يشهد السودان في المرحلة الراهنة حراكاً حكومياً وشعبياً واسعاً، يشارك فيه مختلف المكونات الرسمية والشعبية ، بدءاً من قيادة الدولة ممثلة في مجلس السيادة ورئيس الوزراء والوزراء وولاة الولايات، وصولاً إلى المبادرات الشعبية والمجتمعية " التكايا نموذجا " وهو جهد يعكس وعياً عميقاً بحاجات اهلنا الغبش وتطلعاتهم. فالتحركات الجارية لإعادة تأهيل البنية التحتية، وتحسين الخدمات التعليمية والصحية، والاهتمام بمعاش الناس، ليست مجرد خطوات إجرائية، بل هي مؤشرات واضحة بأن الدولة تضع المواطن في مقدمة أولوياتها وتسعى بهمة إلى تلبية احتياجاته الأساسية كما أن الاهتمام بتحقيق الاستقرار الأمني يمثل الركيزة التي يقوم عليها أي مشروع تنموي أو إصلاحي، إذ لا تنمية ولا معيشة كريمة من دون أمن.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تبذل جهود متواصلة لإنعاش الاقتصاد الوطني عبر تشجيع الاستثمارات وتوسيع دائرة الإنتاج الزراعي والصناعي، مستندة إلى ما يمتلكه السودان من مقومات طبيعية تجعله مؤهلاً ليكون سلة غذاء لانسانه و للمنطقة. كما يجري العمل على إصلاح النظام المصرفي وتطوير التشريعات الاقتصادية لتسهيل المعاملات وتحريك عجلة السوق.
أما في الجانب الاجتماعي، فيتجلى الاهتمام بتمكين الشباب والنساء من المشاركة الفاعلة في مختلف مجالات العمل والإنتاج ، إلى جانب دعم البرامج التعليمية والتدريبية التي تسهم في رفع الوعي وبناء القدرات البشرية، بما يضمن إعداد أجيال قادرة على قيادة المستقبل ببوابة التعليم والبحث العلمي .
وفي الإطار السياسي لابد ان تتواصل جهود الحوار الوطني بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية من أجل تحقيق توافق واسع حول مستقبل الحكم وإدارة المرحلة الانتقالية، مع التركيز على مبادئ الحكم الرشيد والشفافية ومحاربة الفساد وترسيخ العدالة باعتبارها أدوات أساسية لبناء الثقة بين الدولة والمواطن.
كما لا يغيب البعد الإنساني ، حيث تُبذل مساعٍ لمعالجة آثار النزاعات الداخلية عبر برامج المصالحة وإعادة الدمج، وتقديم الدعم للنازحين والمتضررين، بالتوازي والتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة في المناطق الأكثر احتياجاً وضررا .
في هذا السياق يبرز الدور الناهض للمجتمع المدني، حيث أسهمت المبادرات الشعبية كالتكايا وحملات النظافة المليونية التي يقودها الشباب ولجان الاحياء في سد الفجوات الخدمية، خاصة في مجالي الصحة والتعليم والإغاثة، لتتكامل المنظومة بدور النقابات والروابط المهنية في دعم الاستقرار الاجتماعي والمطالبة بتحسين ظروف العمل والمعيشة.
إن هذا التكاتف او التلاحم بين الحكومة والشعب ومؤسسات المجتمع المدني ان سار وفق ضوابط محكمة سيستنهض قدرات البلاد – بقيادته وشعبه – ويساهم علي تجاوز التحديات الراهنة، وفتح أبواب جديدة نحو مستقبل أفضل يقوم على الاستقرار والازدهار والعيش الكريم.
قطعا التطلعات لا حدود لها والقدرات البشرية مهما انجزت هي محدودة فما بال مع الوضع الراهن والذي افرز خلالا في كثير من مناحي الحياة وبقاع البلاد الواسعة الشاسعة والتي تكالبت عليها المواجع والضغوطات علي مستوي المواطن الذي لا حيلة له .
ان ما ادخل البلاد في هذا النفق المظلم هو التراخي الذي أصاب مفاصل الدولة فتمدد الاخر حتى كاد ان يبتلع بلاد اسمها السودان ..
ان تلاحم المسؤولين مع قضايا المواطنين يجب ان يثبت في رزنامة العمل اليومي لسد الثغرات علي ارض الواقع ولادخال الطمأنينة في قلوب الغلابة حتى ولوً كانت بطونهم تصوصو جوعا .. الي حين الحصاد الأكبر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عواطف عبداللطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست