Post: #1
Title: نداء من أجل السلام في السودان- نحو عقد اجتماعي جديد #
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-01-2025, 02:28 PM
02:28 PM September, 01 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
يمر السودان بأخطر منعطف في تاريخه الحديث. منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023، صار كيان الدولة مهددًا، والنسيج الاجتماعي ممزقًا. في هذه اللحظة الحرجة، يصبح السلام ليس خيارًا ترفيًّا، بل ضرورة وجودية لإنقاذ ما تبقى من وطن. جذور الأزمة إرث المؤتمر الوطني لقد خلّف المؤتمر الوطني وراءه نظامًا استبداديًا استغل الدين ستارًا لممارسة القمع، وصادر التعددية، وأشعل الحروب الأهلية، بل وقاد البلاد إلى الانقسام. إن أي حديث عن سلام حقيقي لا يمكن أن يمر عبر إعادة إنتاج هذا الحزب أو تمكينه من الحياة السياسية من جديد. السلام يقتضي تجاوز هذه الحلقة المظلمة، ووضع أسس جديدة للدولة على مبدأ المواطنة المتساوية. مشهد الحرب الراهن اليوم يدور الصراع بين قوتين عسكريتين، كلتاهما مدعومة من أطراف إقليمية بأجنداتها الخاصة. هذا الوضع حوّل السودان إلى ساحة حرب بالوكالة، بينما يعاني المواطن من الجوع، النزوح، وانعدام الأمن. في هذه الفوضى، تحاول بعض التيارات الإسلاموية إعادة إنتاج نفسها عبر التحالف مع العسكر، غير أن هذه العودة تعني ببساطة استمرار الدوامة نفسها. فرص السلام والتحول رغم التعقيدات، تشكل المبادرات الدولية الأخيرة – وعلى رأسها التحرك الأمريكي – نافذة أمل لإحياء عملية السلام. لكن هذه الفرص لا تثمر ما لم تُبنَ على مشروع مدني–وطني يضع مصلحة الشعب فوق مصالح السلاح ويضمن أن المؤتمر الوطني ورموزه لن يعودوا ليتحكموا في مستقبل البلاد. الطريق إلى الأمام عقد اجتماعي جديد إعادة تعريف الصراع - من ثنائية هوية زائفة (إسلامي مع علماني) إلى مواجهة بين مشروع ديمقراطي يحترم كرامة الإنسان، ومشروع استبدادي يقوم على الإقصاء. تحالف مدني واسع - يجمع القوى الثورية، النقابات، لجان المقاومة، ومنظمات المجتمع المدني، مع الانفتاح على كل التيارات التي تؤمن بالتعددية وترفض العنف. عقد اجتماعي جديد - يقوم على المساواة التامة في المواطنة، حياد الدولة تجاه الدين، والاعتراف بالتنوع كثراء لا كتهديد. العدالة والاقتصاد- لا معنى للسلام من دون عدالة انتقالية حقيقية، وحلول ملموسة لأزمات المواطن اليومية. سردية وطنية بديلة - خطاب إعلامي يعلي قيم السلام والتعايش، ويفضح جرائم الاستبداد.
*السلام في السودان لن يتحقق بعودة المؤتمر الوطني، ولا باستمرار هيمنة السلاح، بل عبر عقد اجتماعي جديد يُكتب بيد الشعب لا بيد الأوصياء. السودان على مفترق طرق: إما أن يختار طريق الديمقراطية والكرامة، أو أن يستسلم للخراب والتمزق.
السلام غايتنا، والديمقراطية وسيلتنا، وسودان للجميع هو الهدف الذي لا بديل عنه.
|
|