النمير.. من المريخ إلى صفقات الفساد أم العكس؟! كتبه كمال الهِدَي

النمير.. من المريخ إلى صفقات الفساد أم العكس؟! كتبه كمال الهِدَي


09-05-2025, 06:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1757094303&rn=0


Post: #1
Title: النمير.. من المريخ إلى صفقات الفساد أم العكس؟! كتبه كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 09-05-2025, 06:45 PM

06:45 PM September, 05 2025

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-عمان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات



كلما كتبنا عن موالاة رؤساء أندية الكرة للكيزان المجرمين، وأبدينا استغرابنا من حجم ثرواتهم بالمقارنة مع أعمارهم وخلفياتهم التجارية المعدومة، يخرج علينا من يسألنا ببلاهة:" هات دليلك".

وكنت دائماً على يقين بأن من يطرح هذا السؤال مقتنع في قرارة نفسه بصحة ما نكتب، لكنه لا يريد الاعتراف بذلك، فنحن شعب صار في غالبيته " أرزقياً"، لا يرغب معظمنا في فقدان من يمول أنديتنا ويجلب لنا المحترفين، ولو كان ذلك على حساب أجيالنا القادمة.

وها أنتم اليوم تتابعون إحدى صفقات الفساد الكبرى: العقد المُبرم بين وزارة المعادن وشركة مملوكة لمصري بمشاركة أردول ورئيس نادي المريخ السابق النمير.

ولا أدري إن كان قد فُهم كيف يعمل عدد من الصحفيين الرياضيين، ممن يتوهم بعض السذج حالياً أن وطنيتهم المفرطة هي ما دفعتهم للوقوف مع الجيش باعتبارها معركة كرامة!

فهؤلاء هم من روجوا للنمير كرئيس "ناجح" محتمل لنادي المريخ، لأغراض يعلمونها جيداً. وأهم هذه الأغراض أن مكانة رئيس نادي الهلال أو المريخ تكفي لتغطية فساد لا حدود له يمكن أن يمارسه أي منهما. وبالطبع، ينال المرجفون والكتبة غير النزيهين نصيبهم من المال اللازم.

والمؤسف أنهم، وبسبب غفلاتنا المستمرة ولا مبالاتنا لم يكتفوا بالكسب الحرام من الكرة، بل وجدوا ضالتهم في الحرب الحالية، فراحوا يحرضون علي القتل والدمار، ما دام ذلك يضاعف مكاسبهم المادية.

. هذا هو النمير الذي هللتم له يا جماهير المريخ. ربما أسعد بعضكم بالفتات الذي أنفقه على ناديكم، لكنه في المقابل سلب أبناءكم وأحفادكم حقهم الطبيعي في ثروات باطن الأرض.

السلوك ذاته ينطبق على جماهير الهلال، التي تستجيب لمقالات تلميع إداريين لا يعرف الناس لهم تاريخاً تجارياً واضحاً. فكل ما في الأمر أنهم يتكسبون من فساد منظومة الحكم في البلد. لكن ذلك لا يهم أيضاً، ما داموا ينفقون على صفقات المحترفين والمدربين الأجانب. ومع كل ذلك تجد من يكتب بقوة عين: " هلال الحركة الوطنية".

عندما ساءت أمور البلد إلى هذا الحد، وقبل أن تندلع هذه الحرب اللعينة، كان لابد أن أتوقف عن الكتابة حول الكرة وعشقي الهلال لسببين:

الأول، أن أبقى متصالحاً مع نفسي، فلا يمكن أن أناهض حكم الفاسدين وفي نفس الوقت أقبل أن تُصّرف شؤون النادي الذي أحبه بأموال جوكية هؤلاء الفاسدين، فهي في النهاية أموال حرام، ولا مجال هنا لمقولتنا التبريرية: " لا تخلطوا بين السياسة والرياضة". فالخلط قد وقع بالفعل وانتهى على يد هذه الجماعة الضالة، وطالما أن مصادر تمويل الأندية مشبوهة فالكلام بالنسبة لي انتهى.

أما السبب الثاني فهو أن الكتابة حول الرياضة ونحن في مثل هذه الظروف تُعد ترفاً غير مقبول بالنسبة لي، إذ سأبدو كمن يخادع نفسه والآخرين ويوهمهم بأن كل شيء على ما يُرام.
صحيح أن الحياة يجب أن تستمر بالرغم من كل شيء، لكن الناس لا يحيون بالكرة.

أخلص مما تقدم إلى أن المفسدين واللصوص ضيعوا البلد ونهبوا ثرواته، لكن ألسنا نحن - كشعب وكإعلاميين - شركاء لهم؟! صمتنا عن فسادهم، بل وزينا سرقاتهم وقبلنا أن يمولوا مؤسساتنا بالمال المنهوب، فكيف تكون المشاركة في الفساد إن لم تكن هذه بعينها؟

العجيب أن عدداً من المستنيرين ركزوا اليوم مع مقال كاتبة بلبوسية، تكسبت كغيرها من هذه الحرب اللعينة، متوهمين أنها تناهض الفساد حقاً. ولا أدري كيف يجوز لمن يوالي منظومة الفساد المتكاملة، ويؤيد حرباً فتحت الأبواب على مصاريعها لمزيد منه، أن يحدثنا عن فساد فلان أو علان؟
إلى متي سنستمر في سذاجتنا وغفلتنا، ونعادي التفكير العميق؟