Post: #1
Title: أب حلقوم: ضجيج فارغ وغباء سياسي كتبه كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 09-02-2025, 04:49 AM
04:49 AM September, 01 2025 سودانيز اون لاين كمال الهدي-عمان مكتبتى رابط مختصر
تأمُلات
تبدو لي هتافية الإعيسر و(حنجوريته) أكثر من عادية، فالبراميل الفارغة - كما يُقال - تحدث ضجيجاً عالياً. والمنافقون هم دائماً الأعلى صوتاً بين الناس. وقد سبق أن حدثتكم عن تجربة الإعيسر معنا في قروب المنبر السياسي الثوري أيام الثورة، وكيف أنكر كوزنته عندما وجهت شخصياً وقتها سؤالاً مباشراً : "الكوز ده الجابو هنا شنو؟"
لذلك فعلو صوته ولعلعته الكثيرة ليسا بالأمر الغريب بالنسبة لي وللكثيرين غيري، لكن ما أستغربه هو أن يجد مثله هذا العدد من المنصيتين لتهريجه في عاصمة الضباب، حيث لا توجد قيود على الحريات، وليس هناك ما يجبرك على إضاعة ولو دقيقة واحدة مع مثل هذا الهراء، دع عنك أن تمنحه اعتباراً. وهنا ينطبق على الجموع التي شاهدناها في الفيديو مقولتنا: " مرمي الله ما بترفع". فليس من المعقول أن تتاح لك فرصة الابتعاد عن أجواء القمع والخناق في بلدنا، وبدلاً من أن تفتح ذهنك وتستثمر عشرات الفرص المتاحة، تهدر وقتك مع مثل هذا الدعي الذي ساهم في موت الكثيرين ودمار البلد. وقد أكد لي ما رأيناه مجدداً أن الكثير من الناس في بلدي لا يتعلمون من أخطائهم. فقد سبق أن هلل الكثيرون لاستقالة ذات الإعيسر على الهواء من فضائية كيزانية كان يديرها. وبدلاً من التساؤل حينذاك عن الكيفية التي جلس بها على كرسي المدير العام، سمعناهم يعبرون عن إعجابهم بشجاعته المفترضة، متوهمين أن كيزان السجم كان من الممكن أن يعينوا إعلامياً حراً في منصب المدير العام لإحدى فضائياتهم.
وها هو يكرر ذات المشهد الفوضوي لإرضاء غروره، بوصفه شخصاً نرجسياً من الطراز الفريد، ليجد من يسمعونه. ومجدداً غاب السؤال: كيف يمكن لوزير محترم أن يتحدث بهذه الطريقة؟ ولماذا لم يعلن هذا الاحتجاج الصارخ على قرار سيده بمنعه من التحدث باسم حكومة هو وزير إعلامها قبل أن يغادر بورتسودان، طالما أنه افترض أن الوزير لا يختلف عن أي طالب منفعل بركن نقاش في إحدى الجامعات؟
لو كان من يصغي له بعض السذج وطنياً وجسوراً كما يتوهمون، لما دعم الحرب من أجل الظفر بمنصب. أما المغفلون الذين يصرون دوماً على المساهمة في قتل أهلهم وتدمير وطنهم بمواقفهم البليدة، فحتى الطب والأطباء يعترفون بالعجز أمام سذاجتهم.
|
|