الجنجويد: من العصابات الإسلامية إلى جيش الإبادة المفتوحة كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد

الجنجويد: من العصابات الإسلامية إلى جيش الإبادة المفتوحة كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد


08-04-2025, 01:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1754310712&rn=0


Post: #1
Title: الجنجويد: من العصابات الإسلامية إلى جيش الإبادة المفتوحة كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد
Author: احمد التيجاني سيد احمد
Date: 08-04-2025, 01:31 PM

01:31 PM August, 04 2025

سودانيز اون لاين
احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
مكتبتى
رابط مختصر






مقدمة
عديدٌ كبير من القرّاء والمراقبين المحليين والإقليميين والدوليين يواصلون هجومًا قويًا على قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ويساوونها ببطش الحركة الإسلامية وخروجها عن أعراف الإنسانية. خلفية انبثاق قوات الدعم السريع من ظاهرة الجنجويد تُستخدم كسلاحٍ قوي في هذا الهجوم، ويستند عليها كثيرون في رفض الاعتراف بتحالف التأسيس الذي يرأسه حميدتي.
هذا المقال محاولة لتفكيك الظاهرة التي تُعرف بالجنجويد، ليس بوصفها مجرد مليشيا، بل باعتبارها أداة نابعة من مشروع سياسي–عسكري أعمق قاد السودان إلى التفتت والحرب الشاملة. يتناول المقال النشأة والسياق والدور، ويفكك التحولات التنظيمية والسياسية التي قادت إلى انفجار الحرب التي أشعلتها فلول الكيزان (الجيش والمليشيات) في ١٥ أبريل ٢٠٢٣، واضعًا في الاعتبار أن ما نراه اليوم من فوضى هو امتداد مباشر لقرارات اتُخذت بالأمس باسم الدين أو الأمن أو الدولة

١. من هم العصابات والمليشيات الإسلامية منذ البدايات؟
منذ اليوم الأول لانقلاب الإسلاميين عام ١٩٨٩، شرع النظام في تكوين أذرع موازية للجيش السوداني، تضمن الولاء العقائدي وتسمح بارتكاب ما يعجز الجيش النظامي عن تحمّله قانونيًا. أبرز هذه الأدوات: كتائب المجاهدين،
الدفاع الشعبي، كتائب الظل، ثم الجنجويد في دارفور
.
٢. متى ظهر مصطلح “الجنجويد”؟ وما معناه؟
ظهر المصطلح عام ٢٠٠٣ في دارفور، ويعني في اللغة الشعبية: راكب الجمل أو الحصان المسلّح الخارج عن القانون (الجنّ)، وغالبًا ما يرتبط بالقتل والحرق والنهب.

٣. العلاقة بين الجنجويد و”حرس الحدود”
في محاولة لتجميل الصورة، تم دمج الجنجويد في قوات “حرس الحدود” رسميًا تحت إشراف جهاز الأمن، دون تغيير حقيقي في العقيدة أو الممارسة.

٤. الفروق بين جيش حسن بشير وجيش الكيزان
جيش حسن بشير قبل حكم عبود الانقلابي استخدم القصف في الجنوب ضمن عقيدة تقليدية، بينما الجيش بعد ١٩٨٩ اعتمد العنف العقائدي، وتعدد المليشيات، واستخدم الإبادة كأسلوب توسّع.

. موسى هلال vs حميدتي: من الشّيخ إلى الأمير.٥
موسى هلال زعيم عشائري تحالف مع الأمن، بينما حميدتي طوّر قوات “حرس الحدود” التي أُنشئت لحماية الأراضي السودانية إلى جيش سياسي خاص مدعوم خارجيًا، واعتقل هلال لاحقًا.

نشأة قوات الدعم السريع .٦

‎قوات “حرس الحدود” أُدمجت ضمن جهاز الأمن، ثم أُعيد تشكيلها تحت اسم قوات الدعم السريع عام ٢٠١٣ بقيادة محمد حمدان دقلو )حميدتي( . رغم المظهر النظامي، احتفظت بالقوة القبلية، ثم تطوّرت لاحقًا إلى كيان متعدد الانتماءات. تضم اليوم جنودًا وضباطًا من مختلف أنحاء السودان، وبينهم ضباط نظاميون سابقون في الجيش.

٧. حميدتي والقطيعة الجزئية مع الكيزان
بعد سقوط البشير، قاد حميدتي المجلس السيادي بالتحالف مع البرهان، ثم انفجر الصراع مع الجيش حول من يحكم البلاد. وصف الإسلاميين بأنهم مافيا مال وسلطة قال صراحة:

“السبب كله الكرسي نمرة اتنين القاعد أنا فيهو دا… لأنو دايرين محلي في الخلا أقاتل ناس مناوي وجبريل. لكن نحن تاني ما بننغشي، الشلاقي ما خلّ ليهو عميان.”
ثم تحوّل ليصبح منفتحًا على القيادات المدنية الداعية إلى حكم مدني فدرالي دستوري، ما عجّل بتخطيط الفلول للتخلّص منه ومن جنوده وثرواته.



٨. من أشعل حرب أبريل ٢٠٢٣؟؟
الجيش بدأ الهجوم معتقدًا أنه سيقضي سريعًا على قوات الدعم السريع. لكن الحرب انفجرت شاملة بسبب تضارب المصالح الإقليمية والعداء الداخلي بين الجيش والدعم السريع، وتآمر الكيزان.

٩. الحرب والخراب: أبريل ٢٠٢٣
بدأ القتال في الخرطوم بعد تعثّر دمج الدعم السريع في الجيش، وأدى إلى دمار شامل، ونزوح جماعي، وانهيار الدولة، وفضح نهائي لهشاشة المؤسسات التي تركها الكيزان مقسّمة بين الجنرالات.

١٠. هل الدعم السريع هو ابن مشروع الجهاد؟.

‎في تحليل جريء، كتبت بثينة تروس أن حميدتي هو ثمرة مشروع الجهاد الكيزاني، لكنه انقلب عليهم حين اكتشف زيفهم. غير أن أدوات القتال ظلّت هي نفسها، والموتى هم “أولاد الغبش”، والسلطة هي “نفس الزول

١١. نحو إعادة تعريف الإنسان والدولة
المأساة السودانية ليست في حميدتي أو البرهان كأشخاص، بل في المشروع الذي أنتجهم: دولة بلا مساءلة، وسلطة بلا مجتمع. اكتشف حميدتي ضرورة الانتماء إلى مشروع مدني يعيد الاعتبار للإنسان، خارج قوالب الجهاد والقبلية والانقلابات، فانتمى إلى تحالف تأسيس، بينما ظل البرهان أسيرًا لحلم التمكين وقيادات الحركة الإسلامية.

مراجع وهوامش تحليلية وتعريفية:
١. تقرير لجنة تقصي الحقائق في دارفور – مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ٢٠٠٥
٢. Alex de Waal – Sudan: The Turbulent State, 2007
٣. Gérard Prunier – Darfur: The Ambiguous Genocide, 2005
٤. مقابلات صحفية لمحمد حمدان دقلو – الجزيرة وBBC Arabic (٢٠٢٠–٢٠٢٣)
٥. أرشيف المركز الإفريقي للعدالة والسلام (ACJPS)
٦. وثائق جهاز الأمن السوداني المسرّبة (٢٠١٩–٢٠٢٠)
٧. تحليلات مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية (٢٠٢١–٢٠٢٤)
٨. بثينة تروس – تحليل منشور على صفحات التواصل ٢٠٢٥
٩. تقارير هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية (٢٠٠٤–٢٠٢٣)
١٠. بيانات الدعم السريع – الموقع الرسمي حتى ٢٠٢٤
١١. د. منصور خالد – جريدة السياسة الكويتية، يناير ١٩٨٥


د. أحمد التيجاني سيد أحمد
عضو موسس في تحالف تاسيس
٢ أغسطس ٢٠٢٥ملقا – إسبانيا