"صمود الشعب السوداني- البوصلة الأخيرة للخروج من الهاوية#

"صمود الشعب السوداني- البوصلة الأخيرة للخروج من الهاوية#


08-03-2025, 02:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1754227954&rn=0


Post: #1
Title: "صمود الشعب السوداني- البوصلة الأخيرة للخروج من الهاوية#
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 08-03-2025, 02:32 PM

02:32 PM August, 03 2025

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





أيها القادة في بورتسودان، من تملكون اليوم سلطة الأمر الواقع، اسمعوا صوت التاريخ جيدًا: لم يصنع السلاح يومًا أمة، ولم يبنِ الدم دولة. ما تفعلونه اليوم ليس قيادة نحو الخلاص، بل امتداد لجراح تاريخية تتعمق في جسد السودان.
وما لم تُراجع الحسابات، فإن الحاضر سينهار، والمستقبل سيضيع.
الحرب - طريق مسدود وأفق مغلق
بعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال، و15 ألف قتيل، و8 ملايين نازح، بات واضحًا أن الحرب ليست سوى مرآة للفشل السياسي والإنساني.
لو كان في العسكرة حل، لما تفككت البلاد، ولما انهارت الخدمات، ولما وقف الناس في طوابير الخبز والدواء والمأوى.
كل حكم عسكري مرّ على السودان لم يترك وراءه سوى الدول المنهارة، والاقتصاد المأزوم، والتمزق الاجتماعي.
السلام الحقيقي لا تصنعه فوهات البنادق، بل توقيعات القوى المدنية على طاولات التفاوض، بدعم من شعبٍ يعرف ما يريد.
"صمود"- صوت لا ينكسر
في هذا المشهد القاتم، برزت "صمود" كتيار مدني ليس عابرًا أو ظرفيًا، بل كقوة أخلاقية ووطنية تحمل نبض الشارع ورفض المذابح.
هي البوصلة في بحر الفوضى- الوحيدة التي قالت "لا للحرب" منذ اليوم الأول، دون حسابات سياسية أو انحيازات قبلية.
هي صوت الأغلبية الصامتة- التي لم تحمل سلاحًا، لكنها تحمل الوطن في قلبها، وتدفع يوميًا ثمنًا لحرب لا علاقة لها بها.
هي الجسر الأخير بين الضفتين- حين يدق ناقوس التقسيم، ويصطفّ كل فريق خلف خندقه، تبقى "صمود" الأمل الوحيد لجمع السودان من جديد.
للعسكر- الوقت ليس في صالحكم
أيها القادة العسكريون،
اتهام "صمود" بالتقارب مع الدعم السريع محاولة يائسة لإسكات صوت حيادي مزعج لمعادلة السلاح.
من تحالف مع من؟ التاريخ لا يُزوّر. أنتم من وقعتم معهم، ومن أدخلتم عناصرهم في مؤسسات الدولة. فلا تلعبوا دور الضحية.
ورفضكم لمبادرة "صمود" ليس موقفًا سياسيًا، بل خيانة لوطن يحتاج وساطة نزيهة قبل أن ينفجر.
كل يوم تماطلون فيه، يقترب السودان من نقطة اللاعودة. التقسيم لم يعد تهديدًا نظريًا، بل سيناريو مرعب تقوده خطواتكم الصمّاء.
الطريق الوحيد- صوت الشعب
نطالب "صمود" اليوم أن تمضي للأمام، بثقة ومسؤولية:
أن تتحرك بسرعة- الزمن لا ينتظر، والمبادرات الجريئة وحدها قادرة على انتزاع فرصة للحياة.
أن تتجاوز حملات التخوين- النقاء لا يحتاج شهادة من أحد، و"صمود" كانت دومًا على مسافة واحدة من دم كل السودانيين.
أن تفرض نفسها كوسيط لا غنى عنه: في أي حل تفاوضي، لا صوت يعلو فوق صوت "صمود" كقوة مدنية جامعة وغير ملوثة.
التاريخ يسجّل... فاختاروا موقعكم
أيها القابضون على السلطة في بورتسودان، لا تخدعكم العناوين ولا تفتنكم اللحظة:

السلطة الحقيقية لا تأتي من فوهة البندقية، بل من صدق التمثيل الشعبي.
والتاريخ لا يحفظ أسماء من قادوا الحروب... بل من أوقفوها.

*إن السودان الذي نحلم به لا يُبنى بخطابات النصر المزيف، بل بالاعتراف بهزيمة الحرب أخلاقيًا وإنسانيًا.
فإما أن تكونوا ضمن من أنقذ السودان... أو من كتب نهايته.