Post: #1
Title: تعقيب على مقال الأخت الدكتورة بتول مختار بعنوان:فراعنة مصر والصياح الأجوف كتبه بدر موسى
Author: بدر موسى
Date: 08-16-2025, 09:59 PM
09:59 PM August, 16 2025 سودانيز اون لاين بدر موسى-USA مكتبتى رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)) صدق الله العظيم تعقيب على مقال الأخت الدكتورة بتول مختار بعنوان: "فراعنة مصر والصياح الأجوف*
كتبت الدكتورة والأخت الجمهورية والقيادية بتول مختار مقالاً تحت عنوان *فراعنة مصر والصياح الأجوف*، وكنت آمل أن يكون المقال متسما بالحكمة في النقد وبيان الحقائق كما هو الحال في ما عرفناه من أسلوب خطاب الجمهوريين المهذب والمنضبط واللين الحكيم في النقد وبيان الحقائق بالوضوح، والدقة، والموضوعية والعقلانية، التي لا تتجاوز ولا تعنف، الخطاب الذي لا يستهزئ بمن أخطأ، بل الملتزم بمخاطبة الناس بسعة الرحمة الإلهية، كما وجهنا والدنا ومرشدنا الأستاذ محمود محمد طه. وأنا لهذا لم استسغ بعض ما ورد في مقال الأخت بتول، مثل وصفها للشعب المصري بالشعب (الأكول)!، وما شابه ذلك من عبارات الإساءة الشخصية، التي لا تتسق مع مع الخطاب الجمهوري! ولعل من أخطر ما ورد في هذا المقال ما يفهم أنه محاولة التحريض على إشعال حرب كاملة بين مصر والسودان، ومحاولة بث وتأجيج مشاعر الكراهية والبغضاء بين الشعبين السوداني والمصري، مثل قولها في الرد على من وصفتهم بسفهاء المصريين: (أما ما يرد في الوسائط اليوم من سفهاء الفراعنة الذين يحرضون على غزو السودان ، نحن ننتظر هذا الغزو فما زال رماد عظام حاكمهم اسماعيل باشا يضمها تراب ارضنا الطاهرة فثوار السودان وعموم اهله رجال ونساء أقوياء . نحن نملك السلاح و إن كان السلاح وحده لا يجدي ، فالقلوب التي تحمل السلاح هي الأهم . وقلوب أهل السودان قادرة وأرضه فيها المتسع للمقابر أيضا). فهل يمكننا حقيقة أن نزعم بأننا ننتظر اشتعال حرب جديدة ونشجع غزو المصريين للسودان، لأن ثوار السودان وعموم اهله رجال ونساء أقوياء، ولأننا نملك السلاح و إن كان السلاح وحده لا يجدي ، فالقلوب التي تحمل السلاح هي الأهم . وقلوب أهل السودان قادرة وفي أرضه المتسع من المقابر! هل هذا هو ما ينقصنا ونحن نشارف الفناء من جراء الحروب التي طحتنا منذ فجر الاستقلال ولا زالت رحاها تدور لتقضي على ما تبقى من الأخضر واليابس؟! والسؤال الأهم: هل هذا يخدم التنوير برؤية الأستاذ محمود حول ما يجب أن تكون عليه العلاقة الصحيحة بين السودان ومصر، ويتفق مع أحاديثه عن تصحيح الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها الحكومات المصرية في سياساتها تجاه السودان، وأضرارها بمصالح الشعبين؟! كلا ثم كلا! لقد كتبت من قبل رداً على مقالات الدكتور النور حمد التي سارت في نفس اتجاه مقال بتول هذا وقلت: (لقد ظل دائما وأبداً الدكتور عبد الله الفكي البشير يذكرنا برؤية الأستاذ محمود حول أهمية العلاقات السودانية المصرية، والتي لخصها في القول بأن بين السودان ومصر جوار جغرافي، وتاريخ مشترك طويل، ولهذا لا بد من تحرير هذه العلاقات الثنائية من الإرث السياسي، ومن الجهل بها، كعلاقات مصيرية، حيث لا بد لنا من بنائها على المصلحة المستقبلية للشعبين. كما أوضح عبد الله بأن الأستاذ محمود يقول إن مصر بالنسبة للسودان هي بمثابة العقل في الجسد، وإن السودان بالنسبة لمصر هو في موقع القلب، ولأهمية تجاوز هذا العداء غير الطبيعي، حتى يمكن وصول الدولتين لبلوغ الرؤية الاستراتيجية الصحيحة والمبنية على تحقيق هذه المصلحة المستقبلية للشعبين. كما ذّكرنا عبد الله، قائلاً: إن الأستاذ محمود يقول: "أنا ما عندي أعداء أنا ملازم الحق"، والموحد لا يعادي ولا يتطرف في مواقفه وفي آرائه، سواء تجاه الإنسان أو تجاه جميع الخلائق. ولكن المتابع لمقالات الدكتور النور حمد حول هذه العلاقة بين السودان ومصر، لا بد أن يراها تجنح نحو تركيز هذا العداء غير الطبيعي، وتأجيج هذه البغضاء الخطيرة في نفوس السودانيين، بدلاً من تهدئتها، لخلق المناخ النفسي الملائم لتصحيح الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الحكومات المصرية، قديماً وحديثاً، على الرغم من بضعة الإشارات التي ترد في كتاباته عن أهمية تصحيح هذه الأخطاء، والتي ربما يكون تأثيرها ضعيفاً على القارئ، لأنها تأتي بعد سيل من سموم تركيز الكراهية والعداء، والمبالغة في التشكيك في كل ما يحتمل أن يكون إيجابيا، وصالحا للبناء عليه لتصحيح هذه العلاقة الاستراتيجية لمصلحة الشعبين!) لقد آن الأوان لأن يرجع الجمهوريون، والجمهوريون السابقون، إلى دراسة وتمحيص وترويج رؤية الأستاذ محمود لما يجب أن تكون عليه العلاقة الصحيحة بين مصر والسودان، وأن يفرقوا بين الشعبين وببن أخطاء قادتهم السياسيين، ولا يحاولوا افتعال البطولات الزائفة حتى وإن كانت نتائجها تعود وبالا على هذا الشعب الذي لا ينقصه المزيد من المحن والابتلاءات!
|
|