Post: #1
Title: تحالف صمود وبيان تصنيف"الأخوان المسلمين كمنظومة ارهابية" كتبه عمر الحويج
Author: عمر الحويج
Date: 08-06-2025, 09:38 PM
09:38 PM August, 06 2025 سودانيز اون لاين عمر الحويج-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
بقلم /
في خطوة سياسية متقدمة صدر بيان "تحالف صمود" الذي طالبت فيه بتصنيف كل من حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلاموية السودانية كمنظومة إرهابية . " من رائي ملتحقاً بهم مستشارية حميدتي وتوابعها الأخوانية " أصل مفاصلة القصر منشية ، كمنظمة إرهابية على المستويين الدولي والمحلي . وفي ظني أن هذا البيان جاء في وقته وزمانه ، وهذه الخطوة الأولى التي تخطوها "صمود" بقوة فيها رائحة وطعم ثورة ديسمبر العظيمة ، فلو كانت في مثل هكذا مواقف ، لكانت مانعت بالثورية الشرعية في يدها ، ذالك الحين التوقيع على الوثيقة الدستورية المعيوبة ، ولما كانت قبلت بشراكتها مع اللجنة الأمنية وهي لتنظيمهم منسوبة ، وما كانت أرتكبت كل تلك الأخطاء الفادحة ، التي لا نقول أنها أدت إلى الحرب ، ولكنها ساعدت في تأجيج طمع صراع الإخوة الأعداء ، للإستئثار بالسلطة ، أيهما منفرداً كمنتصر ، دون الآخر المندحر " هكذا كان تصورهما معاً "، بضمان إنتصار أحد الأخوين عسكرياً على الآخر في دواخل طموحاتهم ، وبالضرورة نهاية مايسمى بثورة ديسمبر المصنوعة كما يصفونها من مكمن تعاليهم وغرورهم الأجوف . وحتى نبحث في مسوغات هذا البيان الذي قامت "صمود" بإصداره في المكان والزمان المناسبين ، وهل كان فعلاً هذا التنظيم الظلامي يستحق العزل المجتمعي والدولي ، أم مجرد تجني ضده ، يحق لنا إذن النظر ملئياُ في منبته ومنشئه التآمري الدموي ، رغم ترعرعه في كنف التسامح المجتمعي المدني الديمقراطي السوداني ، وسط أحزاب وجماهير شعب السودان ، في حين ظل من جانبه ، يحكمه الخبث والتآمر منذ المنشأ والتكوين ، ولنعد منذ البدايات . أولاً علينا أن نصنفه طبقياً بناءاً على موقعه وخياره وهو موقع اليمين المتطرف ، كما تصنفه العلوم السياسية ، وعلم طبقات المجتمع ، وهذا الموقع جعله أداة طيعة لليمين الخارجي ، وفيما بعد المحيط الإقليمي ، الذي أصلاً ليس مستعدًا للتعايش ، لا مع موجات حركات التحرر الوطني ونضالات الشعوب المُستَّعمرة في زمانها ، ولا مع أي تجربة انتقال ديمقراطي ، لا تضمن له السيطرة على موارد البلاد الغنية بمواردها ، إنما المقبول ما يسمح له ترتيب المشهد وفق مصالحه الجيوسياسية والاقتصادية. ومنذ الاستقلال ، ظل يبحث عن وكلاء محليين ، فوجد ضالته في اليمين المتطرف الإسلاموي ، الذي استخدمه كمخلب قط لتخريب التحولات السياسية ، وتوجيهها لخدمة أجنداته الخاصة ، كما يمكن تتبع هذه العلاقة منذ نشأة تنظيم الأخوان المسلمين بقيادة "حسن البنا" في عشرينيات القرن الماضي ، وعلاقاته المبكرة بالدوائر البريطانية ، والتي تطورت لاحقًا ، خلال الحرب الباردة ، إلى التنسيق مع واشنطن/أمريكا . تلقّى هذا المشروع بفكرته الإقصائية التكفيرية منذ خروجه إلى العلن ، دفعة قوية في السودان ، فيما بعد على يد الشيخ حسن الترابي ، الذي أعاد إنتاج الخطاب الإخواني بطبعة سودانية ، أكثر تكيّفًا مع البيئة المحلية ، وأكثر استعدادًا لاختراق الدولة من الداخل ، لقد بدا ذلك جليًا منذ ثورة أكتوبر عام 1964م ، يوم ظهر باسم جبهة الميثاق الإسلامي ، حينها وقف هذا اليمين المتطرف "رغم تظاهره بالمشاركة في مسيرة الثورة " ولكنه ظل في موقع العداء لها ، تلك الثورة التي شاركت فيها كل أطراف الشعب السوداني ، تتصدرها قوى اليسار وجماهير قوى الوسط (الحزب الوطني الاتحادي) واليمين المعتدل (حزب الأمة) ، وكانت أولى محاولاته لإجهاض الثورة والاجهاز عليها تتمثل في إدخال الدين إلى ميدان السياسة، لا كمبدأ أو رؤية أو عقيدة ، بل كأداة للاستقطاب والإقصاء ، تمهيدًا لنشر مشروعه غير الديني غير الوطني ، وغير الأخلاقي ، والذي اعتمد عليه في كل مسيرته السياسية المتسمة دائماً بالعنف الدموي الإقصائي التكفيري ، وتواصل نشاطه في إجهاض ثورات الشعب السوداني بعضها بالدم ، وبعضها بالمال ، في أبرل / مارس وديسمبر ، وفي ثلاثينيته المبادة ، بما فيها حرب الكرامة التي أشعلها لاستعادة سلطته المبادة ، ما يكفي مسوغاً مقنعاً ومنطقياً لوصمه بصفة الإرهاب ، والمطالبة محليًا ودولياً بإعلانه تنظيماً إرهابياً ولن نكون ظلمناه ولكنه لنفسه ظلم ، فقد كان دوماً من الظالمين الفاتكين . وقبل أن أختم أقول لرفاق الثورة في"صمود" أن كانت مركزية الحرية والتغيير في مرحلة حكومة الشراكة الانتقالية ، في مثل هذا الموقف المصادم منذ يومها الأول ، لما كانت لتحتاج تسميتها ب "صمود" في معركة حرب دمار وخراب ، وإنما حاجتها كانت ستكون لصمود فعلي بصمود تنزيل شعارات الثورة حرية سلام وعدالة إلى أرض الواقع ، ولما كنا سنعاني الآن جحيم هذه الحرب الدموية المدمرة . ولا للحرب نعم للسلام والثورة مستمرة لدولة مدنية علمانية .
|
|