Post: #1
Title: حاجة السودان للسلام البيئي كتبه د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 08-31-2025, 07:49 PM
07:49 PM August, 31 2025 سودانيز اون لاين د.فراج الشيخ الفزاري-قطر مكتبتى رابط مختصر
أصدرت بعض الجهات المهنية بيانات تؤكد فيها بأن العاصمة القومية،الخرطوم، لم تعد مكانا آمنا أو صالحا للسكن..وأن التلوث البيئي قد أصاب كل اركانها بسبب وجود المواد الكيماوية التي استخدمت في الحرب اللعينة دون ضوابط أخلاقية أو اعتبارات مرعية لحرمة الانسان وسلامة البيئة والمكان. وتلوث الأرض والجو ، في العديد من مناطق السودان،وليس العاصمة القومية وحدها، أمر طبيعي ومتوقعا وليس مستغربا، فالحرب هي العدو الأول للبيئةبمكوناتها الثلاث: الطبيعية والمشيدة والاجتماعية..وتلك نتائج متوقعة للأعمال القتالية التي دارت بين الأطراف المتنازعةوالكل يرمي بالملامة علي الطرف الآخر ويستمر في حرق الأخضر واليابس وسط التهليل والتكبير الذي لا يتناسب مع الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العزل.. وفي تقديري،ورغم خطورة الموقف، إلا أنه قابل للمعالجة والتعايش مع المخاطر البيئية المحيطة..إذا تمت معالجة الوضع علي اسس علمية سليمة وليست بتلك البدائية التي تقوم بها السلطات المحلية بالعاصمة القومية ..فرفع مخلفات الحرب من موقع لآخر لا يحل المشكلة..بل هو الانتقال بالمخاطر من مكان ملوث الي مكان آخر غير ملوث كما حدث مع موقع معرض الخرطوم الدولي!فأصبح الملوث ملونين بفضل السلطات المحلية.. لقد تسببت الحرب المستمرة منذ أبريل قبل الماضي في خلق معناة انسانية غير مسبوقة ، أحدثت خللا وتدميرا للنظم البيئية بطريقة قاسية طالت التنوع البيلوجي و الاستقرار البيئي علي نطاق واسع ترتبت عليه تداعيات طويلة المدي علي حاضر ومستقبل البلاد بما في ذلك زيادة قابلية التأثر بالتغير المناخي ، مما يستدعي تدخلا سريعا لمعالجة الوضع حتي لا يزداد سوءا وتصعب معالجته. لقد خلقت الحرب مشهدا كئيبا من الدمار، كما شكلت كارثة علي الاقتصاد ،الهش في الأساس، فقد وصلت آثار الصراع إلي حد تدمير البني التحتية ، ، وكذلك البيئة الطبيعية المهملة ، فإذا كانت الآثار التدمرية هي البارزة للعيان، لدي العامة، فإن ما يراه العلماء والباحثين والمهتمين بشؤون البيئة،من خلف الستار، هو الأفظع والأخطر..فقد ارتكبت الأطراف المتحاربة خاصة الجانجويد انتهاكات ترقي إلي مستوي جرائم الحرب والإبادة البيئية..كما سلط تراكم المخلفات والجثث في الشوارع الضؤ علي الآثار البشرية ومخاطر الصحة العامة الناجمة عن تدمير البيئة. ويحتاج السودان الآن وباسرع ما يمكن إلي جانب السلام الأمني،إلي السلام البيئي وذلك من خلال اتخاذ خطوات جادة ومعالجات علمية مستقرة..ونهجا مؤسسيا متكاملا، لمعالجة هذه التحديات البيئية..والتخفيف من آثارها باتخاذ تدابير وخطوات مدروسة لتعزيز بناء السلام البيئي ،ومعالجة الأضرار من خلال التنسيق مع المجتمع الدولي والشركاء الدوليين الذين سيقدمون الدعم المالي والخبرة لإعادة بناء وتعمير السودان...وعلي اللاعبين المحليين افساح المجال أمام الخبرة الدولية والتكنولوجيا المتجددة فالأمر أخطر وأكبر من المعالجات المحلية محددوةالوسائل والمعرفة.. والأثر. د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
|
|