نيالا تعلن ميلاد السودان الجديد كتبه مها طبيق

نيالا تعلن ميلاد السودان الجديد كتبه مها طبيق


07-27-2025, 03:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1753631643&rn=0


Post: #1
Title: نيالا تعلن ميلاد السودان الجديد كتبه مها طبيق
Author: مها الهادي طبيق
Date: 07-27-2025, 03:54 PM

04:54 PM July, 27 2025

سودانيز اون لاين
مها الهادي طبيق-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر





بقلم :

في خطوة غير مسبوقة بتاريخ السودان ، تم إعلان حكومة تأسيس الجديدة من مدينة نيالا ، حاضرة ولاية جنوب دارفور . هذه الحكومة تمثل نقلة نوعية في مسار الحكم في السودان وتجربة جديدة يحب أن تمنح الفرصة للدراسة والتقييم ، لأنها أول حكومة تنطلق من أطراف البلاد وتضم في تركيبتها قوى الهامش المختلفة ، بمشاركة قومية واسعة تمتد من جنوب كردفان إلى الشرق والشمال والوسط والنيل الأزرق .

المميز في هذه الحكومة أنها لم تُبْنَ على مفاهيم المركزية القديمة التي حكمت السودان منذ الاستقلال ، وإنما جاءت لتعكس واقع السودان المتنوع ، وتستجيب للمطالب التاريخية بالمساواة والعدالة والتنمية . وقد شاركت في تشكيلها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو ، إلى جانب ممثلين من الشرق والشمال والوسط والنيل الأزرق ، في صورة تجسد الوحدة القومية للسودانيين بعد سنوات طويلة من الانقسام والتهميش .

ما يجعل هذا التطور لافتًا هو أن الحكومة وُلدت خارج المركز ، في قلب دارفور ، بعد إعلان نيروبي الذي وضع أسسًا جديدة لإعادة تشكيل الدولة السودانية على أسس عادلة . هذه الخطوة حملت رمزية كبيرة ، ورسالة واضحة بأن مناطق الهامش صارت صانعة للقرار ولم تكن تستكين لدور الضحية للقرارات التي تصنعها المركز وتعتب مبادِرة في رسم مستقبل السودان .

ستتمتع الحكومة الجديدة بدعم إقليمي ( معلن أو غير معلن ) مهم من دول مثل الإمارات وتشاد وكينيا وليبيا ( تيار حفتر ) ، إلى جانب تواصلها مع الاتحاد الأوروبي وغيرها من دول العالم . هذا الدعم يعزز من فرص نجاحها في ظل غياب سلطة مركزية مستقرة بسبب الحرب وتنازع أطراف السلطة في بورت سودان ، لكنه في الوقت نفسه يضع على عاتقها مسؤولية الحفاظ على استقلال قرارها الوطني ، وتوازن علاقاتها الخارجية .

نجاح هذه الحكومة تعتمد على قدرتها في تحقيق الأمن والخدمات ، والاستماع للمواطنين ، والعمل على إنهاء الحروب والانقسامات ، وبناء مؤسسات تمثل كل السودانيين بعدل وشفافية كنموذج مفقود منذ الاستقلال .

اليوم أمام السودان فرصة تاريخية نادرة لبناء نظام جديد ينطلق من الهامش لصناعة المركز الذي يشترك فيه الجميع ويعتمد على الشراكة لا الهيمنة ، وعلى التعدد لا الإقصاء . وإذا استطاعت هذه الحكومة الوفاء بوعودها فقد تفتح الباب لمرحلة جديدة من السلام والاستقرار والوحدة الحقيقية في البلاد .

مها الهادي طبيق
27/يوليو/2025

[email protected]