التدخل التركي هل هو لمصلحة الجيش ام الإسلاميين؟ كتبه عزام عبدالله إبراهيم

التدخل التركي هل هو لمصلحة الجيش ام الإسلاميين؟ كتبه عزام عبدالله إبراهيم


07-30-2025, 05:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1753894424&rn=0


Post: #1
Title: التدخل التركي هل هو لمصلحة الجيش ام الإسلاميين؟ كتبه عزام عبدالله إبراهيم
Author: عزام عبدالله إبراهيم
Date: 07-30-2025, 05:53 PM

05:53 PM July, 30 2025

سودانيز اون لاين
عزام عبدالله إبراهيم-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





رشح في الأخبار مد الحكومة التركية السودان بطائرات مسيرة إنتحارية من نوع Yiha. وهنا يبدر الي الذهن العديد من التساؤلات:

هل هذه المسيرات تعد بديله لمسيرات البيريقدار التي كانت تصول وتجول في سماء السودان، وكان لها الفضل في إستعادة وسط السودان؟
ولماذا مسيرات إنتحارية في هذا التوقيت؟
وهل الهدف دعم الجيش، أم الإسلاميين؟

قد يعتقد البعض أن تركيا تحاول الحفاظ علي ماتبقي من سمعة للبيريقدار بعد أن تم إسقاط العديد منها في الفترة الأخيرة وفي فترة وجيزة. حيث كانت هذة المسيرات تعتبر بعبع ورمز للتفوق التركي في مجال تصنيع السلاح النوعي. وكانت العامل المرجح في العديد من الحروب التي شاركت فيها، علي سبيل المثال لا الحصر: ليبيا و اذربيجان وحتي فترة قريبة في السودان. وعلي مدي سنين كانت هذة المسيرات عصية علي الإسقاط او الإيقاف.
حيث حرصت تركيا علي تصوير البيرقدار علي إنها المسيرة التي لا تقهر. بالرغم من إسقاط عدد محدود منها في ليبيا و سوريا و شمال مالي، ولكن ما حدث في سماء السودان كان مختلفا. حيث تمكنت قوات الدعم السريع من إسقاط أكثر من مسيرة وفي أسابيع قليلة مما أفقد هذة المسيرات الكثير من القها وسمعتها. وهو ما سيأثر بالتأكيد علي سمعتها و الطلب عليها في المستقبل.

لذلك كان من المنطقي أن ترفض تركيا إمداد الجيش السوداني بالمزيد من هذة المسيرات حفاظا علي ما تبقي من ماء وجه الصناعات العسكرية التركية. لأن إثبات فشل درة الصناعة التركية قد يهوي بالمبيعات التركية في عالم السلاح.

علي الجانب الآخر، قد يعتقد البعض أن إمداد الجيش السوداني بمسيرات إنتحارية له علاقة بدعم الإسلاميين أكثر من دعم الجيش. حيث أن هذة المسيرات الإنتحارية افضل في العمليات النوعية مثل إغتيال الشخصيات و إستهداف المناطق المدنية بهدف زعزعت الإستقرار في مناطق سيطرة حكومة تأسيس بهدف إفشالها. وهو ماقد يكون الهدف القادم للقيادات الإسلامية في ظل صراعها للبقاء في السلطة.
نحن في السودان أكثر من يعلم خبث وسؤ الإسلاميين وقدرتهم الغير محدودة للشر و التدمير. وعليه فإنه من المتوقع أن تقوم هذة الجماعة بكل ما يمكن فعله للحفاظ علي السلطة ولو علي حساب الدولة و البرهان نفسه.

وعلية، يبدو من طبيعة الأسلحة ان تركيا تدعم طرفا له مآرب سياسية أكثر من انها تدعم الجيش و الدولة. لأن وجود المسيرات الإستراتيجية وعلي رأسها بيرقدار أهم للجيش من وجود مسيرات إنتحارية. حيث يمكن للبيريقدار ان تكون رمانة الميزان في إسترجاع ما تبقي من المناطق وتكون السلاح الذي يقلب الموازين كما فعلت من قبل. ولكن وجود مسيرات إنتحارية سيكون تأثيره محدود إلا إذا كانت بإعداد كبيرة وهو ما لم تذكره التقارير.

هنا يبدر الي اذهاننا سؤال. لماذا تخاطر تركيا كل هذة المخاطرة للدفاع عن الإسلاميين في السودان، وهي تعلم أن المجتمع الإقليمي و الدولي يرفضهم؟
لماذا تدعم تركيا جماعة اثبتت علي مدي ثلاثة عقود أنها مهدد حقيقي للأمن الإقليمي والدولي.
ولماذا تسعي تركيا لتغذية الحرب في وقت تسعي فيه بقية الدول الفاعلة لإيجاد مخرج سلمي لإنهائها؟
هل تكون الأسلحة التركية هي السبب في إراقة دماء المدنيين وإستهداف البنية التحتية في مناطق تأسيس؟

ختاما: التدخلات التركية في الحرب السودانية ساهم بشكل واضح في تعقيد المشهد و إستطالة الحرب والآن قد تنقل الحرب الي مشهد اكثر تعقيداً وسباق تسلح لا نهاية له.