Post: #1
Title: حا نقعد فراجة برضو..!! كتبه كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 07-29-2025, 09:00 PM
09:00 PM July, 29 2025 سودانيز اون لاين كمال الهدي-عمان مكتبتى رابط مختصر
تأمُلات
. لم يُباغتنا انفصال الجنوب، بل بدت مؤشراته واضحة، سيما خلال الأشهر التي سبقت الاستفتاء، حيث أفسحنا المجال للكيزان، وظللنا نتفرج عليهم وهم يفعلون كل ما من شأنه أن يُنفر إخوتنا الجنوبيين من التصويت للوحدة.
وكانت النتيجة أن أفلت منا ذلك الجزء العزيز من المليون ميل مربع التي كنا نتباهى بها، لكننا للأسف لم نعِ الدرس ولا تعلمنا شيئاً بالرغم من قساوة تقطيع أوصال الأوطان.
ولأننا شعب سلبي، متمهل للغاية عندما يتعلق الأمر بقضايانا الكبرى الحيوية، عدنا من جديد لإستنساخ الأخطاء، وتجاهل المؤشرات السلبية والركون للرغبات والأمنيات.
. ففي الوقت الذي بدا فيه واضحاً أن المفاوضات حول ما أسموه سلام جوبا، التي أعقبت تشكيل حكومة الثورة، ستفضي إلى مؤامرة ضد الوطن ووحدته وسلامته، أصررنا على تجاهل ذلك، وظللنا نردد " السلام سمح"، مع إن الزخم الثوري آنذاك كان قادراً على إيقاف العابثين وسارقي الثورات عند حدهم.
. وتلا ذلك انقلاب الخائن البرهان كنتيجة طبيعية لعديد الأخطاء المرتكبة آنذاك، فَركَّنا إلى الأماني والرغبات كعادتنا، وتوهمنا أن المجتمع الدولي لن يسمح باستمرار الانقلاب، وكأن هذا المجتمع الدولي مُغرم بعيون السودانيين، ولذلك لابد أن يرفع عنهم الظلم والطغيان، خلافاً لما يجري في مناطق عديدة من عالم اليوم.
. ثم بدأ الكيزان وجنجويدهم حربهم الكارثية الحالية كنتيجة طبيعية أيضاً لإهمال ملف السلام، ومنح البرهان فرصة الحصول على حاضنة سياسية من مجرمي الحركات وبعض الشخصيات الأراجوزية الهشة ليدعموه هو وكيزانه في الانقلاب، ومن بعد ذلك في الحرب.
. وبدلاً من التوحد كسودانيين ضد حربٍ واضحة المرامي والأهداف منذ ساعاتها الأولى، عدنا لاستنساخ الأخطاء، والركون إلى العواطف، وتصديق أكاذيب الكيزان، وبدأ الهجوم الشرس على كل من قال: لا للحرب منذ يومها الأَول.
. ولا أدري كيف فات على من أيدوا أياً من معسكري الحرب أن إطالة أمدها ستؤدي حتماً إلى جملة نتائج كارثية على وحدة وسلامة الوطن، ليأتي هؤلاء بعد أكثر من عامين من الاقتتال والدمار ليلطموا الخدود ويحدثونا عن انفصال وشيك!
. ماذا كنتم تتوقعون وأنتم تتابعون التدخلات الإقليمية والدولية الداعمة لطرفي الحرب؟
. وهل صدقتم حقيقة أن من أصروا على رفضها تحت كل الظروف، وبغض النظر عن الانتهاكات الفظيعة التي تابعناها، كانوا يخونون الوطن كما صور لكم الكثير من أرزقية الإعلام والناشطين الساقطين؟
لا والله، فهذا هو الفرق بين بُعد النظر وبين من ينظر تحت قدميه.
. تأييد أي من طرفيها كان يعني إطالة أمدها، وبالتالي السماح للمزيد من التدخلات الخارجية، وسعي كل طرف لتحقيق مصالحه في هذا السودان بالشكل الذي يراه، وهو ما كان واحداً من أهداف الكيزان الاستراتيجية، فلا تصدقوا أكاذيبهم للمرة المليون، وادعاءاتهم بأنهم ضد إعلان حكومة تأسيس.
. عودوا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، وتأملوا كيف خرج الجنجويد بكامل عتادهم ومعظم مقاتليهم من مناطق الوسط والعاصمة الخرطوم، دون أن يعترضهم الجيش ومليشياته، التي، عوضاً عن قتال العدو الحقيقي (المفترض)، فشوا غِلهم بعد ذلك فيمن أسموهم بالمتعاونين، مع إن أكبر المتعاونين مع الجنجويد هم قادة هذا الجيش الكيزاني وزعماء المليشيات المساندة له.
. اسألوا أنفسكم أيضاً عن سبب سن قانون الوجوه الغريبة النشاز، وعن السر وراء منع طلاب مناطق بعينها من الجلوس لإمتحانات الشهادة، وعن هدم بيوت بعض الأحياء، وتغيير العملة، وغيرها من الإجراءات المقصودة، وسيتضح لكل صاحب بصيرة مدى خبث الكيزان وأفعالهم القذرة ورغبتهم في تفتيت هذا السودان.
وفي الجانب الآخر، لا يمكن الركون بالطبع لمبررات بعض قادة تأسيس المضحكة، ونفيهم لوجود أجندات انفصالية، فماذا يريدون وهم يعلنون عن حكومة يسمونها بالموازية؟!
. حكومة يرأس وزراءها أحد أخبث ساستنا (التعايشي)، الذي ضحك على الثوار ثلاث مرات: كانت الأولى عند عودته للخرطوم ورفضه الاستقبال بقاعة كبار الزوار، والثانية تصوير نفسه أثناء توجهه لمكتبه على ظهر دراجة كزعيم سياسي (زاهد) ، والثالثة دوره القذر في هندسة مؤامرة جوبا، حكومة يرأس وزراءها شخص بهذه الصفات كيف لنا أن نصدق بياناتها وتصريحات مسؤوليها!
. فهل (سنقعد) فراجة مجدداً وننتظر الحلول المُثلى من الرباعية أو غيرها؟!
|
|