سكان السودان القدماء ولغاتهم 4 كتبه د. أحمد الياس حسين

سكان السودان القدماء ولغاتهم 4 كتبه د. أحمد الياس حسين


08-09-2025, 07:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1754722713&rn=0


Post: #1
Title: سكان السودان القدماء ولغاتهم 4 كتبه د. أحمد الياس حسين
Author: احمد الياس حسين
Date: 08-09-2025, 07:58 AM

07:58 AM August, 09 2025

سودانيز اون لاين
احمد الياس حسين-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




[email protected]
تناول الموضوع السابق سكان السودان القدماء ومساهماتهم في الجينية وصلاتهم بسكان منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى، ويتناول هذا الموضع لغات أولئك السكان القدماء.
لغات السكان القدماء
هنالك ثلاث لغات رئيسة منتشرة في شمال ووسط وجنوب القارة الافريقية إلى جانب بعض اللغات الصغرى. واللغات الرئيسة هي اللغات الافريقية الآسيوية والنيجر كنغولية وعرفت أيضا بالنيجر كردفانية والنيلية الصحراوية. وفيما يلى سنتعرف باختصار هلى هذه اللغات الثلاث وعلاقة سكان السودان القدماء بها.

اللغة النيلية الصحراوية
وتعتبر منطقة النيل الأصفر (وادي هور) ومناطق الأنهار والبحيرات الواقعة إلى الشمال منه الموطن الشمالي المبكر للغة النيلية الصحراوية. فقد ارتبطت نشأت اللغة النيلية الصحراوية في بداية عصر الهلوسين بنمط الغذاء المائي Aquatic في مناطق البحيرات والأنهار بين بحيرة رودلف وكينيا شرقا وانحناءة نهر النيجر غرباً. (Dimmendaal et al. 2017)
شكل رقم 1 أقيام اللغة النيلية الصحراوية

Rilly, 2012, p 68.
انتشرت اللغة النيلية الصحراوية انتشاراً واسعاً في المنطقة الواقعة بين دولة مالي وغرباً ودولة كينيا شرقاً، وتنقسم إلى عدد كبير من الأقسام ذكر منها كلود ريلي (Rilly, 2012, p 68) 13 قسم رئيس تسعة منها منتشرة في السودان وهي الصحراوية والمابا والفور والسودانية الشرقية والبرتا والكناما والكومان والقمز والكادو. وتتفرع هذه الأقسام إلى عدد كبير من الفروع تمثل نحو 70% من عدد اللغات الحالية في السودان (كمال محمد جاه الله) وينتمي أغلبها إلى اللغة السودانية الشمالية الشرقية المتفرعة من اللغة السودانية الشرقة.
ومن تلك اللغات في غرب السودان: الفور والمساليت والكانوري (البرنو) والزغاوة والداجو والميدوب والبرقد والقرعان والميمي البرتي (منقرضة) وفي جبال جنوب كردفان: مجموعة التّمين والكاتشا-كادقلي- ميري والتلوشي والكانجا ولغات الأما والأفيتي والدلنج والكدرو والكاركو والتسي. وفي أعالي النيل الأزرق: البرتا والانقسنا والبرون والقمز والكومو والوطاويط والمابان وفي شمال السودان: الأنداندي (الدنقلاوية) والكنزية والنوبين (المحس، السكوت وحلفا) وفي شرق السودان: النارا
ويقسم دي مندال ((Dimmendaal, 2010, p18 الأسرة النيلية الصحراوية إلى قسمين رئيسين هما: 1. السودانية الوسطى المنتشرة في دولة جنوب السودان وافريقيا الوسطى 2. الشمالية الشرقية وتنقسم إلى سبعة أقسام هي: 1. مابان 2. الفور 3. الكناما 4. صحارى 5. كُلياك 6. السودانية الشرقية (Dimmendaal, 2010) ويلاحظ أنه يختلف مع كلود ريلي في الفروع الرئيسة للأسرة النيلية الصحراوية. فكل فروع المجموعة الشمالية الشرقية عند ديمندال منحدرة مباشرة من الأسر النيلية الصحراوية عند كلودريلي.
شكل رقم 2
I السودانية الوسطى
II النيلية الصحراوية الشمالية الشرقية
مجموعة الصحارى
مجموعة مابان
البِرتا
الفور
الكناما
الكُلياك
السودانية الشرقية، تنقسم إلى: شمالية ووسطى وجنوبية. وسنتناولها فيما يلى باختصار.

اللغة السودانية الشرقية
تعتبر اللغة السودانية الشرقية من أكبر فروع الأسرة النيلية الصحراوية. يرى كلود ريلي (2009Rilly, ) أن اللغة السودانية الشرقية Proto-East Sudanic ربما نشأت في المنطقة الصحراوية الحالية غرب النيل على الحدود السودانية المصرية الحالية حيث تم تدجين البقر في منطقة نبتا بلايا في الألف الثامن قبل الميلاد قبل أن يحدث ذلك في منطقة النيل الأصغر.
ولما بدأ الجفاف يضرب المنطقة في الألف السادس قبل الميلاد بدأ اول انتشار لمتحدثي اللغة السودانية الشرقية حيث اتجهت مجموعة جنوباً نحو منطقة النيل الأصفر. ويتفق هذا مع رأي إهرت (Ehert 56) الذي يرى أن البقارة انتشروا بين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد حتى انحناءة نهر النيجر. ويرى ديمندال في أبحاثه الأخيرة كما نقل ريلي (Rill, 2009) أن النيل الأصفر هو موطن متحدثي اللغة السودانية الشرقية proto-Eastern Sudanic. وبناءً على رأيه هذا فإن انقسام اللغة السودانية الشرقية تم في منطقة النيل الأصفر وليس شماليه كما يرى كلود ريلي. ويرى ديمندال أن انتشار اللغات يمكن أن يتم دون تحركات متكلميها أو إحلال لغة محل لغة أخرى.
وبناءً على رأي ريلي فإن رعاة البقر متحدثي اللغة السودانية الشرقية proto-Eastern Sudanic انفصلوا قبل دخولهم النيل الأصفر إلى قسمين: استقرت مجموعة منهم في الجزء الشرقي والأوسط من النيل الأصفر المجاور لنهر النيل، وهي المجموعة التي عرفت باسم متحدثي اللغة السودانية الشمالية الشرقية. واستقرت المجموعة الأخرى في المناطق العليا الجنوبية الغربية من النيل الأصفر والمناطق المجاورة لها، وهي المجموعة التي عرفت باسم متحدثي اللغة السودانية الجنوبية الشرقية. ويتفق دي مندال ويتفق مع ريلي على التقسيم وأماكنه.
في بداية الألف الرابع قبل الميلاد بدأ تحول في مناخ منطقة النيل الأصفر بفترة جفاف تدريجية بدأت في الجزء الشرقي المجاورة لنهر النيل، ثم زحف الجفاف تدريجياً نحو المناطق الوسطى من النيل الأصغر. ونتج عن زحف الجفاف تحركات سكانية كبيرة ومتواصلة من منطقة النيل الأصفر استمرت لوقت طويل حتى جفافه في الألف الثاني قبل الميلاد. وتنقسم اللغة السودانية الشرقية إلى قسمين: اللغة السودانية الشمالية الشرقية واللغة السودانية الجنوبية الشرقية.
متحدثو اللغة السودانية الشرقية:
يقسم دي مندال وجاكوبين اللغة السودانية الشرقية إلى قسمين رئيسين هما: اللغة السودانية الشمالية الشرقية واللغة السودانية الجنوبية الشرقية كما في الشكل رقم 3
شكل رقم 3: أقسام اللغة السودانية الشرقية

Dimmendaal and Jakobi, 2018

وتبلغ فروع اللغة السودانية الشرقية في تقسيم دي مندال وجاكوبين 11 فرعاً. يلاحظ أن كل هذه الفروع منتشرة في السودان و7 لغات منها مشتركة مع جيران السودان في الشمال والشرق والغرب والجنوب. فمتحدثي اللغة النوبية في الشمال مشتركين مع مصر، ومتحدثي مجموعة التامان مع نشاد ومتحدثي البرتا والسورمك مع اثيوبيا ومتحدثي اللغة النيلية مع دولة جنوب السودان.
شكل رقم 4 أقسام ريلي للغة السودانية الشرقية

Rilly, 2009
ويقسم كلود ريلي (Rilly, 2009) إلى أربع مجموعات كما في الشكل رقم 4. مجموعات 1. الداجو 2. التمين 3. الجبل (أنقسنا) وهذه المجموعات إلى جانب السورمك والنايلوتك تندرج في تقسيم دي مندال تحت اللغة السودانية الجنوبية الشرقية 4. تضم مجموعتي النايلوتك والسورمك ومجموعة السودانية الشمالية الشرقية. ويختلف هذا التقسيم مع تقسيم للغة السودانية الشرقية (Rilly, 2012) كما ستضح في الجدول رقم 1 حيث قسمها إلى مجموعتين: مجموعة شمالية وتضم: النوبة والتامان والنارا والنيما والمجموعة الجنوبية وتضم: السورمك والجبل والتِمين والداجو والنيلية. وسنتناول باختصار فيما يلة اللغة السودانية الشمالية الشرقية كما عند كلود ريلي.

أقسا اللغة السودانية الشمالية الشرقية
يقسم كلود ريلي (Rilly, 2009 ) اللغة السودانية الشمالية الشرقة Proto-Northen East Sudanic إلى ثلاث مجموعات هي:
1/ مجموعة متحدثي لغة التامة Proto-Tamanوكانوا مستقرين في الجزء الأعلى من النيل الأصفر ومع ازدياد الفاف انتشروا في المناطق المحيطة به، وتكون منهم أسلاف متحدثي لغات التاما والمراريت والمسِّيري أو المِلِري في غرب السودان
2/ مجموعة متحدثي لغة النِّيما Proto-Nyima وكان هؤلاء مستقرين شرق منطقة التامة، ومع ازدياد الجفاف اتجهوا جنوب شرق نحو منطقة كردفان الحالية وانقسموا إلى فرعين: أسلاف متحدثي لغة النمنج Nyimangوأسلاف متحدثي لغة الأفيتي في جبال جنوب كردفان. 3/ المجموعة متحدثي الفرع الشرقي، وسنتناول خذا الفرع بشيء من التفصيل.
متحدثي الفرع الشرقي: كانوا متحدثي مستقرين في الجزء الشرقي من النيل الأصفر، وبازدياد الجفاف في المنطقة انقسموا إلى ثلاثة فروع:
شكل رقم5 أ أقسام اللغة السودانية الشمالية الشرقية

Rilly, 2009
1/ متحدثي اللغة المروية Meroitic تحركوا من وادي هور في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد شرقاً نحو النيل حيث نشأت حضارة ما قبل كرمة ومملكة كوش الأولى في منطقة كرمة الحالية.
2 / متحدثي النارا Proto-Nara وربما تحركوا من وادي هور في نفس الوقت الذي تحرك فيه القسم الأول، وانقسموا إلى قسمين: قسم أتجه شرقاً نحو نهر النيل وواصلوا تحركهم على النيل حتى نهر عطبرة، ثم واصلوا تحركهم عليه، وهم أسلاف النارا الحاليين، وقد استقروا في مناطقهم الحالية خلال الألف الثاني قبل الميلاد. والقسم الثاني اتجه أيضا شرقاً نحو النيل واستقر في منطقة شمال الشلال الثاني وهم الذين أُطلق عليهم المجموعة ج C-Group .
3/ مجموعة متحدثي اللغة النوبية Proto-Nubian تحركوا من وادي هور نحو الجنوب واستقروا في المناطق التي كانت لا تزال تتمتع بقدر من مصادر المياه في جنوب النيل الأصفر (وادي هور) ثم انقسمت إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: متكلمي اللغة النوبية في الغرب Proto-Western Nubian انتشروا في مناطق وسط دارفور وشمال كردفان وتفرعوا إلى الأسلاف الحاليين للبرقد والميدوب ونوبة الجبال البحرية فس شمال كردفان ووادي الملك حتى الألف الأخير قبل الميلاد.
المجموعة الثانية: متكلمي اللغة النوبية النيلية في شمال السودان Proto-Nile Nubian ويرى كلود ريلي (Rilly, 2009) أن هذه المجموعة انقسمت إلى قسمين: متحدثي النوبية القديمة وانحدرت منها لغة النوبين Nubiin والدنقلاوية القديمة وانحدرت منها الدنقلاوية والكنزية.
غير أن كلود رايلى عدّل تقسيمه السابق للفرع الثالث للغة السودانية الشمالية الشرقية بدلاً من قسمين في (Rilly, 2009) جعله ثلاثة أقسام في (Rilly, 2010) كما في الشكل رقم ب وهي: 1/ اللغة المروية 2/ Prot-Nubian 3/ النيل-عطبرة Nile-Atbara. ويقسم Prot-Nubian كما في تقسيم (Rilly, 2009) ويقسم النيل-عطبرة إلى ثلاث أقسام: لغة النارا ولغة المجموعة C ويضع أمامها علامة استفهام وBre-Nubian ويربطها بـ Old-Nubian.

شكل رقم 5 ب أقسام اللغة السودانية الشمالية الشرقية

Rilly, 2010 p 1169
وقد تناولت المصادر اليونانية والرومانية (اراتوثين وبليني وسترابو، في سامية بشر دفع الله ص 70 و78) تجوال Proto-Nubian وأعدادهم الكبيرة في المنطقة الواقعة بين شمال كردفان والنيل في القرن الثالث قبل الميلاد، وتحركاتهم مع ازدياد الجفاف في مناطقهم نحو النيل وعبروهم شرقاً. وقد انتشروا داخل مملكة مروي في القرن الرابع الميلادي حيث توغلوا حتى منطقة غرب البطانة كما اتضح من نقش عيزانا. (Kerwan, p 47)
أدت تلك التحركات السكانية إلى انهيار مملكة مروي وقيام ثلاث ممالك على النيل وهي مملكة نوباديا كما في المصادر اليونانية أو مملكة مريس كما في المصادر العربية بين الشلالين الأول والثالث، ومملكة المثرة جنوب الشلال الثالث وجنوبها مملكة علوة. وقد أطلقت المصادر العربية اسم النوبة على هذه الممالك الثلاث. ثم اتحدت مملكتا نوباديا والمقرة في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي فأصبحت أراضيها تمثل الجزء الشمالي لمملكة المقرة. وذكر ابن سليم الأسواني الذي زار مملكة مقرة في القرن العاشر الميلاد أن النوبة بلسانين مختلفين، وأن لسان النوبة (المريس) شمال الشلال الثالث يختلف عن لسان أهل دنقلة، فذكر:
"اعلم أنّ النوبة والمقرة جنسان بلسانين، كلاهما على النيل، فالنوبة هم: المريس المجاورون لأرض الإسلام، وبين أوّل بلدهم، وبين أسوان خمسة أميال ... أصطنون، وهي أوّل الجنادل الثلاثة، وهي أشدّ الجنادل صعوبة لأنّ فيها جبلاً معترضاً من الشرق إلى الغرب في النيل، والماء ينصب من ثلاثة أبواب، وربما رجع إلى ما بين عند انحساره شديد الخرير عجيب المنظر يتحدّر الماء عليه من علو الجبل وقبليه فُرش حجارة في النيل نحو ثلاثة بُرد إلى قرية تعرف: بيستو، وهي آخر قرى مريس، وأوّل بلد مقرة، ومن هذا الموضع إلى حدّ المسلمين لسانهم مريسي" (ابن سليم الأسواني 89)
ووفقاً لتقسيم ابن سليم الأسواني فإن اللغة النوبية النيلية Proto-Nile Nubian كانت على قسمين: القسم الأول: متحدثي اللغة النوبية جنوب الشلال الثالث حيث مدينة دنقلة عاصمة المملكة، ويمكن أن نطلق علية لغة أهل دنقلة أو اللغة الدنقلاوية. والقسم الثاني متحدثي اللغة النوبية شمال الشلال الثالث لفة المريس. وكلا اللغتان نوبيتان قديمتان.
وأرى أننا بحاجة إلى التوضيح من الاختصاصيين في علم اللغة، هل لغتا الدناقلة والمريس لغتان أم لهجتان في اللغة النوبية؟ وهل الكتابات النوبية القديمة المنقوشة على الآثار شمال الشلال الثالث (النوبين Nubiin) تختلف عن الكتابات التي تم العثور عليها جنوب الشلال الثالث في منطقة دنقلة.
ولم يتعرض كلود ريلي للغة مملكة علوة التي يعتبر مؤسسيها من متكلمي Proto-Nubian. ويقول ترقر (Trigger, p 22) "إننا لا نعلم هل كان أهل علوة يتحدثون نفس اللهجة النوبية المنتشرة شمالا أم كانت لهجة مختلفة"
اللغة السودانية الجنوبية الشرقية: استقر متحدثو هذا الفرع من اللغة السودانية الشرقية المناطق العليا الجنوبية الغربية من النيل الأصفر والمناطق المجاورة لها، وتضم فروعها: 1/ الداجو في دارفور وجنوب كردغان 2/ Temein في جبال النوبة 3/ الانقسنا في أعالي النيل الأزرق 4/ Surmicعلى الحدود بين اثيوبيا ودولة جنوب السودانية 5/ لغات القبائل النيلية في دولة جنوب السودان.
ويلاحظ على متكلمي اللغات النيلية الصحراوية أن بعضهم لم يتحرك بعيداً عن منطقة انتشار اللغة مثل متحدثي لغة الغور ومتحدثي فروع اللغة الصحراوية ولغة التامان ومتحدثي الفرع الغربي من المجموعة النوبية (الميدوب والبرقد). بينما تحركت مجموعات كبيرة بعيداً عن منطقة انتشار اللغة مثل متحدثي مجموعة اللغات النوبية النيلية الذين انتشروا في شمال السودان. وانتشر متحدثي لغة الكناما والنارا في شرق السودان. وانتشرت مجموعات كبيرة في منطقة النيل الأزرق وعلى الحدود السودانية الاثيوبية مثل متحدثي لغات البرتا والقمز والانقسنا والبرون. وانتشرت مجموعات أخرى كبية في جنوب كردفان مثل متحدثي مجموعات الكادو والنيما Nyima والتِميِن Temein. ولعل دارسو علم اللغة التاريخي وعلم تاريخ المناخ يسلطون الضوء على هذه التحركات وطرقها ومحطاتها.

اللغة النيجر كنغولية
تأتي اللغة النيجر كنغولية - والتي يطلق عليها أيضاً باللغة النيجر كردفانية - في المرتبة الأولى بين اللغات الافريقية الكبرى اللغة النيلية الصحراوية واللغة الافريقية الآسيوية، وتضم نحو 1400 لغة منتشرة في المنطقة الواقعة بين السنغال غربا والقرن الافريقي وكينيا شرقاً وإلى جنوب افريقيا جنوباً. ومن أشهر هذه اللغات: الأطلنطية والماندي والأدماوا والبنوي كنغو والولوف والفولا والبمبارا والماندنكي واليوروبا والسواحيلي والرواندا والغاندا والكردفانية. ((Dimmendaal and Storch; Bendor-Samuel
لم يتفق الباحثون بعد على الموطن الأول الذي نشأت قيه اللغة النيجر كنغولية، فقد جعلت أغلب الآراء موطنها في الحوض الأدنى لنهر النيجر وأنها كانت منتشرة في تلك المنطقة بين الألفين التاسع والثامن قبل الميلاد. ويرى بعض الباحثين أنها نشأت في منطقة المرتفعات الحالية جنوب ليبيا والجزائر. (Ehret and Posnansky; Kopytoff) غير أن ونترز (Winters, 2011) يرى إن ذلك لا يتوافق مع المعطيات الأثرية التي تم جمعها في العقد الماضي. ويوافق ونترز رأي Welmers أن موطن اللغة النيجر كنغولية كان المناطق المجاورة لحوض نهر النيل الأعلى، وأن أغلب سكان غرب افريقيا كانوا في الماضي يعيشون في منطقة النوبة الحالية قبل هجرتهم غرباً نحو 5000 سنة مضت.
وقد ارتبط ظهور اللعة النيجر كنغولية ببداية عصر الهولوسين. ولم تتفق آراء الباحثين حول أوقات انقسامها وانتشارها. والذي يهمنا هنا هو زمن انفصال الفرع اللغة الكردفانية وتحرك متحدثيها للتعرف على تاريخهم المبكر. فوفقاً لتاريخ المناخ والحياة النباتية في منطقة الساحل والحوض الأوسط لنهر النيجر فإن هذه المناطق قد تعرضت في الفترة بين 5600 و4700 لجفاف حاد بين البداية الرطبة في أول عصر الهلوسين أدى إلى انخفاض في نسبة السكان في المنطقة الصحراوية الحالية. وحدث بعد ذلك تقلبات في المناخ بين الرطوبة والجفاف حتى نحو الألف الثاني قبل الميلاد. (Manning and Timpson, p 28)
وقد أدت تقلبات المناخ في الفترة خلال الغترة الواقعة بين الألفين السادس والثاني قبل الميلاد إلى تحركات سكانية متعاقبة من المناطق التي ضربها الجفاف إلى المناطق التي لا تزال تمتع بمصادر المياه الدائمة كما في النيل الأصفر (وادي هور) وبحيرة تشاد ونهر النيجر. فمتى وأين تم انفصال المتحدثون الأوائل باللغة الكردفانية؟
يبدو مقبولاً أن يكون الانفصال قد تم خلال تلك الفترة التي شهدت تقلب المناخ. فهل تم الانفصال في منطقة حوض نهر النيجر؟ أو تم في المناطق الواقعة شمال نهر النيجر؟ أو تم في منطقة حوض النيل الأعلى في رأي من جعل هذه المنطقة الموطن الأول للغة النيجر كنغولية؟ وكيف كانت توجهاتهم ومحطاتهم على الطرق حتى وصلوا لمناطق استقرارهم الحالية؟ ومتى تم ذلك؟ هذه الأسئلة تنتظر الباحثين وبخاصة الاختصاصيين في علمي اللغة التاريخي وتاريخ المناخ.
وهنالك موضوع مثير للانتباه ويتطلب التوقف معه وهو الرأي القائل بعلاقة اللغة النيجر كردفانية بالمجموعة الثقافية C-Group. وقد أطلق الباحث الامريكي رايزنر هذا الاسم في بداية القرن العشرين على أصحاب الثقافة التي ازدهرت في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد في المنطقة الواقعة بين الشلالين الأول والثاني ولا زلنا نطلق عليها ذات الاسم، وقد أطلقنا عليها في كتابنا مراجعات في تاريخ السودان (ص 36 - 39) اسم مملكة واوات. وقد ربط أصحاب الرأي الذي يرى أن اللغة النيجر كنغولية قد نشأت في وادي النيل بين متحدثي اللغة النيجر كنغولية وبين أصحاب الثقافة C سكان مملكة واوات. (Winter, 2010)
ويرى أصحاب هذا الرأي أن سكان غرب افريقيا الناطقين باللغة النيجر كنغولية هاجروا نحو الألف الخامس قبل الميلاد من منطقة النيل غرباً إلى أماكن انتشارهم في تلك المناطق. وخلفت اللغة النيجر كردفانية فقط العلاقة بينها وبين اللغة النيلية الصحراوية التي تنيمي إليها لغة أهل المنطقة على نهر النيل. (Winters c) ورغم أن هذا الرأي يبدو مخالفاً لأغلب آراء الباحثين إلا أنه جدير بالبحث خاصة وأن اللغة الكردفانية المتفرعة من اللغة النيجر كنغولية انتشرت في جنوب هذه المنطقة ولا يوجد لها أثر في غرب افريقيا. ومن جانب آخر فإن الألف الخامس قبل الميلاد – وقت الهجرة غرباً من النيل – قد شهد كما يذكر Kopytoff عصر أوج الكثافة السكانية في منطقة غرب افريقيا. وأرى أن الموضوع جدير باهتمام الباحثين السودانيين.

اللغة الكردفانية ِِِِِِِِِِِِِِ
اللغة الكردفانية إحدى فروع اللغة النيجر كنغولية، وينحصر انتشارها في منطقة جنوب كردفان، لا يوجد في السودان من يتحدث لغة تنتمي لهذه الأسرة إلا القليل من التجمعات في منطقة أعالي النيل الأزرق. ويقسم بعض الباحثين اللعة الكردفانية إلى أربعة أو خمس مجموعات رئيسة. وتنتمي نحو 22 من لغات سكان جبال النوبة لهذه الأسرة مثل مجموعة لغات تلودي وهيبان ولافوفا ورشاد وتقلي وتاقوي Bendor-Samuel
ويلاحظ على اللغة الكردفانية أنها ليست منتشرة بين الفروع الأخرى للغة النيجر كنغولية في غرب افريقيا بل منتشرة بعيدة عنها وسط اللغات النيلية الصحراوية. ولعل المزيد من البحث في علم اللغة التاريخي يلقي بعض الضوء على ذلك. وفي واقع الأمر فإن الكثير من الأسئلة حول اللغة الكردفانية مطروحة على الساحة. فعلى سبيل المثال متى انقسمت اللغة الكردفانية إلى مجموعاتها الأربعة أو الخمسة الكبرى؟ وأين حدث ذلك؟ ومتى حدث؟ وما هي الطرق التي سلكها المتحدثون الأوائل للغة الكردفانية؟ هل سلكوا طريقهم من غرب افريقيا؟ أم تحركوا جنوباً عبر حوض النيل؟ وهل كان لوادي الملك - الذي كان مجرى دائم الجريان - دوراً في تلك التحركات؟ مع العلم أن إقليم السدود في النيل الأبيض كان في تلك الفترات المبكرة ممتداً شمالاً حتى منطقة الخرطوم الحالية الإجابة على مثل هذه الأسئلة تنتظر الباحثين في علمي اللغة التاريخي وتاريخ المناخ، وعندها سنتعرف على التاريخ المبكر للمواطنين الناطقين باللغة الكردفانية وتحركاتهم.
يتضح مما تقدم من الطرح الموجز هنا وفي الموضوع السابق أن المناطق الواقعة غرب نهر النيل في السودان بدءاً من الواحات شمالاً عبر النيل الأصفر وباقي مناطق كردفان ودارفور التي كانت تتمتع بنباتات السافنا والاستبس لعبت دوراً مهما في التركيب السكاني واللغوي للسودان في غربه وشماله وشرقه. فقد شهدت هذه المنطقة تطور اللغتان الكبريتان في افريقيا: اللغة النيلية الصحراوية واللغة النيجر كردفانية.
وقد تناول الباحثون في التخصصات المختلفة دور منطقة غربي نهر النيل في السودان وفي افريقيا، وتوصلوا إلى نتائج أوضحت جوانب من تاريخ وتحركات السكان في العصور المبكرة. ولا يزال الكثير في انتظار الباحثين في التخصصات المختلفة مثل علم اللغة التاريخي وعلم السلالات الجينية وعلم تاريخ المناخ وعلوم التاريخ والأثار والجغرافيا والثقافة لرسم الخريطة الجينية لسكان وتحركات سكان المنطقة عبر العصور.

اللغة الكوشية Cu####ic
تنتمي اللغة الكوشية إلى اسرة اللغات الافريقية الآسيوية التي كانت تعرف باللغات الحامية السامية. ويُعتقد أنها انحدرت من لغة ظهرت في افريقيا أو آسيا قبل ظهور اللغة المصرية القديمة واللغة الأكدية. لم يتفق الباحثون على الموطن الأول الذي نشأت فيه اللغة الافريقية الآسيوية الأولى proto-Afro-Asiatic يرى أصحاب الرأي الذي يقول بالنشأة الافبيقية – أنها نشأت في منطقة الصحراء الكبرى بين مرتفعات تبستي في شمال دولة تشاد أونشأت بالقرب من القرن الافريقي نحو 18000 سنة مضت. (Holt) وهذا التقدير يجعل نشأتها قبل عصر الهلوسين حيث كانت منطقة ما بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسي شديدة الجفاف ومتصحرة، بينما كان ساحل البحر الأحمر الجنوبي الغربي كان بمناخ البحر المتوسط مما هيأ سبل الحياة المبكرة. (Frajzyngier; Holt)
وتضم اللغة الافريقية الآسيوية اللغة المصرية القديمة التي انقرضت، واللغة الجعزية Ge’ez التي لا زالت مستخدمة في نطاق ضيق في الكنيسة الأرثوذكسية في اثيوبيا وأرتريا. وتعتبر اللغة الجعزية حية في لغة التجري الحالية (ادريس إبراهيم جميل ص 161 – 165)
وتتكون اللغات الحية من اللغات الافريقية الآسيوية من خمس مجموعات هي: 1/ اللغة الكوشية يتخاطب بها البجة والأرومو والصوماليين والسيدامو والعفر والبلين والساهو. 2/ اللغة السامية: من لغاتها العربية والعبرية والأمهرية والتجري والتجرنيا. 3/ اللغة التشادية: تتضمن عدد كبير من اللغات منتشرة تشاد والنيجر وشمال الكمرون وشمال نيجريا ومن أشهر لغاتها لغة الهوسا. 4/ اللغة الأمازيغية (البربرية) لغات سكان شمال افريقيا. 5/ لغة أوموتك Omotic يتخاطب بها في جنوب غرب اثيوبيا. (Moas, p 342)
واللغة الكوشية الأولى Proto-Cu####ic نشأت في وقت مبكر هي وأخواتها اللغات المصرية القديمة والتشادية والأوموتك بين الألفين التاسع والثامن قبل الميلاد. وتتكون اللغة الكوشية من أكثر من 30 لغة منتشرة في شمال وشرق افريقيا. وتنقسم إلى خمس مجموعات هي: مجموعة البجة ومجموعة الأجاو منها لغتي البلين والفلاشا ومجموعة مناطق المرتفعة ومجموعة المناطق المنخفضة ومنها لغات العفر والصومال والأرومو ومجموعة المناطق الجنوبية. (Appleyard; Gragg)

وينبغي ملاحظة أنه لا علاقة لكلمة Cush التي تكتب بالحرف “C” بكلمة كوش Kush التي تكتب بالحرف K وتدل على مملكة كوش التي نشأت في كرمة، فلغة مملكة كرمة ليست كوشية بل نيلية صحراوية.
ودلت الكشوفات الآثارية الحديثة أوضحت أن لغة البجة تنتمي إلى لغات المدجاي والبليميين أسلاف البجة. فقد تم العثور على وجود لغة المدجاي في شكل أسماء شخصية وجمل في الآثار المصرية في وقت مبكر ربما في الألف الرابع والعشرين فبل الميلاد. (Britanica; Vanhove; Cooper, p 13- 14)

المدجاي هم السكان القدماء لبلاد البجة، وكانت مواطنهم تمتد شمالاً داخل حدود مصر الحالية. وقد ورد اسمهم في مراجع التاريخ القديم بأشكال مختلفة مثل مِجا و مِجاو و مِجاي و مِدجاي و مِدجو . و مِزا و مِزوي و مِزاوي و مِازوي . ويلاحظ أن أسمي مِجا ومِزا قريبتا الشبة مما يوحي برجوعهما إلى أصل واحد وهو "مِجا". (سليم حسن، المرجع السابق، ص 34 و45 و47 و62 و89 و128 175 وسامية بشير دفع الله، تاريخ الحضارات السودانية القديمة ص 123 و259 – 260 ومحمد ابراهيم بكر، تاريخ السودان القديم ص 182 A. J. Arkell, A History of the Sudan p 42.)

وظهر اسم المدجاي (المزا) في الآثار المصرية في النصف الأول من الألف الثالث قبل المسلاد. ولم يكن وجودهم منحصرا في الصحراء فقط بل كان لهم وجود ظاهر على النيل في مصر وشمال السودان، ولعبوا دوراً بارزاً في الحيت الاجتماعية والعسكرية في مصر الفرعونية. للمزيد من المعلومات عنهم أنظر: (أحمد الياس حسين، 2018أ ص 198 – 200 وأحمد الياس حسين 2018 ب ص 36 – 40)
ذكر سليم حسن عميد الآثاريين المصريين الأسبق أن كثيراً من علماء الآثار "أخذوا في توحيد كلمة مجا أو مزا باسم قبيلة بجا، وهذا التوحيد قد اعترف به إدوارد مير والأستاذ زيتة والأستاذ كيس (سليم حسن ص 41، 50)
أول ظهور للبليميين في آثار الأسرة المصرية السادسة في القرنين 20 – 18 ق م. (Vanhove) والبليميون أحد أسلاف البجة كانوا مستقرين في المناطق الواقعة جنوب وشمال أسوان وأسسوا مملكة على النيل امتدت في الصحراء الشرقية حتى البحر الأحمر. وكان البليميون حلفاء للمرويين، وحاربوا الرومان بالتحالف مع الملكة زنوبيا (الزباء) ملكة تدمر. للمرد عنهم أنظ: (مصطفي محمد مسعد 1960، ص وأحمد الياس حسين 2018أ، ص 206 – 238)

فلغة البجة الحالية انحدرت من لغات أسلاف البجة (المدجاي) الذين عاشوا في المنطقة منذ النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد. ومتحدثي لغة البجة (البداويت) في السودان هم: الهدندوة والأمارأر والبشاريين والحلنقة.


المراجع
أحمد الياس حسين 2018أ، السودان الوعي بالذات وتأصيل الهوية، ج 1، الخرطوم: مركز بناء الأمة للبحوث والدراسات.
أحمد الساس حسين 2-18ب، السودان الوعي بالذات وتأصيل الهوية، ج 4، الخرطوم: مركز بناء الأمة للبحوث والدراسات.
ادريس إبراهيم جميل، الحباب: ملوك البحر وأهل السادة ط 2، الدوحة: مكتبة الثقافة 2014.
سامية بشير دفع الله، السودان في كتب اليونان والرومان، الخرطوم: جامعة السودان المفتوحة 2008.
سامية بشير دفع الله، تاريخ الحضارات السودانية القديمة
سليم حسن، تاريخ السودان المقارن إلى عهد بيعنخي، القاهرة: شركة نهضة مصر للطباعة والنشر. وطبعة مؤسسة الأسراء للنشر والتوزيع في القاهرة عام 2004 تحمل اسم: مصر القديمة، الجزء العاشر، تاريخ السودان المقارن إلى عهد بيعنخي
كمال محمد جاه الله، "أسرة اللغات النيلية الصحراوية باعتبارها معززاً للوحدة الوطنية في السودان" الندوة الافريقية حول محفزات الوحدة والانفصال، الخرطوم: جامعة افريقيا العالمية 19-20 أكتوبر 2010.
محمد ابراهيم بكر، تاريخ السودان القديم القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية 1971.
مصطفى محمد مسعد، الاسلام والنوبة في العصور الوسطى، القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية 1960.
مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية العربية: مجموعة النصوص والوثائق الخاصة بتاريخ السودان في العصور الوسطى، الخرطوم: جامعة القاهرة فر الخرطوم (جامعة النيلين حاليا) 1972.
Arkell, A. J. 1955, A History of the Sudan from the Earliest Times to 1821, University of London.
Appleyard, David, 2006 “Cu####ic Languages” a chapter in Encyclopedia of Language and Linguistics. Online: https://www.researchgate.net/publication/290889269_Cu####ic_Languageshttps://www.researchgate.net/publication/290889269_Cu####ic_Languages
Bendor-Samuel John T. “Kordofanian Langues” http://www.britannica.comhttp://www.britannica.com
Cooper, Julien Charles, 2021 “Beja and Cu####ic Languages in Middle Egyptian texts” Lingua aegyptia JournaL of egyptian Language Studies 29, 13–36
Dimmendaal, G. (2007) “Eastern Sudanic and the Wadi Howar and Wadi el Milk Diaspora” Sparch und Geschechte in Afrika,18.
Dimmendaal, Gerrit. 2010 “Differential objects Marking in Nilo-Saharan” Journal of African Languages, 31(1)13 – 46.
Dimmenddal, Garrit, 2016 “Nilo-Saharan: General overview” https://www.researchgate.net/publication/304114105_Nilo-Saharan_General_overviewhttps://www.researchgate.net/publication/304114105_Nilo-Saharan_General_overview january. Chap. 9 in The Oxford Handbook of Ethiopian Languages
Dimmendal et al. 2017, “Nilo-Saharan Languages” http://www.britanica.comhttp://www.britanica.com Nov. 17.
. Dimmendaal-Jakobi Eastern Sudanic (Handbook of African Languages). PDFArticle,Feb 13, 2018. ttps://www.researchgate.net/publication/323144162_Dimmendaal-Jakobi_Eastern_Sudanic_Handbook_of_African_Languages
Dimmendaal, Gerrit and Storch, Anne, 2014, Niger-Congo: A brief state of the art. https://www.researchgate.net/publication/365787196_Niger00-Congo_A_brief_state_of_the_art#fullTextFileContent
Ehret, Christopher, (2006) “The Nilo-Saharan Background of Chadic-Studies in African Languages” Studies in African Linguistics, Vol 35: Supp. 11. . Sol.resesrch.eduEhret,C. and Posnansky,M. 1982. The Archaeological and Linguistic
Reconstruction of African History. Berkeley
Frajzyngier, Zygmunt, Afroasiatic Languages, https://oxfordre.com/linguistics/view/10.1093/acrefore/9780199384655.001.0001/acrefore-9780199384655-e-15https://oxfordre.com/linguistics/view/10.1093/acrefore/9780199384655.001.0001/acrefore-9780199384655-e-15 Online Publication Date: May 2018
Gragg, Gene B. “The Cu####ic Language Project” Chicago Institute for the Study of Ancient Cultures” https://mail.google.com/mail/u/0/؟tab=rmandogbl#inbox/KtbxLxGnNxmZCKpRPQMvsBjVfZHmqGFLcg
Holt, Meredith, The Afro-Asiatic Language Family, http://linguistics.byu.edu/classes/Ling450ch/reports/afro-asiatic2.html
Kirwan, 1934 Notes o the Topography of the Christian Nubian Kingdoms, JEA, XXI.
Manning, Katie and Timpson, Adrine (2014) Demographic response to Holocene Climate Chang in the Sahara” Quaternary Science Review, 101, 28 - 35.
Moas, Maarten 2013 “Ci####ic” in Zegmont Frajzyngyer and Erin Shay, The Afroasiatic Languages, Cambridge University Press.
Rilly, Claude and de Voogt, (2010), the Meroitic Language and Writing System, Cambridge University Press.
Rilly, Claude, (2009) “From the Yellow Nile to the Blue Nile. The Quest for Water and the Diffusion of the Northern Eadt Sudanese Languages from the 4th to the 1st Millenia BCE” A Paper Presented to the 3rd European Conference On African Studies, Panel 142, Leipzig 4-7 June.
Samkange, Stanlake (1971) African Saga: A brief Introduction to the African History, New York: Abingdon Press.
Trigger, Bruce G. (1937) “the Languages of Northern Sudan" p 22; L. P. Kerwan: A Survey on Nubian Origin”, S.N.R. XX.
Vanhove, Martin and Llacan, “Beja” chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://shs.hal.science/https://shs.hal.science/
Winter, Clyde, 2010 “The Ku####e Spread of HaplogroupR1*-M173 from Africa to Eurasia” Current Research Journal of Biological Science.2(5), 294-299.
Winters, Clyde 2011, Nubian Origin Niger-Congo Languages, http://bafsudralam.blogspot.com/2011/07/nubian-origin-niger-congo-languages.htmlhttp://bafsudralam.blogspot.com/2011/07/nubian-origin-niger-congo-languages.html
http://http://www.britannica.comwww.britannica.com
https://www.academia.edu/35910322/Dimmendaal_Jakobi_Eastern_Sudanic_Handbook_of_African_Languages