أبو عاقلة كيكل وصناعة العدو- حين تُهندِس السلطة الخوف وتعيد تدوير الجناة صناعة القبول وصياغة الخوف:

أبو عاقلة كيكل وصناعة العدو- حين تُهندِس السلطة الخوف وتعيد تدوير الجناة صناعة القبول وصياغة الخوف:


08-14-2025, 01:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1755175311&rn=0


Post: #1
Title: أبو عاقلة كيكل وصناعة العدو- حين تُهندِس السلطة الخوف وتعيد تدوير الجناة صناعة القبول وصياغة الخوف:
Author: خالد كودي
Date: 08-14-2025, 01:41 PM

01:41 PM August, 14 2025

سودانيز اون لاين
خالد كودي-USA
مكتبتى
رابط مختصر



أبو عاقلة كيكل وصناعة العدو- حين تُهندِس السلطة الخوف وتعيد تدوير الجناة
صناعة القبول وصياغة الخوف: مقاربة تشومسكية لفهم خطاب الحرب في السودان

14/8/2025 خالد كودي، القاهرة

١/ مدخل نظري: من "صناعة القبول" إلى هندسة الإدراك العام:
قدم نعوم تشوميسكي وادوارد هيرمان اطارا تحليليا لفهم كيفيةManufacturing Consentفي عملهما المرجعي
تشكيل الرأي العام وتوجيهه عبر منظومات إعلامية متحالفة مع السلطة والنخب الاقتصادية والسياسية. الفرضية الجوهرية أن "الإعلام الحر" - سواء في الديمقراطيات الليبرالية أو الأنظمة السلطوية الهجينة - لا يكتفي بنقل الحقائق كما هي، بل يعيد صياغتها وانتقاءها عبر منظومة من خمسة فلاتر: الملكية، الإعلانات، المصادر الرسمية، آليات الردع والنقد للمخالفين، وصناعة العدو. هذه الفلاتر لا تعمل بمعزل عن بعضها، بل تنتج بيئة معرفية مضبوطة بعناية، حيث تتحوّل الأخبار من "وقائع" إلى "سرديات" تخدم مصالح القوى المهيمنة، وتعيد إنتاج موازين القوة القائمة.
في هذا المقال، يهمنا "صناعة العدو" - كأحد هذه الفلاتر - فهي عملية استراتيجية تهدف إلى خلق صورة ذهنية مُختزلة، سلبية، وأحيانًا شيطانية عن فئة أو جماعة أو كيان سياسي معيّن، بحيث يصبح بمثابة "الآخر الخطر" الذي يبرّر في المخيال العام القمعَ، الإقصاءَ، أو حتى الحربَ ضده. وتستند هذه العملية إلى تقنيات نفسية–اتصالية تشمل:
(Selective Exposure)- الانتقاء المعلوماتي
Framing- التأطير الإخباري
(Repetition)- والتكرار الممنهج
حتى يتحول الخطاب إلى ما يشبه "الحقيقة البديهية" في الوعي الجمعي. علم النفس الاجتماعي، منذ أعمال غوستاف لوبون حول "سيكولوجية الجماهير"، وحتى دراسات دانيال كانيمان في الاقتصاد السلوكي، يوضح كيف يمكن للصور النمطية المكررة أن تشكّل استجابات انفعالية أسرع من أي تفكير نقدي عميق.
وفي السودان، مارست الحكومات المتعاقبة - منذ الاستقلال وحتى سلطة بورتسودان الراهنة - "صناعة العدو" بشكل متسلسل ومتغير وفق أولويات السلطة وأزماتها. بدأ المسار بتأطير الجنوبيين كمهدد للوحدة القومية، مستخدمين خطابًا يمزج العنصرية بالوصم الديني والثقافي، مما مهّد للحرب الأهلية الأولى والثانية. ثم انتقل الخطاب في مطلع الألفية إلى شيطنة أهالي دارفور عبر تصويرهم كحركات تمرد "عنصرية" أو "مدعومة من الخارج"، "مرتزقة" ، مبررًا جرائم الإبادة والتطهير العرقي. ومع توقيع اتفاقية السلام الشامل، تم إعادة إنتاج العدو في صورة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال وجنوب - باعتبارها مشروعًا "انفصاليًا منذ بداياته" و"معاديًا للشريعة الاسلامية"، ما غذّى خطاب الكراهية الديني والإثني، وادي لاحقا الي الاستقطاب الذي ادي للانفصال.

ومع اندلاع ثورة ديسمبر 2018، وُجّهت ماكينة البروباغندا نحو شباب لجان المقاومة، وجرى تصويرهم، كمخربين أو عملاء، لتبرير قمعهم واغتيالهم. ثم برزت موجة عداء موجهة ضد العلمانيين، الذين صُوّروا كأعداء "لهوية الأمة" ومهددين "للقيم الدينية". ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل امتد ليشمل النساء - خاصة الناشطات والمدافعات عن الحقوق - عبر خطاب أخلاقي- أبوي يربط نشاطهن بالانحلال أو التمرد على "الأعراف"، وصولًا إلى شيطنة المسيحيين والمجموعات الدينية غير المسلمة كجزء من استراتيجية لفرض هوية أحادية وإقصائية.
وفي سياق الحرب الجارية، أضيف إلى قائمة الأعداء قوات الدعم السريع التي تحوّلت في خطاب السلطة من أداة مركزية للقمع في عهد البشير إلى "العدو الوجودي" المهدد لكيان الدولة، مع توظيف هذا العداء لتبرير عسكرة الحياة العامة وإعادة إنتاج الجيش كحامي وحيد للوطن. وإلى جانب ذلك، لجأت سلطة بورتسودان إلى تلفيقات الغزو الأجنبي، عبر ترويج روايات عن تدخلات عسكرية واحتلالات وشيكة من قوى خارجية - حقيقية أو متخيلة - لتغذية الخوف الجمعي، وحشد الولاء خلف السلطة تحت شعار "الدفاع عن السيادة والكرامة".
بهذا التسلسل، نرى أن صناعة العدو في السودان ليست مجرد أداة دعائية، بل هي سياسة ممنهجة تتبدّل أقنعتها بحسب الظرف التاريخي، لكنها تظل مرتبطة بهدف ثابت: حماية البنية المركزية للسلطة وإدامة الهيمنة عبر تحويل فئات اجتماعية أو سياسية كاملة إلى أهداف مشروعة للعنف والإقصاء.

. ٢/ أولي للسرديات
في الأيام الأولى للحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، شهدت الخرطوم موجة نزوح كبيرة لسكانها، إذ غادر معظم الأهالي منازلهم بمبادرتهم وتحت ضغط الخوف والفوضى وانهيار الخدمات، لكن دون أن يخضعوا، في تلك المرحلة الاولي، لعملية تهجير قسري منظّمة بالمعنى الدقيق في القانون الدولي. كان هذا الخروج أقرب إلى الاستجابة الفورية لمخاطر الحرب وانعدام الأمان، دون أن يترافق مع مخطط ممنهج يستهدف إفراغ المدينة من سكانها من أي طرف.
لكن الوضع تغيّر لاحقًا، خاصة مع انتقال بؤرة العمليات العسكرية إلى ولاية الجزيرة، في سيناريو مغاير تمامًا للتجربة الخرطومية علي الأقل في بدايتها. فالاعتقاد السائد، المدعوم بتصريحات متكررة من خبراء عسكريين ومسؤولين، كان أن الحرب ستبقى محصورة في الخرطوم ولن تمتد إلى الجزيرة، وانها ستنتهي في غصون عدة ايام مما جعل السكان أقل استعدادًا لمواجهة تهديد مباشر، ومن فادر سيعود قريبا!
غير أن ما وقع في الجزيرة خالف هذه التوقعات جذريًا. فقد قادت قوات الدعم السريع، بقيادة أبو عاقلة كيكل - وهو من أبناء المنطقة وملم بتضاريسها ومواردها - حملة إرهاب ممنهجة شملت القتل العمد، النهب، اقتلاع السكان من منازلهم، الاغتصاب، إذلال المدنيين، ونهب المحاصيل الزراعية وتدميرها احيانا. هذه الانتهاكات كانت واسعة النطاق، متسقة في أنماطها، ومنفذة وفق خطة، مما يضعها في إطار التهجير القسري كما يعرّفه القانون الدولي الإنساني، ويجعلها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

٣/ المفارقة: من قائد المذابح إلى حليف السلطة:
لاحقًا، كشف عبد الفتاح البرهان نفسه أن أبو عاقلة كيكل كان على تنسيق مع الاستخبارات العسكرية طوال الفترة التي ارتكب فيها جرائم واسعة النطاق في ولاية الجزيرة. هذا ليس اتهامًا من طرف واحد، بل جاء باعتراف البرهان، واعتراف كيكل نفسه، وتصريحات متعددة لفاعلين سياسيين وعسكريين في سياق الحرب. المفارقة الأكبر أن أبو عاقلة كيكل، وبعد شهور فقط من كونه أحد قادة قوات الدعم السريع وفاعلًا رئيسيًا في تلك الانتهاكات، عاد ليصبح حليفًا للجيش؛ إذ تم دمج قواته المعروفة باسم "درع السودان" ضمن المليشيات الموالية للجيش، تحت رعاية سلطة بورتسودان، وبذريعة "تصفية المتعاونين مع الدعم السريع"!!
المفارقة هنا أن كيكل، الذي كان قبل فترة وجيزة يرتكب الجرائم باسم الدعم السريع، أصبح الآن ينفذ أفعالًا مماثلة تحت راية الجيش، في ما يمكن تسميته استراتيجية إعادة تدوير الجناة. هذه الاستراتيجية تتيح للسلطة الاحتفاظ بالأدوات الأكثر بطشًا، مع تبديل اللافتة التي يتحركون تحتها، وتحويل مجرمي الأمس إلى شركاء اليوم. وهكذا يصبح الفرد "خائنًا" عند طرف، و"بطلًا" عند الطرف الآخر، تبعًا لضرورات الصراع وليس لأي معيار عدالة أو مساءلة.
هذه الظاهرة ليست حكرًا على السودان، بل لها سوابق متعددة في التاريخ الإنساني:
BND- تجنيد ضباط النازية بعد الحرب العالمية الثانية ضمن أجهزة الاستخبارات الألمانية الغربية
بإشراف الحلفاء، رغم ضلوعهم في جرائم الحرب.
- استيعاب قادة الميليشيات الطائفية في العراق بعد 2003 ضمن القوات الأمنية الرسمية، مع الاحتفاظ بأسلوبهم القمعي في التعامل مع الخصوم السياسيين أو الطوائف الأخرى.
- دمج زعماء الميليشيات في ليبيريا وسيراليون في أجهزة الدولة بعد الحرب الأهلية، ما أدى إلى إعادة إنتاج العنف تحت عباءة الدولة.
- تحالف أمراء الحرب في أفغانستان مع الحكومة المركزية بعد 2001،رغم سجلهم الدموي، مقابل ولاء سياسي ظرفي.
هذه الأمثلة تبرز أن إعادة تدوير الجناة ليست مجرد حادثة سودانية، بل هي جزء من نمط سياسي -عسكري عالمي تلجأ إليه السلطات التي تفتقر إلى مؤسسات عدالة مستقلة، وتفضل ضمان بقائها عبر صفقات مع أصحاب القوة الميدانية، ولو على حساب حقوق الضحايا واستقرار المجتمع.

٤/ صناعة العدو: من النظرية إلى التطبيق السوداني.
يصف نعوم تشومسكي "صناعة العدو" باعتبارها آلية مركزية لضبط الرأي العام وتوجيهه، ليس فقط عبر شيطنة الخصوم، بل من خلال هندسة الإدراك الجمعي بحيث يُعاد تعريف "الخطر" و"الأمان" بما يخدم السلطة. في الحالة السودانية، وظفت بروباغندا النظام القديم، وأذرع الإسلاميين ("الكيزان")، هذه الآلية عبر ثلاث خطوات مترابطة:
إيجاد كبش فداء: جرى تصوير قوات الدعم السريع بوصفها "الشر المطلق- لوحدها"، وتحميلها المسؤولية الكاملة عن جرائم الحرب والانهيار الأمني والاقتصادي، مع تجاهل أو تبرئة الجيش وأجهزة الدولة من أدوارها التاريخية والحالية في إنتاج العنف وادواته بما فيها انشاء الدعم السريع نفسه وغيره من المليشيات. هنا تظهر سايكولوجية النخب في الاعتقاد الراسخ بأن الجيش السوداني - مهما ارتكب من مجازر أو انقلابات - سيظل "جيش الوطن" الحامي للدولة، وأن جيش النخب، تحديدًا، سيقف حارسًا لمصالحهم. هذا الاعتقاد يتغذى من سردية أبوية - وطنية ترى في الجيش مؤسسة فوق المساءلة، حتى وهو يتحول إلى أداة قمع داخلي.
إعادة توجيه الغضب الشعبي: بدلاً من مساءلة النظام القديم - الذي ارتكب، عبر عقود، من الجرائم والانتهاكات ما يضعه في مصاف أعتى الأنظمة القمعية في إفريقيا - وبدلاً من تفكيك البنية التي أفرزت الدعم السريع وغيره من المليشيات، جرى تعبئة الشارع خلف الجيش باعتباره "المنقذ" من الانهيار، رغم سجله الموثق في القمع والانتهاكات الجسيمة المأسسة.
إخفاء البنية العميقة للصراع: من خلال تسليط الضوء على جرائم الدعم السريع (الحقيقية والموثقة) لكن خارج سياقها التاريخي والسياسي الكامل، يتم طمس حقيقة أن النظام القائم في بورتسودان هو استمرار لذات الدولة المركزية التي أنتجت الأزمات المتكررة، ورسّخت علاقات الهيمنة وعدم المساواة بين المركز والهامش.
Fear Mobilizationهذه الاستراتيجية تندرج ضمن ما يسميه علماء السياسة بـ "تعبئة الخوف"
وهي أداة فعّالة لإعادة إنتاج شرعية النظم الاستبدادية عبر توجيه الخوف الشعبي نحو "عدو" مختار بعناية، ما يسمح بتحييد النقاش حول التغيير الجذري وبناء دولة بديلة.

أمثلة تاريخية على تعبئة الخوف:
الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة: استخدام فزاعة "الخطر الشيوعي" لتبرير سياسات قمعية داخلية (مثل المكارثية) وحروب خارجية.
رواندا 1994: تصوير أقلية التوتسي كتهديد وجودي للهوتو، مما مهد لمجازر الإبادة الجماعية.
ألمانيا النازية: استثمار صورة "اليهودي" كعدو داخلي وخارجي لتبرير سياسات الإبادة والتوسع العسكري.
جنوب إفريقيا في عهد الأبارتهايد: تصوير حركات التحرر والمقاومة السوداء كـ"إرهابية"، لتبرير العنف الأمني وحشد البيض خلف النظام.
الاتحاد السوفيتي في عهد ستالين: توظيف خطاب "الأعداء الداخليين" و"المتآمرين" لقمع المعارضين وتوسيع سلطة الدولة الأمنية.
في السودان، تعمل تعبئة الخوف اليوم كأداة لإبقاء النقاش محصورًا في ثنائية "الجيش أو الفوضى"، وتحييد أي مشروع تأسيسي بديل، مثل رؤية "تأسيس"، التي تدعو إلى تفكيك الدولة المركزية وبناء جيش قومي خاضع للدستور والمساءلة، بدلًا من إعادة تدوير نفس أدوات القمع.

٥/ ضرورة التأطير الدقيق للجرائم
الإقرار بارتكاب قوات الدعم السريع لجرائم فادحة أمر أساسي، لكن العدالة الحقيقية تبدأ من:
التحديد الزمني والمكاني: متى وأين وكيف ولماذا وقعت هذه الجرائم، ومن هم الفاعلون المباشرون؟
التوصيف القانوني: هل هي جرائم حرب، تطهير عرقي، أو انتهاكات حقوقية جسيمة؟
الربط بالسياق السياسي والعسكري: من خطط؟ من نسق؟ من نفذ ومن استفاد؟
حادثة كيكل و"درع السودان" مثال صارخ على أن الفاعل ليس فردًا معزولًا، بل جزء من منظومة متواطئة ومتعددة الأطراف.

٦/ استراتيجية سلطة بورتسودان: البقاء عبر التفكيك الدستوري والقمع الأمني:
سلطة بورتسودان لم تكتفِ بإعادة تدوير الجناة، بل عملت على:
تعديل الوثيقة الدستورية المعيبة أصلاً، بما يوسع صلاحيات السلطة التنفيذية ويقلص الضمانات الحقوقية.
توسيع القبضة الأمنية عبر شرعنة قوات موازية ودمجها شكليًا في الجيش، ما يحافظ على شبكة الولاءات المسلحة.
تغذية الانقسامات الإثنية والجهوية لتفتيت أي مشروع وطني جامع، وهو ما يتسق مع نظرية "فرّق تسد" الكلاسيكية.

٧/ خلاصة: بين الحقيقة والبروباغندا:
في بيئة النزاعات عالية الاحتقان، تتحول الحقائق الجزئية إلى وقود لبروباغندا شاملة، حيث تتفوق القدرة على التحكم في الرواية على القدرة على التحكم في الأرض. ماكينة الإعلام المرتبطة بالسلطة تمارس ما يمكن تسميته الهندسة السردية؛ إذ تقوم بانتقاء الوقائع، وإعادة ترتيبها، وحجب سياقاتها، لتوليد سردية واحدة مهيمنة: "الجيش حامي الوطن" - حتى لو كان هذا الجيش بالأمس حليفًا لمرتكب المجازر ذاتها.
من منظور تشومسكي، هذا النمط ليس مصادفة، بل هو النتيجة الطبيعية لتحالف الإعلام مع السلطة في بيئة صراع، حيث يصبح تشكيل الإدراك العام أداة إستراتيجية تعادل، وربما تتجاوز، السيطرة العسكرية المباشرة. وفي السياق السوداني، يضاف إلى ذلك ما يمكن تسميته "تجميد السرديات"؛ أي تثبيت خطاب رسمي معين ومنع أي إعادة صياغة أو تحدٍ له، عبر التحكم في منافذ الإعلام، وشيطنة الأصوات الناقدة، وإقصاء أي رواية بديلة عن المجال العام.
إن صناعة الخطاب هنا ليست مجرد نشاط لغوي أو إعلامي، بل هي عملية سياسية -اجتماعية مقصودة، توظف اللغة، الرموز، والاستدعاءات التاريخية لتثبيت شرعية طرف واحد، وتجريد الآخر من الإنسانية والمشروعية. بهذه الطريقة، يتم استبدال التعقيد التاريخي والواقعي للصراع بنموذج تبسيطي مغلق، يختزل المشهد في ثنائية "الجيش أو الفوضى"، ويمنع التفكير في حلول جذرية مثل إعادة تأسيس الدولة على أسس ديمقراطية، علمانية، وتعددية، ووفقا لعدالة تاريخية كما تدعو إليه مشاريع مثل رؤية "تأسيس."

النضال مستمر والنصر اكيد.

(أدوات البحث والتحرير التقليدية والإليكترونية الحديثة استخدمت في هذه السلسلة من المقالات)