السودان في مرمى النيران- تقرير أممي يكشف قاعدة "داعش" الأفريقية واحتمال ضربة إسرائيلية وشيكة

02:04 PM August, 09 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

الخرطوم – تقرير أممي سري صدر مؤخرًا كشف تحول السودان إلى محور رئيسي في شبكة عمليات تنظيم "داعش" في أفريقيا، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع يضع البلاد في قلب دائرة الاستهداف الدولي
وعلى رأس القائمة ضربة عسكرية إسرائيلية قد تُبرَّر دوليًا تحت غطاء مكافحة الإرهاب
وفق التقرير، لم يعد وجود "داعش" في السودان مجرد نشاط متفرق لعناصر هاربة من مناطق الصراع في سوريا والعراق، بل أصبح بنية تنظيمية متكاملة تمتد من أطراف دارفور الغربية قرب الجنينة، مرورًا بجنوب كردفان خاصة
في مناطق جبال النوبة وهيبان، وصولًا إلى ممرات تهريب السلاح في شمال دارفور قرب مليط والمالحة، إضافة إلى جيوب صغيرة في ولايات النيل الأزرق وسنار حيث الغطاء الجغرافي الكثيف، وكذلك نشاط لوجستي على ساحل البحر الأحمر في بورتسودان وحول سواكن
السودان، إلى جانب حوض بحيرة تشاد والصومال، صار أحد المراكز الثلاثة الرئيسية لتأهيل المقاتلين، وخاصة القادمين من شمال أفريقيا، بهدف إعادة تنشيط مكتب ذي النورين، الذراع الأفريقية للتنظيم، الذي تراجع نشاطه منذ عام 2023.
قيادة هذه الشبكة يتولاها شخص يُعرف باسم أبوبكر العراقي، يدير عبر شركات وهمية عمليات غسيل أموال وتمويل لوجستي تمتد إلى سبع دول أفريقية.
الحرب الأهلية منذ أبريل 2023 فتحت فراغًا أمنيًا سمح للتنظيم بالنمو من نحو مئة مقاتل إلى شبكة إقليمية عابرة للحدود، تستخدم السودان كنقطة عبور للتمويل والأسلحة باتجاه البحر الأحمر

إسرائيل ليست جديدة على استهداف الأراضي السودانية. سجلها العسكري يكشف عن نمط ثابت في الضربات الجوية والصاروخية التي طالت أهدافًا في شمال السودان ومحيط الخرطوم وبورتسودان
وكانت تُبرَّر دائمًا بذريعة منع تهديدات استراتيجية. الآن، مع تقرير أممي يوثق نشاط "داعش" في السودان، تمتلك إسرائيل غطاءً قانونيًا ودبلوماسيًا لتبرير أي عملية، خاصة مع المصلحة المباشرة في منع التنظيم من الاقتراب
من مضيق باب المندب وتأمين الملاحة الإسرائيلية، وإحباط أي خطة محتملة لإطلاق صواريخ على مدينة إيلات، إلى جانب غياب ردع عربي فعال بسبب انشغال مصر بأزمة اقتصادية خانقة، وتركيز السعودية على الملف اليمني

السيناريوهات المحتملة تشمل ضربات جوية دقيقة تستهدف معسكرات التدريب في جبال النوبة وممرات التهريب شمال دارفور، أو عمليات كوماندوز مشتركة مع تشاد وأفريقيا الوسطى لاعتقال قيادات ميدانية
أو اغتيالات نوعية تطال شخصيات بارزة مثل أبوبكر العراقي بأسلوب مشابه لعملية القضاء على أبو بكر البغدادي.
في المقابل، الحكومة السودانية تبدو عاجزة عن المواجهة بسبب انشغال الجيش بحربه مع قوات الدعم السريع في دارفور ومدن أخرى، وغياب المظلة الدولية بعد انسحاب بعثة الأمم المتحدة UNITAMS عام 2023
وتعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، فضلًا عن تقارير عن تواطؤ بعض المليشيات مع التنظيم في شبكات تهريب السلاح

ضربة إسرائيلية قد تؤدي إلى انهيار السيادة الوطنية وإقرار دولي بعجز الدولة عن حماية حدودها، وتدويل الأزمة وربما تقسيم السودان تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، مع كارثة إنسانية في بلد يعاني أصلًا من أزمة غذاء
تطال نحو خمسة وعشرين مليون شخص

التقرير الأممي أقرب إلى إنذار ما قبل العاصفة منه إلى مجرد تقييم أمني.
إذا لم تتحرك النخبة السودانية سريعًا لوقف الحرب الداخلية وتشكيل جبهة أمنية موحدة , فإن السودان قد يجد نفسه بين فكي كماشة: داعش من الداخل وضربات إسرائيلية من الخارج، ليصبح على طريق الصوملة التي ستستنزفه لعقود قادمة