تعليقي على نشر مقال تاج السر عثمان والاحتفاء به كتبه عماد حسب الرسول الطيب

تعليقي على نشر مقال تاج السر عثمان والاحتفاء به كتبه عماد حسب الرسول الطيب


08-04-2025, 04:54 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1754279671&rn=0


Post: #1
Title: تعليقي على نشر مقال تاج السر عثمان والاحتفاء به كتبه عماد حسب الرسول الطيب
Author: عماد حسب الرسول الطيب
Date: 08-04-2025, 04:54 AM

04:54 AM August, 03 2025

سودانيز اون لاين
عماد حسب الرسول الطيب-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



حين يُنشر مقال مطول كهذا في صفحات شخصية ومواقع أخرى، دون أن يذكر بوضوح المقالات التي يرد عليها، فهذا ليس فعلًا بريئًا. بل هو إقصاء منهجي للسياق، وتحوير للنقاش لصالح جمهور غير معني بالصراع الطبقي الحقيقي. إنها محاولة للهروب من نقد الحزب الشيوعي إلى تجييش آلي للهوية الحزبية، باعتبارها بديلًا عن الحجة والمساءلة.

أسوأ ما في النص، ليس عجزه عن تقديم تحليل طبقي، بل تواطؤه مع آلية تبريرية تقايض سرد المواقف بغياب الفعل، وتُسوّغ الفشل السياسي بعراقة الانتماء. ما قُدِّم ليس تحليلًا لواقع النقابات، ولا تفكيكًا لبنية الهيمنة الطبقية، بل اجترار خامل لوثائق لا تقول شيئًا عن الرأسمال الطفيلي، ولا عن التمويل الدولي، ولا عن أدوات إعادة إنتاج السيطرة ما بعد الثورة.

إن التفاعل الأجوف مع مقال كهذا من جمهور يساري، بلا نقد أو حتى مساءلة عن السياق، يُعيد إنتاج نمط من الوعي البرجوازي الصغير، يستهلك الجدل كترف رمزي، ويحوّل الماركسية إلى مادة للتداول لا أداة للتحرر. هذا ليس سوء تقدير، بل خيانة للوظيفة الثورية للفكر.

أن يُتَّهم نقد الحزب بأنه "خدمة لأعداء الثورة"، هو ارتكاس ستاليني يهرب من كل سؤال صعب: لماذا فشل الحزب؟ لماذا لم يصنع أداة تنظيم طبقي؟ لماذا ظلّ صوتًا خارج الفعل في لحظة وطنية فارقة؟ الرد الرسمي غائب، والرد غير الرسمي مأزوم، والمتفاعلون يعيشون استقالة جماعية من أي مسؤولية طبقية.

الرد ليس إذًا انحرافًا فرديًا، بل تجلٍ لأزمة تيار كامل داخل اليسار السوداني، يحوّل التاريخ إلى سردية مقدسة، ويستبدل الصراع بفولكلور حزبي. إن الدفاع عن الماركسية اليوم لا يكون بالتحصن خلف المؤسسات، بل بكسرها متى أصبحت عائقًا أمام وعي الجماهير وتنظيمها.