هذا عام الرزايا: عام وصف مثقفي السودان بأنهم فاقدو الحمية والالتياع كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد

هذا عام الرزايا: عام وصف مثقفي السودان بأنهم فاقدو الحمية والالتياع كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد


08-12-2025, 02:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1755004664&rn=0


Post: #1
Title: هذا عام الرزايا: عام وصف مثقفي السودان بأنهم فاقدو الحمية والالتياع كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد
Author: احمد التيجاني سيد احمد
Date: 08-12-2025, 02:17 PM

02:17 PM August, 12 2025

سودانيز اون لاين
احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
مكتبتى
رابط مختصر




هذا عام الرزايا: عام وصف مثقفي السودان بأنهم فاقدو الحمية والالتياع
إعادة نشر مع إضافات

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
عضو مؤسس في تحالف تأسيس
إلى البروفيسور الدكتور، الكاتب والناقد، والمرشح
السابق لرئاسة الجمهورية عبد الله علي إبراهيم:

أخي عبد الله، ما بالك؟ أتكاكت عليك الرزايا؟ أم طال العمر فلم يعد يجدي التكرار؟ أم أن لك شأنًا آخر؟

أقرأ ما تكتب، رغم ما تعلمه من اختلافاتي الجوهريّة معك، إلى أن وقعتَ في براثن الحرب الكيزانية ضد الشعب السوداني ، وصرت تتلفّت يمينًا ويسارًا باحثًا عن قارئ لما تجود به بانتظام، في محاولة لإقناع أهل السودان بأن هذه الحرب هي بين الجيش حامي الحمى وشراذم مليشيا الجنجويد. وبأن الالتفاف حول جيش الكيزان – جيش البرهان الجبان الخائن – واجب مقدس، دونه الكفر عن كل المعتقدات، يسارية أو يمينية، إفريقية أو عربية!
أتيتَ بالعجب
- جعلتَ من مناصرة الجيش معيارًا للحداثة، حتى بدا الجيش عندك منبرًا للحداثة السياسية لا مؤسسة متورطة في خراب الوطن
- في كل مرة تُلين القلوب بقصة عن عبد الخالق محجوب أو الحزب الشيوعي، لكنك تهيل التراب في جلسة واحدة على مثقفي السودان، وتصفهم بأنهم "خريجو المدارس والمهنيون" الذين يصفون غمار الناس بالأمية أو البدائية أو المستعربة أو بلا حمية.
- تصف الصفوة بأنها "احتكرت حق تبخيس الآخرين"، دون أن تحدد من هم الآخرون، وهل يدخل فيهم الكيزان ومليشياتهم و فلولهم التي جرّت البلاد إلى هذا الخراب؟
- تنهي حديثك عنهم بأنهم "فاقدو الالتياع" – أي بلا حمية، أو كما تقول بالإنجليزية without passion.
أذكّرك يا عبد الله
- ألا تعلم أن الصنديد الأستاذ القانوني كمال الجزولي رحل وهو يحمل من الالتياع والألم ما يذيب الجبال أنهارًا؟
- وقبله رحل الأب الروحي للثورة الديسمبرية، الثائر القانوني علي محمود حسنين؟
- ألم ترَ كيف التف الملايين حول فيديو أبو عركي البخيت وهو ينعي السودان؟
- ألم تحس بمقدار الالتياع الذي كتب به تاج السر الملك وهو ينعي أيقونة الموسيقى محمد الأمين حمد النيل الطاهر ود الإزيرق، مذكّرًا بما غناه ود الأمين من كلمات محجوب شريف وهما في سجن العسكر (عصافيراً مجرحة بسكاكينك... مساجينك)؟
- ألم تسمع شيخ الأمين، كافل الجياع، وهو وسط قنابل الكيزان الطائشة يقول بأن له ربًا يحميه ولن يأخذه إلا في موعده، لا بأمر المتأسلمين؟
- ألم تقرأ ما كتب الشاعر هاشم صديق، شاعر الملحمة، مناجيًا الحصان الذي ينقله مريضًا على عربة كارو بينما سلاح الجو الكيزاني يقصف حوله المساكن والمستشفيات والأطفال والمرضى في حي بانت شرق بأم درمان؟
نقد خالد كودي
في مقاله الأخير "عبد الله علي إبراهيم: عقلية نخاس صغير في الزمن الضائع – من حذلقة اللغة إلى تمجيد البنادق"، أشار الفنان والأكاديمي خالد كودي إلى أن عبد الله علي إبراهيم لا يكتفي بتبرير الحرب، بل يجمّلها عبر حذلقة لغوية تُخفي جوهرها الدموي، ويحوّل الجيش من قوة قاتلة إلى رمز للسيادة والحداثة، متجاهلًا الجرائم التي ارتكبها في دارفور وكردفان والنيل الأزرق. ويرى كودي أن هذا الخطاب ليس مجرد رأي، بل امتداد لنهج يبرر استبداد السلطة المركزية ولو على جثث الأبرياء

كسرة أولى – جرائم الجيش الكيزاني في حربه لإفناء الشعب السوداني
لم يقتصر الأمر على قصف المساجد أو مساكن المدنيين، بل امتد إلى تدمير المصانع والبنية التحتية الحيوية، واحتجاز مئات الأبرياء في دارفور وكردفان كدروع بشرية تُمنع عنهم الإغاثة عمدًا. هؤلاء المدنيون، بينهم نساء وأطفال، يُجبرون على البقاء تحت رحمة القصف والحصار حتى صار غذاؤهم الأمباز، يطبخونه بخشب أثاثات المنازل المكسّرة، وبقطع من الآلات الموسيقية التي كانت يومًا رمزًا للفرح والحياة.

والأدهى أن هذا التدمير تم مستعينًا بسلاح الجو المصري، وبأسلحة مدمرة تأتي من مواخير الحركة الإسلامية في تركيا وإيران، وبتمويل وفير من الأموال القطرية. مشهد يلخّص انتكاس الضمير وذروة الانحدار الأخلاقي لهذه الحرب التي تصفها يا عبد الله بأنها "معركة الجيش المقدسة".
كسرة ثانية – الحرب الكيزانية ضد الشعب السوداني:
قبل أيام من إخلائه على عربة كارو، تعرض الراحل الشاعر هاشم صديق لمحاولة اغتيال غادرة، وبُث مقطع فيديو يوثق الرصاص الحي متناثرًا حول سريره. وأكد أن الاستهداف لم يكن عشوائيًا، بل عملية تصفية جسدية مقصودة، مشيرًا إلى أنه عاش لحظات رعب شديد حين اخترق عيار ناري سقف الغرفة قبل أن يسقط على الأرض. هذه الحادثة، وغيرها من جرائم الحرب، تؤكد أن المعركة ليست بين جيش وميليشيا كما يروّج عبد الله علي إبراهيم، بل هي حرب كيزانية شاملة ضد الشعب السوداني، تطال كل صوت حر، وكل ضمير يقاوم.


سلام على رسول الهدى
د. أحمد التيجاني سيد أحمد

١٤ نوفمبر ٢٠٢٣ – روما، إيطاليا



(تمت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في تنسيق بعض المواد)