مهرجان الابداع العسكري من اكبر واهم التظاهرات الفنية في افريقيا والعالم العربي ولكن جواهر المعارف السودانية للأطفال والناشئة (86) يوسف ارسطو من واقع اهتمامنا ومشاركتنا و مساهماتنا التدوين للفعل الثقافي والمشهد المسرحي والتحولات والتغيرات على جميع الصعد في السودان و العالمين العربي والافريقي عموما و كمهتمين بالتظاهرات والمهرجانات الفنية خصوصا يمكننا ان نقول و بملء الفم ان مهرجان الابداع العسكري يعد من اهم المهرجانات الفنية في السودان والمنطقة العربية والافريقية فاضافة لتنوعه في مجالات المشاركات التي تشمل معارض وشتي ضروب فنون الاداء (مسرح ،موسقا، رقص ، غناءحماسة، تراث القاء و دوبيت، والغناء بتصنيفاته المختلفة من (الغناء حديث )الي الوطني و الجلالات السريعة والقصيرة والتراث والسلام الي والمرائح والانشاد الديني...(10) مشاركات لكل وحدة اضافة لمسابقات القصة القصيرة والشعر نصا و اداءا ، ففيه يشارك المبدعون من كافة الامصار وولايات السودان ومن كل الاسلحة والوحدات وفية تتبادل الخبرات والتجارب و يتبارون و يتنافسون في سبيل الوطن ومن اجل سموه ورفعته ففيه تظهر عشرات من الاغاني الوطنية و الجلالات الجديد (السريعة و البطئية) التي تشحذ الهمم وترفع المعنويات و تدفعنا لدفع الغالي وكل ما نملك بل التضحية بحياتنا في سبيل هذا الوطن الابي والذي يستحق ان نفديه بالغالي والنفيس يذكر ان بعض الاعمال التي تقدم في اليوم الختامي تنقل مباشره و تبث في الاذاعات والقنوات و يكرر بعضها عبر السنين والحقب و يشاهدها و يسمعها الكبير والصغير من افراد الشعب السوداني ومن اهدافها اضافة لرفع الروح المعنوية للجيش فهي تلعب ادوارا في الاوساط المدنية وعامة الناس وجموع المواطنين و تدفعهم لحب الوطن والتضحية في سبيله ومن اجل رفعته وتربية اولادهم علي الزود والدفاع عنه بالمال والنفس و الغالي والنفيس ومن هنا تكمن اهميته فهو ليس تجمع ومهرجان وملتقى للمبدعين و المختصون بلا غايات واهداف فهو عمل ابداعي وفني ضخم يساهم مع مهرجانات ومشروعات فنية وطنية اخرى لتطوير الفنون في السودان ورفع مستوى الرقي والتحضر الاذواق السمعية والبصرية اضافة لا دوارة الترويحية والترفيهية وتجديد المعنويات للقوات المسلحة وكل المواطنين باختلاف انتماءاتهم الجهوية والاثنية والحزبية فهو وكما قلت سابقا يضاف الي ذلك الي انه ملتقى وتجمع كبير للمبدعين العسكرين وفيهم كثير من المع نجوم المجتمع والمشاهير اما بالنسبة لتطور المهرجان ..طبعا هنالك تطور افقي بزيادة الوحدات المشاركة من( 4) اسلحة في الدورة الاولي لمهرجان الابداع العسكري الذي اقيم في النصف الاول من التسعينات الي كم وثلاثين في الدورة الرابعة عشر والتي اقيمت في 2015م يذكر ان المهرجان قرر ان يقام في الاول من اغسطس كل عامان لتختتم فعالياته تزامنا مع اعياد الجيش يوم (14) منه . وفي هذا العام بدات في الاول من أغسطس الحالي الدورة الخامسة عشر باذدياد عدد الوحدات والأسلحة وارتفاع عددها ل( 34) سلاح وحدة و سوف تزداد الوحدات كلما تطور الاهتمام باستيعاب المبدعين في فرق الوحدات والشعب وهذه في تطور واتساع للمتابعين. اما رأسيا فقد كثر التنافس وارتفع سقف التباري للاعمال واختيار الجيد و المتطور والجديد والنوعي والمؤكد الكم يراكم التجربة ويتولد وينتج منه الكيف وهذه سنه الحياة فالمهرجان وفعالياته في تطور مطرد الا انها بحاجة لنظرة تسويقية للدفع بها صعودا للامام..اقصد ان تلازم فكرة التجديد و الاثراء لفعاليات المهرجان فتح منافذ و فضاءات لإنتاج الأعمال الفنية وعمل مايمكن من شراكات مع القنوات الفضائية والتلفزيون القومي و التلفزيونات المحلية وشركات الرعاية والهدف جودة التسويق مما يمكن من انتاج اعمال كبيره وضخمة وكثيفة العدد وهذا بدورة يدفع بالمهرجان والفعاليات المصاحبة له لمصاف العالمية غير انها تسد فراغا كبيرا وتغني عن شراء اعمال عربية وعالمية تكلف الدولة اموال طائلة من العملات الاجنبية الصعبة ،اضافه الا ان المواد المنتجة بحرفية وتقنية عالية يمكن تسويقها وان تجلب وتدخل الكثير من العملات الصعبة الأجنبية و تقدمنا للعالم عن طريق تسويق هذه الاعمال او عن طريق التبادل الثقافي ونشير الي ان من اشراقات الدورة السابقة والحالية مشاركة العنصر النسائي في المسرح بعد ان كان حصرا علي الرجال واتمني ان تتقدم خريجات التمثيل والاخراج والنقد و الإذاعة والتلفزيون للعمل والانضمام لشعب التوجيه والخدمات علما بان الجيش لديه امكانيات كبير في هذة الشعب من كاميرات وأجهزة منتاج و مكساج ويمكنه توفير كل ما يعين من أدوات لتطوير الفن لكن لابد من الاهتمام برؤي النقد و اهل الاختصاص وتشجيعهم لعمل الدراسات التي تدفع بالفعل في اتجاهاته الإيجابية وهذا لا ينفي ان بعض الوحدات والأسلحة ذهبت بعيدا في الاهتمام بشريحة المبدعين والأخذ برأيهم فيما يدفع بتطور شعب المسرح الموسيقا داخل وحداتها والحلم أن تطور كل وحده (وحدة انتاج متكاملة للتلفزيون والسينما خاصة بها) وان يشمل التنافس شقين تلفذيوني ومسرحي مما يمكن من إنتاج أكثر من ثلاثمائة فيديو كليب كل عامان مما يحرك الحركة الغنية كتابات سيناريو ،شعر، لحنا وتصوير وغيرها من المهن اللصيقة وويمكن أدخال الفلم الوثائقي لأهم الانجازات للأسلحة مثلا، أو يوثق لعمل وطني وعلى سبيل المثال لدينا (34 ) وحدة كل وحدة مشاركاتها (10) وغيرها فتنتجها بشركات ورعاية لتسوق تلفزيونيا . و لإنجاح مشر وع بهذه الضخامة والأهمية الاصطفاف حزية كما يقول الجيش وعمل كل الممكن وبعض المستحيل ، وما التوفيق والنجاح والسداد الا من عند الله. ملحوظه:- كتبت ونشرت هذه المقالة في أغسطس العام 2017م بصحيفة الصحافة ، بعد انطلاق المهرجان . دفعا لجهود حلم أن لا يطول حصر وحجر الفعالية والمهرجان الأكبر افريقيا وعربيا في اضابير (حيشان وحيط وقاعات محدودة ومحصورة الحضور وبين المبدعين العسكريين داخل الوحدات لتحظى بالبث في الفضاء الاجتماعي في الامصار والأرياف السودانية ومنها نتدرج للعالمين العربي والافريقي والإنسانية جمعا ،وليس هذا بمستحيل للجيش الذي نزعم أنه الاول عربيا وافريقيا وفي مصاف الجيوش المتقدمة عالما. لكن منذ تلك الفترة هبة عواصف وتغيرات جمه على السودان والعالم أجمع،اهمها السرعة الفلكية للتحولات،والتغيرات التي اكتنفت التجربة البشرية والدول والمؤسسات الوطنية ، والأهم التغيرات المتوقعة على مدى العقد من الأن (2025-2035) بفضل الطفرات العلمية وعصر (الذكاء الاصطناعي) فحسب العلماء والاختصاصين بالذكاء الاصطناعي باتت جميع المهن التطبيقية مهددة وسوف تصبح في هذه الفترة الوجيزة من التاريخ (كالبريد والبرق التي كان يعمل بها جيشا جرارات من الموظفين والعمال في خبر كان). سيصبح الملائين من الاطباء والمهندسين ، والمعلمين والعمال علي سبيل المثال في عديد الحقول عاطلين عن العمل إلا أولائك الذين يربطون مابين مهنتهم والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي تحديدا بما في ذلك الجيوش والشرطة والإعلام التقليدي وقد تتقلص إعداد العاملين منها بالفعل لأقل من عشرة في كل مئة (10/100) مما يتطلب الدفع بكل ما يعزز النفوذ الدولى والمكانة والتاثير وملء فراغ هذه الأعداد المهولة من العطالة وهذا لا يتأتى للسودان الا بالفنون البصرية فنحن في عصر الصورة ،فالسودان الأكثر ثراءا في التنوع الثقافي و جمال الطبيعة (الجغرافيا وتنوع المناخات) فالمقصود حضور السودان عالميا لا يكون إلا بإمكانيات مؤسسات الدولة ،وان لا نراهن على جهود القطاع الخاص والذي لا يستثمر الا في الربح المضمون والسريع وان كان على حساب كثير من القيم.الشاهد التفاهة و الاسفاف على المنصات فالقونات واللايفاتية محدودي الأفق و المعارف سدو الفراغ ولا خيار غير تقديم الأفضل و الاجود والاكثر قيمة وإلا فللنتظر الطامة و الطوفان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
يوسف ارسطو
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست