العودة الطوعية لمصلحة من..؟! كتبه كمال الهِدَي

العودة الطوعية لمصلحة من..؟! كتبه كمال الهِدَي


07-28-2025, 12:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1753707465&rn=0


Post: #1
Title: العودة الطوعية لمصلحة من..؟! كتبه كمال الهِدَي
Author: كمال الهدي
Date: 07-28-2025, 12:57 PM

01:57 PM July, 28 2025

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-عمان
مكتبتى
رابط مختصر





تأمُلات
العودة الطوعية لمصلحة من..؟!
كمال الهِدَي

كل من يفهم أساليب وطريقة وتركيبة الكيزان في بلدنا لابد أن يطرح على نفسه سؤالاً حين يسمع بفكرة عمل خيري أو طوعي يقومون بها، لأن هؤلاء القوم لم يعودونا على فعل الخير إطلاقاً.

والسؤال المقصود هو: لمصلحة من يقومون بهذا العمل الخيري أو ذاك؟!

لذلك ما أن سمعت ببادرة إعادة بعض السودانيين مجاناً من عدد من البلدان تبادر إلى ذهني هذا السؤال المُلح.

وبقليل من التفكير وصلت إلى ما يُفترض أن يكون قد وصل إليه كل سوداني واعٍ وراشد.

فقبل كل شيء لابد من الانتباه إلى حقيقة أن إعادة السودانيين إلى مدنِ تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، وتفتقد الأمن تخدم أحد أهداف تنظيمهم الشرير.

ونظراً لشراهتهم للمال وحبهم له حباً جما لم يكتفوا بذلك، بل أرادوا أن يتكسبوا مادياً من هذه العودة الطوعية.

وهذا يتضح جلياً من التعجل و(الكلفتة) اللذين يرافقان تشغيل رحلات الطيران من مسقط إلى بورتسودان، لدرجة أنك تطالع إعلاناً يقول صاحبه " تواجد شواغر بطائرة اليوم، وكل من يرغب في العودة عليه بالتوجه لمطار مسقط فوراً".

وهنا لا يتعلق الأمر بأخطاءٍ أُرتكبت في الرحلات الأولى كأمر طبيعي، كما قال أحد القائمين على الأمر في تسجيلٍ صوتي سمعته اليوم.

فالرجل يقول ذلك لأننا كسودانيين اعتدنا على عدم تسمية الأشياء بأسمائها، فالصحيح أن التهافت وراء المكاسب هو السبب في ذلك.

فمثل هذا العمل لا يحتمل الأخطاء ولا في الرحلةِ الأولى، دعك من تكراره في عدد من هذه الرحلات، لأنه عمل بسيط لا يتطلب أكثر من حصر الراغبين في العودة في تاريخ محدد وتسجيلهم، ومن ثم تحريك الطائرة من مطار بورتسودان.

. لكن يبطل العجب عندما تعلم، عزيزي المواطن، أن هذه الرحلات محصورة في شركتي بدر وتاركو، ويبدو أن الناقل الوطني سودانير مستبعد من (عمل الخير).

وما أدراك ما بدر وتاركو اللتان قامتا على أنقاض ناقلنا الوطني الذي دُمر بفعل فاعل.

وهنا تحضرني بالطبع غفلات السودانيين وسذاجة بعضهم، وهم يتوقعون عملاً خيراً ممن نهبوا مواردنا، وسرقوا أموالانا، ودمروا مؤسساتنا.

فهناك من هللوا لحفر آبار المياه بواسطة مالك إحداهما، وهو وضع لا يختلف عن تطبيل إعلامي رياضي (منافق وأرزقي) للسوباط، العليقي، أو النمير بوصفهم داعميين رئيسيين لناديي القمة في السودان، دون أن نسأل عن مصادر الأموال وكيف أنهم جميعاً قد ساهموا في الدمار الذي نشهده.

وهل سأل أحدكم السؤال: " لماذا لم تجلنا شركتا بدر وتاركوا مجاناً حين هممنا بالهروب من جحيم الحرب" ؟!

فالعكس هو الصحيح آنذاك، حيث ضاعفت الشركتان أسعار التذاكر، لكن الآن، حين أرادوا إعادة الناس إلى البلد لإقناع أنفسهم والآخرين بأن كل شيء على ما يُرام، يدشنون مثل هذه المبادرات التي يتكسبون منها مادياً أيضاً.

والمثير للإشمئزاز أنهم يقيمون الحفلات ويستجلبون المطربين عديمي المواقف بإسم المبادرة، ثم يحدثونك عن أخطاءٍ وقعت في الرحلات الأولى كأمرٍ طبيعي!

يعني هناك متسع من الوقت للحفلات وإيجار القاعات الفاخرة، لكن لا وقت لترتيب القوائم على مهل، لأن القائمين على أمر الشركتين في عجلةٍ من أمرهم!

وهناك في مصر، لابد أنكم قد سمعتم بالمحتال الذي تلاعب بمصير عدد من أهلنا، والظهور المفاجيء للمجرم المصباح كفاعل خير، وتدخل سفارتنا بالقاهرة التي ما مر يوم خلال العامين الماضيين إلا وسمعنا صرخات مواطنين من ظلم القائمين عليها وفرضهم للاتاوات على المعدمين الفارين من ويلات الحرب. فهل تحول أولئك أيضاً لرجال بر وإحسان بين عشيةٍ وضحاها؟!

فمتى نتعظ ونفهم ألاعيبهم!

الله لا كسبكم يا كيزان.

وفي المقال القادم، أحدثكم عن الانفصال الوشيك وتجاهلنا له منذ لحظة إطلاق الرصاصة الأولى في حربهم القذرة.