رحيل القامة العالمية العلمية البروفيسور أبو القاسم قور كتبه مها الهادي طبيق

رحيل القامة العالمية العلمية البروفيسور أبو القاسم قور كتبه مها الهادي طبيق


08-24-2025, 06:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1756011861&rn=0


Post: #1
Title: رحيل القامة العالمية العلمية البروفيسور أبو القاسم قور كتبه مها الهادي طبيق
Author: مها الهادي طبيق
Date: 08-24-2025, 06:04 AM

06:04 AM August, 24 2025

سودانيز اون لاين
مها الهادي طبيق-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





رحل عن دنيانا البروفيسور أبو القاسم قور حامد ، أحد أبرز المفكرين السودانيين الذين كرّسوا حياتهم لبناء ثقافة السلام وترسيخ قيم العدالة والكرامة الإنسانية . ترك بصماته الواضحة في الفكر والممارسة ، فكان صوتاً عميقاً ومضيئاً في ساحات الجامعة والمنتديات الثقافية والمحافل الدولية .

أسهم في تأسيس المنتدى الأفريقي للكرامة والسيادة ، وشارك أستاذاً ومستشاراً في جامعة الأمم المتحدة للسلام بأديس أبابا عام 2013 ، حيث قدّم مقاربات جديدة لوصل قضايا الهوية بمشاريع العدالة الانتقالية . دعا بجرأة إلى استثمار الفنون والمسرح والمهرجانات الشعبية كأدوات أصيلة لتجذير ثقافة السلام ، ورأى أن الأغنية والحكاية الشعبية ليست ترفاً ، وإنما وسيلة من وسائل بناء الوعي الجماعي لقاومة الحرب والانقسام .

قدّم أطروحته الفكرية المميزة بالانتقال من "نظرية التطهير" الغربية إلى "نظرية التحمل" ، مؤكداً أن تجارب السودان تحتاج إلى إطار ثقافي ينبع من واقعها وتاريخها . مثل البلاد في محافل أكاديمية كبرى في سياتل ، وبيرغن ، وجوهانسبرغ ، وهراري ، ولوساكا ، حيث حمل صوته الرصين وأفكاره الرائدة ، فجمع بين النظرية والممارسة ، وبين المعرفة والعمل الميداني .

في قاعة الدرس كما في الميدان ، كان معلماً ومُلهمًا ، يُشرك طلابه في النقاش ويمنحهم الثقة ليكونوا شركاء في التفكير وصنّاعاً للتغيير . السلام عنده مشروعاً يبدأ من الفرد ويترسخ في المجتمع عبر قيم الاعتراف والاحترام المتبادل .

عرفته عن قرب في مركز ثقافة السلام بجامعة السودان . كان البروفيسور قور أستاذا يُلهم بقدر ما يعلّم ، يفتح النقاش بوجه بشوش وكلمات مشجعة ، ثم يحول الورشة أو الجلسة إلى فضاء حر تُسمع فيه أصوات الجميع الشباب والنساء .

برحيله يفقد السودان واحداً من أبنائه النادرين ، غير أن إرثه الفكري والإنساني باقٍ ، ومدرسته في "ثقافة السلام" ستظل منارة للأجيال المقبلة .

السلام لروحه الطاهرة ، والعزاء الصادق إلى زوجته الكريمة حواء ، ولأبنائه الأعزاء محمد ومنتصر وغالية ، ولإخوته وأسرته الممتدة ، وإلى طلابه وزملائه ومحبيه داخل السودان وخارجه . إن أوفى ما نقدمه لذكراه هو أن نواصل حمل مشعله ، ونمضي على خطاه حتى يصبح السلام ثقافة راسخة وواقعاً معاشاً .

مها الهادي طبيق
23 اغسطس 2025

[email protected]