إلى من تأخروا في نقد 1956: مرحباً بكم في النادي كتبه عبد الله علي إبراهيم

إلى من تأخروا في نقد 1956: مرحباً بكم في النادي كتبه عبد الله علي إبراهيم


09-02-2025, 01:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1756816679&rn=0


Post: #1
Title: إلى من تأخروا في نقد 1956: مرحباً بكم في النادي كتبه عبد الله علي إبراهيم
Author: عبدالله علي إبراهيم
Date: 09-02-2025, 01:37 PM

01:37 PM September, 02 2025

سودانيز اون لاين
عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
مكتبتى
رابط مختصر





تجد أدناه مذكرات دونتها خلال مطالعتي جريدة "الميدان " لسان حال الجبهة المعادية للاستعمار والحزب الشيوعي في دار الوثائق المركزية لأقف على خبر الريف، أي الهامش، فيها. وأنشرها هنا قليلاً مما عرض لي خاماً لتكف جماعات من اليسار عن الترديد الأبله عن عزيمتهم على أسقاط دولة 1956 في السوق السياسي الذي انفتح بالشعار. فمشروعيتهم كيساريين الوحيدة هي أنهم كانوا ضد تلك الدولة قبل أن تصير حقيقة دارجة. تخيلوها منذ اشتغالهم في الحركة الوطنية على غير ما اتفق لأهل الحل والعقد فيها. فكان لحركتهم وجودها الدقيق في مفاصل الريف تعرف عن قضاياه ميدانياً، وتشتبك معها، وتعمم خبرها للعالمين. كانت في قلب الهامش حتى قبل أن يدرك الهامش أنه هامش. لم تحتج إلى العمل من وراء غيرها حزباً كان أو بندقية. لم تفوض غيرها لتكون صدى صوته في مثل ما انتهت إليه أخيراً عالة على غيرها. ثم لتنمحق من فرط قلة قيمتها لتعيش فينا شبحاً كئيبا من ماضيها



إدارة غير أهلية

( ): مراسل الميدان من نيالا (بن عيسى) كتب عن انتقام آل مادبو من الرزيقات (عموديتي) موسى أبو كلام ويحي موسى الذين لم يصوتوا لمرشحهم بوضع جزية مبالغ فيها عليهم. وطرد الناظر مواطناً من دار القبيلة بعد حكمه بالسجن "ونحن نتساءل عن نوع القانون الذي يخول طرد المواطنين السودانيين من أي جزء من اجزاء بلدهم وفي عهد الاستقلال؟"

السخرة

(24-11-58): شكوى من مهدي كودي عن 25 ألف مواطن من جبال أطور وتيرة يسخرون في عمل الطرق التي تمر عليها "عربات الأغنياء والمحظوظين." لم يتحرر هؤلاء من الاستعمار بعد.

(13-10-58): تسخير البديرية بكردفان لبناء بيوت حكومية وحفر آبار بدون أجر. وفعلوا، ولكنهم رفضوا أمراً بتفكيك هذه البيوت وإعادة بنائها في موضع آخر. وعرضوهم أمام محكمة الناظر وحكمت عليهم بغرامات بلغت 15 جنيهاً. "ويولي حزب الجبهة المعادية للاستعمار هذا الأمر اهتماماً بالغاً وهو الذي كان له الفضل في إيقاف عمل السخرة بجبال النوبة وسيقوم بحملة لا إزالة هذا العمل المخزي من جميع أرجاء كردفان. هذا وقد رفع هؤلاء المواطنون استئنافاً ضد الحكم الذي صدر ضدهم."

مؤتمر البجا

(6-10-1958): الجبهة المعادية للاستعمار تصدر بياناً تؤيد مطالب نواب الشرق للحكومة وقالت إنها خلت من متاعب عمال ومزارعي الشرق خاصة عمال الشحن والتفريغ ومزارعي القاش. ووسع البيان في مطالب الشرق ليأخذ في الاعتبار تلك المطالب مثل إبعاد المقاولين عند تشغيل عمال الشحن، وأن يكون العقد بينهم وبين صاحب العمل مباشرة والنقابة. ووضع حد أدنى لأسعار قطن دلتا القاش وفتح سوق الماشية للرحل المغلق مع مصر كيداً.

(13-10-1958) كتبت الميدان افتتاحية حيت مؤتمر البجا وقالت إنه تعبير عن أزمة الحكم القائم وصوت شعبي بعدم الثقة بهذه الحكومة. فقد انتظر السودانيون تبديلات في حياتهم بفضل الاستقلال الذي ناضلوا طويلاً من أجله "ظلت جماهير شعبنا تتطلع إلى يوم تزول فيه مظاهر التعاسة والشقاء . . . وطال الانتظار والترقب دون جدوى فقد سطا نفر قليل من الطفيليين حكاماً وغير حكام على ثمار هذا الاستقلال و(لغفوها) لأنفسهم. لغفوها مناصب كبري ومرتبات ضخمة ومنافع مشروعة وغير مشروعة وبقيت جماهير شعبنا في كل مكان تصرخ من قرصة الجوع، ولكن لا سميع. ولكن هل تستطيع صرخات الجوعى أن تتخطى أسوار المنازل العالية؟"

جلابة بلا ضفاف

(13-10-58): تحليل لصراع الجلابة وحمر قال فيه محمد أحمد البلاع أن الجلابة يشكلون طبقة البرجوازية التجارية بينما تشكل القبيلة طبقة المزارعين. وهذا منشأ التناقض والصراع بينهما، واستدرك بقوله أنه إذا ما أصبح الحمري تاجراً فسيكون عرضة لنفس النقمة الطبقية. وعلقت الميدان أن النظام القبلي مظهر تخلف لن يزول إلا بنمو رأس المال التجاري الذي يحطم نمط الإنتاج القبلي. ولكن الحزازات أيضاً وليدة التأخر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يستفيد منه حزب كحزب الأمة الإقطاعي الذي يعيش على دم المزارعين. "والجدير بالذكر أن في أوربا لا تجد الناس يتحدثون عن خشوم بيوتهم أو قبائلهم لأن نمو الرأسمالية قد أزال التقسيم القبلي وأحل محله التقسيم الطبقي.