Post: #1
Title: شعب غير قابل للإستنساخ كتبه مصعب المشـرف
Author: مصعب المشـرّف
Date: 08-24-2025, 02:29 PM
02:29 PM August, 24 2025 سودانيز اون لاين مصعب المشـرّف-السودان مكتبتى رابط مختصر
[]. صدق من قال ان أهل مكة أدرى بشعابها. الوضع الراهن في السودان جعل البعض في الفضائيات الأجنبية ينسج مقولاته على منوال المشاطات ونرى فيهم حالات ضرب أخماس بأسداس مثيرة للشفقة والسخرية . كما نرى فيهم حالة توهان ونغمة اسطوانة أمريكي وما امريكي . وطفشان وجرسة لا يعلم بها إلا الله. وواضح ان هذا الشغل الإعلامي المرتبك للفضائيات العربية سببه جهل معظم المثقفين والإعلاميين العرب بالواقع الإجتماعي والعمق الحضاري وعراقة تاريخ السودان الذي يجمع جينيا وثقافيا ما بين الأفريقي والعربي... فلا يشبه لبنان ولا العراق ولا سوريا رغم أن الأرض فيه بتتكلم عربي. وبذات النسق لا يشبه كينيا ولا غيرها من الدول بل ولا يشبه حتى يوغندا ودولة جنوب السودان الذان كانا جزءا منه ذات يوم وعصور. ثم إن الحرب ليست جديدة على الجيش السوداني . فهو قبل الإستقلال وبعد الإستقلال عام ١٩٥٦م ظل يخوض حروب خارجية في ليبيا والكويت ومصر . وحروب داخلية ممتدة في غابات الجنوب وأشواك الشرق وصحاري الغرب. وقمم الجبال جنوب كردفان . وداخل المدن والقرى وخارجها ، لم تتوقف سوى لسنوات قليلة. وشعاراته فيها كانت (الله الوطن) . ولا يزال هذا الشعار مرفوعا. ولم تزده هذه الحروب سوى خبرة وتماسكا وثقة بنفسه وتتزايد ثقة شعبه فيه. الإحالة للتقاعد في الجيش السوداني تظل مسألة تراتبية ونظامية ، سواء في أوقات السلم أو الحرب. وحتى لا تتحول مؤسسة هذا الجيش إلى أسد عجوز أو جيش جمهورية موز يرى بعض ضباطة أن أفضل الحلول تكمن في اللجوء للأمم المتحدة وسفارات دول الإتحاد الأوروبي. ثم أن النواة الصلبة والقاعدة العريضة الراسخة الضاربة للجيش السوداني تقف الآن موقف المنتصر الساحق في حربه للقضاء على تمرد قوات مليشيا الدعم السريع. وبالتالي فلا يستدعي إحالة بعض قياداته للتقاعد تساؤلات تنشأ من عقول فارغة ليس لديها المعلومات الكافية عن الجيش السوداني بل وحتى عن الشعب السوداني داخل السودان.... وبالعربي الفصيح أوقعت هذه الفضائيات نفسها بنفسها في تصورها الإنطباعي السطحي بان المعالجة العربية وحدها يمكن إستنساخها في السودان. أو أن المعالجة الأفريقية الطابع وحدها يمكن إستنساخها في هذا البلد الفريد. كذلك نلاحظ أن مسلك (الزول) السوداني الطيب المسكين ، حمال الأذية القنوع المتواضع البسيط المغلوب على أمره ؛ المغترب الأجنبي في بلاد الناس . قد أغرى البعض قليل الخبرة بانسان السودان أن هذا النمط هو نفسه نمط ومسلك وموقف المواطن السوداني الأسد القضنفر أب عاج ودراق المحن سيد البلد وصاحب الأرض والنقارة وطبول النحاس ، ورقصات الكمبلا والسيف والدرقة، والفاس والساس وقطع الراس وشرك ام زريدو ، ووجبات الفتريتة والعنكوليب والقرض والأمباز والأفاعي إن إقتضى الأمر وسط حواضنه الإجتماعية على أرضه العصية الشماء. وأما الذين يظنون أن الكيزان هم الأكثر تشددا في الجانب الوطني والسياسي والعسكري لمواصلة الحرب والحيلولة دون اللجوء للمفاوضات. عليهم إدراك أن أكثر من ينادون بوقف الحرب والتفاوض مع الدعم السريع هم الكيزان أنفسهم الذين يقيمون الآن في تركيا الرجال منهم والنساء.... وقد سبق وأن خرجت للعلن إمرأة من بينهم تحكمهم مقيمة في تركيا. قالت بان حزب المؤتمر الوطني لا مانع لديه من التفاوض مع حميدتي. وأن الدعم السريع هو وليد و ربيب حزب المؤتمر الوطني. وهؤلاء المجموعة المهيمنة الفاعلة من قيادات حزب المؤتمر الوطني لهم حسابات سياسية ومصالح معقدة في موقفهم التصالحي التفاوضي هذا حيث تتخوف هذه القيادات في حزب المؤتمر الوطني أن يسهم تصفية الدعم السريع ومرتزقته نهائيا في إنفراد الضباط الأحرار في الجيش السوداني بالحكم لسنوات طويلة قادمة إلى حين قناعته والشعب التامة بإستتباب الأمن في كافة أرجاء البلاد. وامامهم حيث هم لاجئون بجوارهم في هذا التخوف نموذج الجنرال مصطفى كمال أتاتورك في تركيا. #دعهم في غيهم يعهمون.
|
|