Post: #1
Title: الفاشرُ.. بوصلةُ الوطنِ الضائعةُ في متاهاتِ "حكومةِ الأملِ كتبه أدم أبكر عيسي
Author: ادم ابكر عيسي
Date: 08-05-2025, 12:34 PM
12:34 PM August, 05 2025 سودانيز اون لاين ادم ابكر عيسي-السودان مكتبتى رابط مختصر
.
صدى الوطن ...
في ظلِّ الأزمةِ الإنسانيةِ الخانقةِ التي تمرُّ بها ولايةُ شمالِ دارفورَ، وتحديداً مدينةُ الفاشرِ، حيثُ يواجهُ المواطنونَ حصاراً مؤلماً بينَ الجوعِ والموتِ البطيءِ، كانَ يُنتظرُ أن يجتمعَ مجلسُ وزراءِ "حكومةِ الأملِ" لبحثِ هذا الوضعِ الحرجِ. مع اكتمالُ النصابِ الوزاريِّ، باستثناءِ وزارةِ البيئةِ والتنميةِ المستدامةِ، يطرحُ تساؤلاتٍ حولَ أولوياتِ هذهِ الحكومةِ، وقدرتِها على الاستجابةِ لهمومِ شعبٍ يُعاني.
غيابُ الفعل.. خيبةُ "الأملِ" في مواجهةِ الكارثةِ.؟!
كيفَ للحكومةِ أن تدّعيَ السعيَ لحلِّ مشاكلِ الناسِ، بينما تتركُ ولايةً بأكملِها، ومدينةً كالـ "فاشرِ"، تعاني كارثةً إنسانيةً تُؤلمُ ضميرَ الإنسانيةِ، لمجردِ انتظارِ "تدابيرَ" من حكومةِ الإقليمِ؟ أليسَ من المفارقةِ أن نتحدثَ عن "الأملِ" بينما أولئكَ المحاصرونَ لا يجدونَ أيَّ حلولٍ لفكِّ هذا الحصارِ الظالمِ؟
إنَّ الحديثَ عن "الأملِ" يبدو بعيدَ المنالِ، في ظلِّ وجودِ "حكومةِ مليشياتٍ" تسعى للسيطرةِ على كلِّ شبرٍ من السودانِ، بينما تفتقرُ "حكومتُنا" إلى "رؤيةٍ استراتيجيةٍ ودبلوماسيةٍ" واضحةٍ لمواجهةِ هذهِ التحدياتِ. لا يزالُ مجلسُ الوزراءِ لم يجتمعْ لإصدارِ رؤيةٍ واضحةٍ حولَ الأزمةِ، في ظل عدم وجود الناطقُ الرسميُّ باسمِ الحكومةِ، تاركاً الشعبَ في حيرةٍ وتساؤلٍ.
واقعٌ مريرٌ.. ووعودٌ تتلاشى.؟!
إلى جانبِ ما يحدثُ في الفاشرِ، تتفاقمُ الأزماتُ الإنسانيةُ في كلِّ أنحاءِ الوطنِ، من نقصٍ في الغذاءِ وأزمةٍ في الطاقةِ الكهربائيةِ. الشعبُ يبحثُ عن "أفعالٍ" تُخرجهُ من هذهِ الأزماتِ، لا عن "خطبٍ أو لقاءاتٍ تُضيعُ الوقتَ". فالكلامُ دونَ عملٍ فعليٍّ لا يُقدمُ ولا يُؤخرُ.
إنَّ "حكومةَ الأملِ" مدعوةٌ لتجاوزَ مرحلةَ الوعودِ واللقاءاتِ، ولتُدركَ أنَّ الشعبَ لا ينتظرُ سوى الأفعالِ. يجبُ أن تكونَ الاستجابةُ للأزماتِ سريعةً وحاسمةً، وأن تُترجمَ الرؤى الاستراتيجيةُ إلى خططٍ عمليةٍ على الأرضِ. إنَّ الفاشرَ، وكلَّ شبرٍ من السودانِ، يستحقانِ أكثرَ من مجردِ "الأملِ". يستحقانِ العملَ الجادَّ، والمسؤوليةَ الحقيقيةَ، والرؤيةَ الواضحةَ التي تُعيدُ الأملَ إلى القلوبِ، وتُعيدُ بناءَ وطنٍ عزيزٍ.
|
|