تحالف التأسيس كجيش طارق بن زياد: بين البحر والصحراء — مصر والكيزان كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد

تحالف التأسيس كجيش طارق بن زياد: بين البحر والصحراء — مصر والكيزان كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد


07-26-2025, 08:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1753557266&rn=0


Post: #1
Title: تحالف التأسيس كجيش طارق بن زياد: بين البحر والصحراء — مصر والكيزان كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد
Author: احمد التيجاني سيد احمد
Date: 07-26-2025, 08:14 PM

08:14 PM July, 26 2025

سودانيز اون لاين
احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
مكتبتى
رابط مختصر






مقال تذكيري – تحليلي عن موقع تحالف التأسيس في الصراع السوداني والإقليمي، من وحي التشبيه التاريخي بجيوش التحرير الكبرى

د. أحمد التيجاني سيد أحمد


ملخص تنفيذي
تحالف التأسيس ليس مجرّد تحالف سياسي، بل طليعة نضالية تسعى لتغيير جذري وبناء دولة ديمقراطية فدرالية عادلة في السودان. يحاصر هذا التحالف من قوتين: الدولة المصرية العميقة التي تتدخل في الشأن السوداني، وبقايا الإسلاميين (الكيزان) داخل المؤسسة العسكرية والأمنية. يستعيد المقال صورة طارق بن زياد كرمز لحرق التردد والمضي نحو التحرير، ويذكّر بأن التحالف يضم مكونات مدنية ومسلحة ترفض الانقلابات وتتمسك بالسلام.



بين مصر والكيزان... يخوض تحالف التأسيس معركة وجود

تحالف التأسيس، الذي تشكّل كتحالف للمهمّشين، للثوار، للمستضعفين، ليس حزبًا في سياق قديم، بل بداية جديدة لسودانٍ ديمقراطي فدرالي عادل. وها هو يقف الآن، كجيش طارق بن زياد، في مواجهة مزدوجة:

١. مواجهة الدولة الإقليمية العميقة (مصر): التي لا ترى في السودان سوى حديقة خلفية، تُسيّرها وفق مصالحها النيلية والأمنية، وتخشى أي مشروع وطني مستقل يعيد للسودانيين سيادتهم على قرارهم وثرواتهم.
٢. مواجهة الدولة الداخلية العميقة (الكيزان): الذين يحاولون بعث مشروعهم الإسلاموي المنهار، من بوابات العسكر، والقبائل، والمليشيات، والإعلام المأجور.

هذا هو زمن “حرق السفن“

ليس لدى تحالف التأسيس ترف الحياد أو العودة للخلف. لقد احترقت سفن التردد، ولا عودة إلى الوراء. فإمّا أن:
- يتحقق مشروع الدولة الجديدة الذي ينشده شهداء ديسمبر، ومقاومو المدن والمخيمات، وأبناء الهامش؛
- أو يعود السودان إلى المربع الأول: دولة فاشلة، تابعة، تحت وصاية جيرانها وجلاديها.

تحالف التأسيس ليس جيشًا نظاميًا تقليديًا… ولا تحالفات حزبية فقيرة المناهج والمقاصد… بل طليعة تحرير وطني ومجتمعي.
مثلما لم يكن جيش طارق جحافل إمبراطور، بل مؤمنين بفكرة عادلة، فإن التأسيس ليس بوقًا أيديولوجيًا، بل حاملًا لوعدٍ جديد.

خاتمة نضالية: فرز الصفوف نحو التأسيس لا التسويات الزائفة

إنّ ما يشهده السودان اليوم من تقاطعات بين الحركات المسلحة، والمكونات المدنية، وبعض القوى العسكرية التي أعلنت التزامها بالتغيير، يضعنا أمام لحظة تأسيس حقيقية لا تشبه ما قبلها. فخطابات مثل تلك التي أعلنها القايد محمد حمدان دقلو (حميدتي) مؤخرًا، حول بناء جيش وطني موحد ( جيش تأسيس)، وإنهاء الانقلابات، والالتزام بحكم مدني — لا يمكن تجاهلها في هذا السياق، خاصة حين تُقاس بالأفعال الميدانية والمواقف الصريحة ضد الانقلابات.


يجب ألا ننسى أن:
- حميدتي كان أحد كان محركا قائدا لاتفاق سلام جوبا؛

- وأن غالبية الحركات الموقعة على الاتفاق، كانت من أوائل من رفضوا انقلاب جيش البرهان المأمور بفلول الكيزان؛
- وأن حركة الحلو، المتحالفة استراتيجيًا مع التأسيس، ترفع راية السلام والتحول المدني الحقيقي.

تحالف التأسيس ليس مجرد بيان نخبوي، بل اصطفاف واسع يضم قوى شعبية، مدنية، ومسلحة، قررت أن ترمي البندقية وتخوض معركة بناء الدولة لا هدمها.

هذا هو زمن التأسيس…
زمن بناء وطن لا يقف على برميل بارود، ولا يُدار بالنيابة.
زمن نُحرق فيه سفن الاستعمار والتبعية والطائفية،
ونُبحر نحو دولة الحرية، والمواطنة، والعدالة.



د. أحمد التيجاني سيد أحمد
عضو تحالف تاسيس
٢٦ يوليو ٢٠٢٥ روما إيطاليا