Post: #1
Title: السودان- عندما تصنع السلطة أوثانها من رموزنا #
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 08-12-2025, 04:54 PM
04:54 PM August, 12 2025 سودانيز اون لاين زهير ابو الزهراء-السودان مكتبتى رابط مختصر
تشريح آلة الهيمنة وتجديد ساحات المقاومة
السلطة لا تسقط.. بل تتناسخ "المثقف والمرأة في السودان ليسا مجرد أفراد، بل ساحتان مركزيتان تتجلى فيهما كل أشكال الصراع على المعنى والحرية." الخطر الحقيقي على السودان اليوم ليس في معركة بين إسلامي وحداثي، بل في إعادة إنتاج نفس لعبة السلطة: تحويل القضايا الكبرى إلى حرب هويات ضيقة، بينما تظل آلة الهيمنة تعمل بلا توقف. الفصل الأول: كيف تصنع السلطة أوثانها؟ من "الجبهة الإسلامية" إلى "دولة ما بعد الثورة"، تغيرت الشعارات وبقيت الأدوات نفسها-السلطة السابقة سلطة اليوم الآلية المشتركة اختزال الدين في "قوانين النظام العام" اختزال الحداثة في "خطاب نخبوي" احتكار تعريف "الشرعية" توزيع النساء كـ"امتيازات" توظيف شعارات التحرر لغايات سياسية تجيير الجسد الأنثوي محاكمة الكُتّاب ملاحقة الناشطين بـ"قضايا سيبرانية" تحويل الكلمة إلى جريمة
"السلطة لا تموت.. تغيّر أقنعتها فقط."
الفصل الثاني-: مأزق الحداثة السودانية الخطاب الحداثي في السودان وقع في فخَّين:
الاستيراد غير النقدي: تبني شعارات الغرب دون تفكيك آليات الهيمنة المحلية.
الانشغال بالخصم لا بالبنية: جعل مواجهة الإسلاميين هدفًا بحد ذاته بدل أن تكون وسيلة لتفكيك منظومة الاستبداد.
النتيجة- الحداثة بقيت نخبوية، بعيدة عن المزارع في القضارف والمرأة في دارفور.
المعركة تحولت إلى مواجهة مرجعيات فكرية، بينما تحالف العسكر والتجار يواصل نهب البلاد.
الفصل الثالث- المرأة والمثقف كمرآة للمنظومة المرأة السودانية ليست مجرد موضوع للخطاب، بل ميدان تُختبر فيه حدود الحرية. والمثقف ليس بطلًا معزولًا، بل ضمير المجتمع حين يرفض أن يكون بوقًا للسلطة.
المطلوب ليس إسقاط "رمز" أو "شخصية" بل تفكيك النظام الذي ينتجهم مرارًا:
نظام المحسوبية.
اقتصاد الريع.
تحالف المال والسلطة.
"حين تنشغل بتحطيم التمثال، تنسى أن تكسر القاعدة التي سيُقام عليها غدًا تمثال آخر."
الفصل الرابع: ساحات المقاومة البديلة عن حروب الهويات الساحة دور المثقف نموذج عملي اللغة فضح خطاب السلطة أرشفة لغة القمع في بيانات الحكومة الجسد الدفاع عن حرية المرأة خارج وصاية الدولة أو السوق حملات لإلغاء قوانين تقييد النساء الذاكرة بناء سرديات مضادة من القاعدة أرشيف التراث المهمش للأقاليم الاقتصاد كشف شبكات النهب تتبع تجارة الذهب غير الرسمية
نحو حداثة سودانية متأصلة التحرر يبدأ من إعادة تعريف العقد الاجتماعي: التجذير لا القطيعة: استلهام قيم التعددية من التاريخ السوداني. البناء لا الهدم فقط: دستور يعترف بالسودان كـ"دولة تنوع". تحالفات أفقية: ربط نضالات النساء، الأقاليم المهمشة، والشباب. "ليست المسألة أن نكون ضد السلطة، بل أن نصنع عالمًا لا تحتاج فيه السلطة إلى أوثان."
كلمة أخيرة , السودان أمام خيارين: إما إعادة إنتاج نفس الصراعات في قوالب جديدة، أو ابتكار لغة سياسية وفكرية تُخرجنا من المتاهة. المرأة والمثقف ليسا أدوات في يد السلطة، بل خط الدفاع الأول عن كرامة المجتمع وحقه في الحرية.
|
|