من نضال المنفى إلى لحظة التأسيس… شهادة على انتصار الوعي والكرامة
في لحظة تختلط فيها الدموع بالفرح، والذكرى بالأمل، أقف اليوم في قلب لندن، لا كمنفي بعيد، بل حاضر، شاهد على ولادة وطن جديد. وطن طال انتظاره، واشتد الحنين إليه، وطن قاومنا لأجله القهر، والغربة، والخذلان، حتى بزغ فجره من بين الركام. كم أنا سعيد، بل ممتن، بعد نضال طويل ومرير ضد نظام الإنقاذ المجرم، ذلك النظام الذي صادر الحريات وإغتال الديمقراطية في إنقلابه المشؤوم يوم الثلاثين من يونيو عام 1989. سنوات من القهر والغربة والانتظار، ومن الصبر على مرارات الطريق، منحنا الله عز وجل خلالها القوة لنواصل، والإيمان لنصمد، والأمل لنحلم. واليوم، ومن قلب لندن، أقف بين السودانيين الشرفاء الأحرار، لأشاركهم فرحة إعلان حكومة تأسيس، أول حكومة تعبّر بصدق عن آمال الشعب السوداني في دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية علمانية، تقطع الطريق على المنافقين والدجالين الذين تاجروا بالدين، ونشروا الجهل، وزرعوا الخوف، وأفسدوا العقول. إنها سعادة لا توصف، لأنها ليست فرحة عابرة، بل لحظة تتويج لنضالٍ طويل، لحظة انتصار للحق، ولادة وطن جديد يُحكم بالعقل لا بالخرافة، بالعدالة لا بالولاء، وبالكرامة لا بالإذلال. أشعر اليوم أنني لم أكن غائبا عن الوطن، بل كنت حاضرًا فيه بروحي، بنضالي، بكلمتي، وها أنا أعود لأشهد هذا النصر التاريخي الذي لن يُنسى، لأنه نصر الشعب، نصر الوعي، نصر السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست