لا لتقسيم السودان: حين تتحول الشعارات إلى خناجر في خاصرة الوطن

لا لتقسيم السودان: حين تتحول الشعارات إلى خناجر في خاصرة الوطن


08-15-2025, 02:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1755263011&rn=0


Post: #1
Title: لا لتقسيم السودان: حين تتحول الشعارات إلى خناجر في خاصرة الوطن
Author: احمد التيجاني سيد احمد
Date: 08-15-2025, 02:03 PM

02:03 PM August, 15 2025

سودانيز اون لاين
احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
مكتبتى
رابط مختصر





د. أحمد التيجاني سيد أحمد


١. مقدمة: الشعارات التي تقتل
في أوقات الأزمات الكبرى، يصبح للكلمة ثقل السلاح، بل قد تتجاوز حدته. بعض الشعارات التي تُرفع اليوم — مثل «لا لدارفور»، «لا لتأسيس»، «لا للغرابة» — ليست مجرد تعبيرات عن رأي سياسي، بل هي دعوات مبطّنة لتقسيم السودان، وتبرير الإقصاء، وتحويل الاختلافات الثقافية والجهوية إلى قطيعة دائمة.
هذا النهج ليس جديدًا على السودان. فقد سبقه في الماضي خطابٌ مشابه غذّى الكراهية، وأدى إلى كوارث وطنية، أبرزها انفصال الجنوب في ٢٠١١.

٢. من فصل الجنوب إلى استهداف الغرب: تكرار السيناريو الكارثي
اتفاق نيفاشا ٢٠٠٥، الذي قاد إلى استفتاء تقرير المصير، جاء في ظل هيمنة عقلية الإقصاء والانفراد بالثروة والسلطة. النتيجة كانت خسارة ٧٥٪ من إنتاج النفط، وانهيار جزء كبير من الإيرادات القومية.
اليوم، يكرر البعض نفس العقلية، لكن على نطاق مختلف: استهداف دارفور وكردفان والنيل الأزرق. هذا يعني عمليًا التنازل عن أغلب ثروات السودان المتبقية.

٣. ثروات الغرب التي يحاولون تجاهلها
المناطق التي يُراد فصلها أو تقليص دورها ليست هامشًا فقيرًا كما يتخيل البعض، بل هي القلب الاقتصادي النابض للسودان:

٤. من يخدم مشروع التقسيم؟
إذا ألقينا نظرة على المستفيدين من هذا الخطاب، نجد خيوطًا متشابكة بين:
- فلول النظام البائد (الحركة الإسلامية) التي تبحث عن أي صيغة لإعادة إنتاج نفوذها.
- جماعات متطرفة تحمل أيديولوجيا عروبية أو دينية ضيقة، ترى في التنوع تهديدًا.
- قوى خارجية تخشى قيام دولة سودانية موحدة وقوية تملك ثرواتها، وتفضل التعامل مع كيانات صغيرة ضعيفة.

٥. دروس من التاريخ القريب
انفصال الجنوب لم يحقق «الخلاص» لا للشمال ولا للجنوب. النتيجة كانت حربًا أهلية في الجنوب، وأزمة اقتصادية خانقة في الشمال.
حروب دارفور منذ ٢٠٠٣ أثبتت أن التهميش يولد الصراع، وأن الحل لا يكون بالإقصاء بل بالعدالة والتنمية.

٦. مخاطر المستقبل إذا استمر خطاب الإقصاء
انهيار ما تبقى من الاقتصاد: بانفصال أو إضعاف الغرب، لن يتبقى للسودان سوى وادٍ نيلي محدود، بلا موارد كافية، معتمد على المعونات الخارجية.
تصاعد العنف المسلح: كل محاولة لإقصاء منطقة ستولّد مقاومة، وتفتح الباب لحروب جديدة.
التصنيف الدولي: استمرار سيطرة جماعات أيديولوجية متطرفة سيجعل السودان في مرمى التصنيفات الإرهابية، ويقطع عنه التمويل الدولي.

٧. الخلاصة: فكروا قبل أن ترشوا الصفحات بالكراهية
الوطن ليس ملكًا لجماعة أو جهة أو قبيلة. السودان بلد متعدد الثقافات والأعراق والأقاليم، وأي محاولة لاقتطاع جزء منه هي في حقيقتها طعنة في صدر الجميع.
قبل أن يكتب أحدهم «لا لدارفور» أو «لا لتأسيس»، عليه أن يسأل نفسه:
- ما هو الثمن الحقيقي الذي سندفعه جميعًا؟
- وهل نريد أن نرى الخرطوم محاطة بالحدود، بلا ظهر اقتصادي ولا عمق استراتيجي؟


جدول: أهم موارد غرب السودان ونسبتها من الإنتاج القومي

المورد

النسبة من الإنتاج القومي

أمثلة وملاحظات

الصمغ العربي

70%

السودان ينتج 70% من الصمغ العربي في العالم، معظمه من كردفان ودارفور

الثروة الحيوانية

أكثر من 60%

ملايين الرؤوس من الإبل والأبقار والأغنام للتصدير، خاصة عبر بورتسودان

المحاصيل الزراعية

أكثر من 50%

الفول السوداني، السمسم، الكركديه، الدخن

المعادن

أكثر من 80% لبعض المعادن

ذهب، نحاس، كروم، يورانيوم

النفط

جزء كبير من الإنتاج الحالي

مناطق الإنتاج في كردفان ودارفور وإمكانات كبيرة للاستكشاف

المراجع
١. تقرير البنك الدولي عن الاقتصاد السوداني (٢٠٢٢).

٢. إحصاءات وزارة الثروة الحيوانية السودانية (٢٠٢١).

٣. دراسات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن أثر الصراعات في السودان (٢٠٢٣).

٤. أرشيف اتفاقية نيفاشا وتقارير ما بعد الانفصال.


د. أحمد التيجاني سيد أحمد
عضو تحالف تأسيس السودان
التاريخ: ١٥ أغسطس ٢٠٢٥ – روما، إيطاليا