قبل أن تنقرض الدولة دربوا قادتها كتبه حافظ يوسف حمودة

قبل أن تنقرض الدولة دربوا قادتها كتبه حافظ يوسف حمودة


08-04-2025, 04:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1754279215&rn=0


Post: #1
Title: قبل أن تنقرض الدولة دربوا قادتها كتبه حافظ يوسف حمودة
Author: حافظ يوسف حمودة
Date: 08-04-2025, 04:46 AM

04:46 AM August, 03 2025

سودانيز اون لاين
حافظ يوسف حمودة-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





سلسة ( الوعي الأمني ) بقلم : حافظ حمودة

عندما تستمع لتصريحات بعض القادة في الدولة ، خاصة أمام وسائل الإعلام ، تصدمك الحقيقة المؤلمة التي لا تخفى على أي عاقل ، جهلٌ مريع بوظيفة القيادة ، وسطحية مخيفة في فهم القضايا المصيرية ، وتناول عبثي لمفاهيم الأمن القومي التي يفترض أن تكون محور تفكيرهم الأول والأخير . بعضهم يتحدث بارتجال ، يصرّح بلا حساب ، يستخفّ بالكلمات التي قد تجر الدولة إلى هاوية أو تفتح عليها أبواب التدخل الخارجي ، والكارثة الكبرى أن هؤلاء لم يخضعوا لأي نوع من التدريب على الأمن القومي ، ولا يملكون الحد الأدنى من الوعي بما يعنيه أن تكون وزيراً أو مسؤولاً في دولة مهددة من كل الاتجاهات وغارقة في بحر من الازمات . وهذا وحده كافٍ ليُعدّ تهديدًا صريحًا لوجود الدولة ذاتها .

الدول المتقدمة لا تترك مقاعد السلطة لمن يجهلون قواعدها . القادة هناك لا يُسمح لهم بتولي أي موقع قيادي قبل المرور عبر منظومات تدريب صارمة تشمل الأمن القومي ، والعلاقات الدولية ، وإدارة الأزمات ، والسياسات الاستراتيجية ، وحماية الدولة من الداخل والخارج . بينما في السودان ، نشهد العكس تمامًا ، تعيينات ارتجالية ، غياب تام للتأهيل ، واستسهال خطير لمنصب القيادة كأنه منبر شخصي للظهور الإعلامي . الفرق بيننا وبينهم أن قادتهم يتكلمون باسم الدولة بوعي محسوب ، بينما يتكلم بعض قادتنا أحيانًا وكأنهم خصوم للدولة نفسها .

إن غياب التدريب الأمني للقادة هو خلل خطير يضرب أساس الدولة ، لأن من لا يفهم كيف تحمى الدولة ، لا يمكن أن يُؤتمن على قيادتها . التصريحات المرتبكة ، والمواقف المتناقضة ، والتصعيد غير المبرر ، كلها مظاهر لخلل معرفي عميق يكشف أن كثيرين في مواقع القيادة لم يدركوا بعد أن موقعهم هذا هو خط التماس الأول مع المخاطر التي قد تطيح بوحدة الوطن وسيادته واستقراره .

فما أسهل أن يفرط القائد غير المدرّب في معلومات حساسة أو يتخذ قرارا كارثيا يفتح باب فتنة أو يشعل صراعات تهز اركان المجتمع والدولة . وما أصعب أن تُرمم تلك القرارات بعد أن تقع الفأس على الرأس .

لا مفر من التدريب الأمني ، فهو مسألة حياة أو موت للدولة ، بحيث يجب أن تفرض تدريب إلزامي عالي المستوى لكل من يتولى منصبًا سياديا أو وزاريا أو قياديا في مفاصل الدولة ، تدريب يُعيد تعريف الوظيفة القيادية كمهمة لصيانة الدولة وبقاءها والله المستعان .

حافظ يوسف حمودة
3/ اغسطس/2025