السودان : من ضيق الحرب إلى سعة التأسيس بقلم المهندس أحمد نورين دينق

السودان : من ضيق الحرب إلى سعة التأسيس بقلم المهندس أحمد نورين دينق


08-01-2025, 01:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1754051474&rn=0


Post: #1
Title: السودان : من ضيق الحرب إلى سعة التأسيس بقلم المهندس أحمد نورين دينق
Author: أحمد نورين دينق
Date: 08-01-2025, 01:31 PM

01:31 PM August, 01 2025

سودانيز اون لاين
أحمد نورين دينق-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



شهدت الحرب الحالية في السودان الحبيب ، الكثير من المتغيرات في مسألة : مع من يحب أن يقف الشعب السوداني الواعي ؟ بيد أن هنالك بوادر تدل على سطحية في تناول القضايا الوطنية في السودان لدى بعض من المنتسبين لفئة النخب السياسية في السودان ، و منها ، الاهتمام في بدايات الحرب بمسألة ، من أطلق الرصاصة الأولى ؟ في حين أن الأولى كان الإهتمام بمسألة ، من يحمل المشروع الأنسب لحكم السودان ؟ لأن الحرب في الحقيقة هي الحصاد المر الطبيعي لفشل مشروع الدولة السودانية الحالي ، فالأوفق و الافضل لأفراد النخب و الطلائع الثقافية الالتفاف حول المشاريع المطروحة لدى الأطراف المتحاربة أكثر من أي شيء آخر ، و هذا ما لم يحدث.. في بداية الحرب كان الوقوف مع الجيش السوداني مع كونه سبب الفشل الحقيقي لمشاريع الحكم في السودان ضرورة ملحة ، لأن الطرف الآخر وهو مليشيات الدعم السريع لا تحمل أي مشروع حقيقي واضح المعالم للدولة ، فهي تتحدث عن دولة ديمقراطية دون تشخيص واضح لمعالمها ، فالوقوف مع الجيش كان ضرورة من الضرورات ، و لكن المعطى الأخير المتمثل في توقيع الدعم السريع على وثيقة تأسيس في فبراير من العام الحالي ، و معها الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو ، و معهم بعض القوى المسلحة و المدنية ، هذا المعطى غير المعادلة بمقدار ١٨٠ درجة لصالح مشروع حكم الدولة السودانية ، فهذه الوثيقة بما تحويه من مبادئ دستورية تمثل أفضل مشروع لحكم الدولة السودانية في الوقت الراهن ؛ لأنها تضم معظم الحقوق التي ظل مواطن الهامش في السودان يطالب بها الحكومات السودانية السابقة منذ بزوغ فجر إستقلال السودان من الحكم الثنائي إلى يومنا هذا ، و ظلت تلك الحكومات تماطل في مسألة تنفيذها إلى يومنا هذا ، مما ظل يعمق في مستوى الأزمة في الحكم حتى إنفجر في هذه الحرب ، فكرة السياسة حالياً في ملعب الجيش السوداني ، فهو حالياً من يقف في وجه أفضل مشروع لحكم الدولة السودانية ، أما الدعم السريع ، فبموافقته على ميثاق تأسيس ، فقد وقف في صف مشروع الحكم المستقبلي الأمثل للسودان ، بغض النظر عن ماضيه العنيف ، فالدستور الجديد للتأسيس كفيل بإتمام الناقص ، و بمجرد أن يوقع الجيش السوداني على وثيقة تأسيس ، فإن الحرب تكون قد وضعت أوزارها بطريقة تلقائية ، لأن المجلس العسكري الذي يرأسه قائد الدعم السريع و ينوب عنه عبد العزيز الحلو الغرض منه في الأساس أن يصل مؤسسة الجيش السوداني لقرار التوقيع على الوثيقة ، فإذا وصل ، فقد إنتهت المهمة بنجاح .. إن وصول الأمة السودانية لوثيقة التأسيس هي بداية بناء الدولة السودانية على أسس متينة يجعلها في المستقبل القريب تناطح الدول المتقدمة بجدارة .