Post: #1
Title: ليس في عودة بقال عجب كتبه كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 08-27-2025, 04:54 AM
04:54 AM August, 26 2025 سودانيز اون لاين كمال الهدي-عمان مكتبتى رابط مختصر
تأمُلات
منذ الساعات الأولى لهذه الحرب العبثية واللا أخلاقية كان رأيي أن الكيزان افتعلوها ضد صديق الأمس (قوات الدعم السريع) التي ظللنا نسميها "الجنجويد" ، لأسباب كان من المفترض أن تكون معلومة لأي ثائر.
لكن المؤسف أن كثيرين صدقوا روايات إعلاميي الكيزان عديمي الضمير، وراحوا يلومونا على موقفنا منها، متوهمين أنها معركة كرامة وحرب وجود، وأن "الجنجويد" استعانوا بمرتزقة أجانب تنفيذاً لأجندة الخارج، وكأن قادة جيش الكيزان لم يستخدموا جنودنا من قبل كمرتزقة لدى الآخرين، أو لم يستعينوا هم أنفسهم بمقاتلين أجانب في الحرب الحالية ذاتها.
. ومع ذلك، ظلت روايات إعلامهم الكاذب هي الأكثر رواجاً. وكلما تحدثوا عن قحت بوصفها الحاضنة السياسية للجنجويد، وجد كلامهم صدى لدى الكثير من السذج والكيزان المتخفين.
وكثيراً ما طرحنا أسئلة من قبيل: كيف تكون حربهم ضد أداتهم التي استخدموها حتى الأمس القريب حرباً حقيقية، في حين أن معظم قادة عمليات الجنجويد ومستشاريهم هم من الكيزان المعروفين لهذا الشعب، الذي ما تزال فئات واسعة منه تتلذذ بأحاديث من يخدعهم ويستخف بعقولهم، لكن مثل هذه الأسئلة غالباً ما جرى تجاهلها.
وتسأل أيضاً: لماذا يخوض أبناء الغبش وحدهم حرب "الوجود" المزعومة، بينما يهنأ أولاد قادتهم وعائلات الإعلاميين الأرزقية الذين يحرضون الناس، بترف العيش في تركيا ومصر وقطر، فلا تجد إجابة سوى تلك العبارات البلهاء " قحاتة عملاء سفارات". والأعجب أن قائد جيشهم قد تنازل عن الأرض والموارد، ولم يتبق له سوى المتاجرة بهؤلاء السذج الذين يدعمون مليشيات كيزانية مجرمة، كانوا قد ثاروا ضدها وقدموا من أجل إزاحتها أغلى الأرواح.
استمرت هذه الحرب القذرة، وفي أشهرها الأولى تجاهل الجيش تماماً فكرة قطع خطوط إمداد الجنجويد، برغم تفوقه بسلاح الطيران. ومع ذلك لم يساعد هذا الوضوح السذج على اكتشاف الحقيقة قبل فوات الأوان. والأنكأ والأمر أن بيوت المواطنين، التي ملأ إعلامهم الكاذب الدنيا شكوى منها، كانت تُحتل وتُنهب تحت مرأى ومسمع الجيش وقادته، حيث ظل جنود جيش الكيزان ينسحبون من المناطق والأحياء وفقاً لتعليمات قادتهم.
ثم جاءت الطامة الكبرى، حين ارتكبت قوات قائد الجنجويد كيكل أفظع الجرائم في حق أهلنا بالجزيرة، قبل أن يعود هذا المجرم لحضن الجيش. وبدل أن يستهجن السذج مثل هذه الخطوة، رأيناهم يمتصون الصدمة بكل سهولة، بل شبهه بعضهم بالصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه، متجاهلين حقيقة أن خالداً لم يكن قد دخل الإسلام ثم ارتد عنه ورجع ليقاتل مع المشركين، وأنه ليس هناك وجه شبه أصلاً إلا في أذهان معطلة.
لما تقدم، لا أجد أي غرابة في عودة "بقال" لإخوة الشيطان، فهو منهم ولهم. وقد قلت منذ الأسبوع الأول لهذه الحرب أن حميدتي نفسه قد يعود إلى حضنهم في أي لحظة، وأنهم سيعودون إلى ترديد اسم الدلع (الدعم السريع)، طال الزمن أم قصر، فالمهم عندهم هو تحقيق أهدافهم القذرة، وهي أهداف ساعدهم حتى اللحظة السذج في تحقيق معظمها للأسف الشديد.
|
|