بعد البرهان.. حميدتي يلتقي مسؤولين أمريكيين في سويسرا: رسائل مزدوجة من واشنطن إلى طرفي النزاع

02:02 PM August, 15 2025

سودانيز اون لاين
احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
مكتبتى
رابط مختصر

د. احمد التيجاني سيد احمد

١. زيارة البرهان إلى جنيف: خلفيات وأبعاد
شهدت جنيف في الأيام الماضية لقاءً مطولًا استمر ثلاث ساعات بين الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، ومسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي. اللقاء، الذي أكّدته وكالة الأنباء الفرنسية ومصادر دبلوماسية، تمحور حول مقترح أمريكي شامل لوقف إطلاق النار وتوسيع الممرات الإنسانية للسودانيين المتأثرين بالحرب. البرهان شدّد خلال المحادثات على رفضه منح قوات الدعم السريع أي شرعية سياسية، مؤكدًا أن الحل يجب أن يوقف النزاع ويعيد مؤسسات الدولة. اللقاء جرى في أجواء من “الدبلوماسية الهادئة”، حيث امتنعت واشنطن عن كشف تفاصيله، في مسعى لتجنّب إفشال أي اختراق محتمل.

هذه الزيارة جاءت بعد أكثر من عام ونصف من الحرب المدمرة، وفي ظل ضغوط دولية وإقليمية متزايدة على الجيش والدعم السريع للوصول إلى صيغة توقف النزيف الإنساني. وكانت الخطة الأمريكية مهيأة للعرض في اجتماع الرباعية (السعودية، مصر، الإمارات، الولايات المتحدة)، لكن واشنطن تميل الآن إلى التشاور المباشر مع كل طرف على حدة بدلًا من الصيغ الجماعية.

٢. وصول حميدتي إلى جنيف: تزامن غير بريء
بعد ساعات من مغادرة البرهان، التقطت برامج تتبع الطائرات رحلة خاصة لطائرة بوينغ 737–7JZ BBJ تابعة لشركة "رويال جت" الإماراتية، المعروفة بأنها استُخدمت في السابق من قبل محمد حمدان دقلو (حميدتي). الطائرة أقلعت من أبوظبي إلى جنيف ثم عادت، وأكدت مصادر أنها كانت تقلّ حميدتي نفسه.

الهدف المعلن وغير المعلن لهذه الزيارة هو لقاء مسعد بولس أيضًا، ما يعني أن واشنطن أرسلت رسائل متوازية للطرفين، مستفيدة من القناة الإماراتية في حالة حميدتي، ومن الترتيب الأممي–الدبلوماسي في حالة البرهان.

٣. قراءة سياسية للزيارتين
- واشنطن تمارس الضغط المزدوج: عبر استقبال كل طرف على انفراد، تحاول الإدارة الأمريكية تجنّب أي تصعيد إعلامي بينهما، وفي الوقت نفسه اختبار مدى استعداد كل منهما للتنازل.
- الإمارات تبقى لاعبًا محوريًا: الطائرة التي أقلّت حميدتي دليل إضافي على أن أبوظبي ليست فقط داعمًا سياسيًا وعسكريًا، بل أيضًا جسرًا لوجستي لتحركاته الدولية.
- الملف الإنساني كمدخل: الخطة الأمريكية تركز على الممرات الإنسانية ووقف إطلاق النار كمدخل لأي حل سياسي لاحق، وهو أسلوب شائع في النزاعات المعقدة حيث يصعب بدء المفاوضات على الملفات السياسية أولًا.
- تحذيرات داخلية: منظمات سودانية، منها هيئة محامي دارفور والمجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، طالبت بالشفافية لتفادي الشائعات، مشيرة إلى أن الحرب تحولت إلى "حروبات جهوية ووكالات مصالح".

٤. السيناريوهات المحتملة
- إذا نجحت واشنطن في الحصول على موافقة مبدئية من الطرفين، فقد نرى اتفاقًا إنسانيًا قصير المدى يسبق أي مفاوضات سياسية.
- الفشل في هذه المرحلة قد يدفع الولايات المتحدة لإشراك قوى إقليمية بشكل أكثر ضغطًا، وربما عبر مسار جديد خارج جدة والرباعية التقليدية.



٥. المراجع
١. وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) – تقرير حول لقاء البرهان ومسعد بولس في جنيف.
٢. صحيفة ذا ناشيونال (The National) الإماراتية – تسريبات عن الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار.
٣. موقع الجزيرة نت – تصريحات حول رفض البرهان منح الدعم السريع شرعية سياسية.
٤. تقارير صحفية محلية (الزاوية نت) – خبر وصول حميدتي إلى جنيف عبر طائرة رويال جت الإماراتية.
٥. تصريحات هيئة محامي دارفور والمجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات – بيانات مشتركة حول ضرورة الشفافية في المباحثات.
٦. مصادر تتبع الطائرات (FlightRadar24) – بيانات مسار الطائرة A6-RJF من أبوظبي إلى جنيف.

(تمت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتثبيت بعض المعلومات و الخلاصات)



د احمد التيجاني سيد احمد

عضوّ موسس في تحالف تاسيس

١٥ اغسطس ٢٠٢٥ روما ايطاليا