجبلية وغياب المعدات اللازمة الأمر الذي يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية ناشطون ومؤسسات خيرية ناشدوا السلطات المركزية والمنظمات الدولية للتدخل العاجل ليس فقط لانتشال الجثامين وإغاثة الناجين في القرى القريبة بل أيضاً لوضع خطط وقائية تحمي المجتمعات السكانية التي تعيش في سفوح جبل مرة، المعرضة سنوياً لخطر الانجرافات والسيول وجبل مرة يُعد أعلى سلسلة جبلية في إقليم دارفور ويمتد على مساحة واسعة بين ولايات غرب ووسط دارفور يصل ارتفاعه إلى أكثر من ثلاثة آلاف متر فوق سطح البحر، ويتميز بمناخه المعتدل وغطائه النباتي الكثيف، مما جعله موطناً لآلاف الأسر ومصدراً رئيسياً للزراعة والرعي إلا أن الطبيعة الجبلية مع تزايد معدلات الأمطار الموسمية، تجعل المنطقة عرضة لانجراف التربة والسيول المفاجئة، في ظل غياب البنية التحتية ونظم الإنذار المبكر كما أن جبل مرة له قيمة إنسانية واقتصادية كبرى، حيث يعتبر سلة غذاء مهمة للإقليم ومصدراً للفاكهة والخضروات التي لا تنمو في بقية دارفور ذات المناخ شبه الصحراوي، فإن هذه الكارثة تسلّط الضوء مجدداً على هشاشة البنية التحتية في مناطق النزاع والإهمال التنموي الذي يعانيه سكان دارفور منذ عقود، إذ يفتقرون إلى شبكات الصرف صحي والطرق الممهدة ونظم الإنذار المبكر التي تساعد على تقليل الخسائر عند حدوث الكوارث الطبيعية، لقد فقدت دارفور قرية كاملة بأبنائها وأحلامها، ليبقى السؤال المؤلم هل ستظل أرواح الأبرياء ثمناً متكرراً للإهمال وضعف الاستعداد لمواجهة الكوارث أم تكون هذه المأساة جرس إنذار يدفع الدولة والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهم تجاه إنسان هذه الأرض المنكوبة؟