Post: #1
Title: زَمانُ العَنْجِ: دِرَاسَةٌ مَا بَيْنَ قُصُورِ المَصَادِرِ وَالتَّخْرِيجِ! كتبه الأمين مصطفى
Author: الأمين مصطفى
Date: 07-26-2025, 02:53 PM
02:53 PM July, 26 2025 سودانيز اون لاين الأمين مصطفى-السودان مكتبتى رابط مختصر
إِنَّ كِتَابَةَ التَّارِيخِ تَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا أَحْدَاثٌ فِي المُسْتَقْبَلِ، تُبْنَى عَقِيدَةٌ عَلَى أَقْوَالٍ تَارِيخِيَّةٍ تَنْتَهِي إِلَى خَرَابٍ وَتَشْرِيدِ الآلافِ وَقَتْلِ الآلافِ. أَعْجَبُ لِدَارِسٍ يُرِيدُ دِرَاسَةَ حِقْبَةٍ مَنْسِيَّةٍ مَطْمُوسَةٍ مِنَ التَّارِيخِ، بِقَصْدٍ أَوْ بِإِهْمَالٍ، وَيَحْصُرُ نَفْسَهُ فِي مَصَادِرَ تَتَحَدَّثُ عَنْ تَارِيخٍ يَبْدَأُ مِنْ عَامِ 1505، مَعَ أَنَّ أَحْدَاثَ هَذِهِ الفَتْرَةِ تَبْدَأُ مِنْ قَبْلِ 1000 عَامٍ عَلَى الأَقَلِّ، فَقَدْ دَخَلَ العَرَبُ السُّودَانَ فِي العَامِ 642 كَمَا تَقُولُ المَصَادِرُ المُتَأَخِّرَةُ، عَلَى أَنَّ هِجْرَاتِ العَرَبِ قَبْلَ الفَتْحِ الإِسْلامِيِّ عَبْرَ البَحْرِ الأَحْمَرِ وَمِينَاءِ بَاضِعَ قَدْ بَدَأَتْ قَبْلَ ذَلِكَ بِكَثِيرٍ، مِنْهَا الهِجْرَاتُ الحِمْيَرِيَّةُ! مَمْلَكَةُ عَلْوَةَ: مَمْلَكَةٌ وَثَنِيَّةٌ تَحَوَّلَتْ إِلَى المَسِيحِيَّةِ فِي طَوْرِهَا الأَخِيرِ، وَالبَحْثُ عَنْ كَيْفِيَّةِ سُقُوطِهَا يَكُونُ فِي المَصَادِرِ التَّارِيخِيَّةِ المَسِيحِيَّةِ، بَعِيدًا عَنِ المُسْتَشْرِقِينَ وَالرَّحَّالَةِ الَّذِينَ نَهَجُوا نَفْسَ مَنْهَجِ "زَمَانِ العَنْجِ" الَّذِي اعْتَمَدَ حَتَّى الرِّوَايَةَ الشَّفَاهِيَّةَ، وَلَمْ يَتَعَمَّقْ فِي رِوَايَاتِ أَهْلِ الشَّرْقِ السُّودَانِيِّ عَبْرَ قِصَصِ نَشْأة مَمَالِكِهِمُ الَّتِي قَامَتْ قَبْلَ سَلْطَنَةِ الفُونْجِ بِقُرُونٍ، وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهَا الضَّوْءُ سِوَى رِوَايَةٍ وَاحِدَةٍ لا تَكَادُ تَتَمَاسَكُ! إِنَّ قِيَامَ سَلْطَنَةِ سِنَّارَ الَّتِي هِيَ مُتَضَارِبَةٌ فِي تَارِيخِهَا هُوَ نَاتِجٌ طَبِيعِيٌّ لِقِيَامِ مَمَالِكَ شَرْقِ السُّودَانِ الإِسْلامِيَّةِ وَالَّتِي لَمْ يَتَطَرَّقْ "زَمَانُ العَنْجِ" لَهَا، وَلَمْ يُفْرِدْ لَهَا سِوَى أَسْطُرٍ اعْتَمَدَتْ عَلَى كِتَابَاتِ يُوسُفَ فَضْلٍ الَّذِي لَمْ يَبْذُلْ جُهْدًا فِي دِرَاسَةِ هَذِهِ المَمَالِكِ مِنْ حَيْثُ التَّكْوِينِ وَالمُلُوكِ وَالسُّقُوطِ، فَكَانَ "زَمَانُ العَنْجِ" عَلَى أَثَرِهِ مُقِلًّا بِالاكْتِفَاءِ بِالنَّقْلِ مِنْهُ وَالشَّكْوَى مِنْ قِلَّةِ المَصَادِرِ! وَحَتَّى فِي الرِّوَايَاتِ هُنَاكَ بَعْضٌ مِنْهَا لَمْ يَتَعَرَّضْ لَهَا أَوْ سَكَتَ عَنْهَا وَهِيَ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ جَمَّاعٍ كَانَ وَزِيرًا فِي مَمْلَكَةِ عَلْوَةَ وَأَنَّ عَمَّارَةَ دُنْقُسَ كَانَ قَائِدًا فِي جَيْشِ عَلْوَةَ. الرِّوَايَةُ الشَّعْبِيَّةُ الَّتِي تَقُولُ إِنَّ عَلْوَةَ وَعَاصِمَتَهَا سُوبَا قَدْ خَرِبَتْ بِمُؤَامَرَةٍ، مِمَّا يُوحِي أَنَّ العَمَلِيَّةَ كَانَتْ أَشْبَهَ بِانْقِلابٍ، أَيْ حَرْبٍ دَاخِلِيَّةٍ بَيْنَ مُكَوِّنَاتِ سُلْطَةِ المَمْلَكَةِ! لَمْ يُخْضِعِ الأَلْقَابَ السُّلْطَانِيَّةَ مِثْلَ شَيْخٍ وَمَكٍّ وَمِيرَفٍ وَسِنْجَكٍ وَأَرْبَابٍ، لِتَفْرِيقٍ يُحَدِّدُ حُدُودَ السُّلْطَةِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مِنْ مَفْهُومٍ إِثْنِيٍّ وَجُغْرَافِيٍّ! هُنَاكَ رِوَايَاتٌ تَقُولُ إِنَّ سُوبَا أَصْلُهَا مِنْ سَبَأَ عَبْرَ رِوَايَةٍ أُسْطُورِيَّةٍ تُعِيدُهَا إِلَى سُلَيْمَانَ وَبِلْقِيسَ! هُنَاكَ رِوَايَةٌ تَقُولُ إِنَّ عَبْدَ اللهِ جَمَّاعٍ قَدْ تَزَوَّجَ مِنَ العَنْجِ بِابْنَةِ مَلِكِهِمْ! لَمْ يَتَطَرَّقْ لِتَارِيخِ المَلِكَةِ سِتِّ أَبُوهَا بِنْتِ القَرِينِ الَّتِي كَانَتْ تَحْكُمُ شَنْدِي، وَكَانَ المَكُّ نِمْرٌ الكَبِيرُ وَكِيلًا لِتِجَارَتِهَا، مِمَّا يَدْحَضُ كَثِيرًا مِنَ الآرَاءِ الَّتِي انْتَهَى إِلَيْهَا! المَقْطَعُ "عَنْج" يَظْهَرُ فِي كَثِيرٍ مِنَ المَصَادِرِ بِالمَقْطَعِ "انْج" مِثْلَ: تُوتَ(انْج) آمُونَ: ارْتِبَاطٌ بِحِقْبَةِ مَا قَبْلَ التَّارِيخِ. كَتَرِ(انْج): ارْتِبَاطٌ بِجُغْرَافِيَّةِ مَمْلَكَةِ عَلْوَةَ. عَيْلَفُو(انْج): ارْتِبَاطٌ بِجُغْرَافِيَّةِ مَمْلَكَةِ عَلْوَةَ. الحِلَّ(نْج)ة: ارْتِبَاطٌ بِجُغْرَافِيَّةِ شَرْقِ السُّودَانِ. الفُ(ونْج): بِجُغْرَافِيَّةِ النِّيلِ الأَزْرَقِ السُّودَانِيِّ.
النُّورَ(انْج)رَة: ارْتِبَاطٌ بِجُغْرَافِيَّةِ غَرْبِ السُّودَانِ إِنَّ كِتَابَةَ التَّارِيخِ تَتَطَلَّبُ التَّفَرُّغَ وَالتَّجَرُّدَ، وَإِنَّ تَارِيخَ هَذِهِ البِلادِ شَابَهُ كَثِيرٌ مِنَ التَّخْرِيبِ المُتَعَمَّدِ مِنْ بَابِ العَجَلَةِ فِي الكِتَابَةِ بِلا تَحْقِيقٍ، أَوِ الاعْتِمَادِ عَلَى مَصَادِرَ مُتَعَجِّلَةٍ تَكْتَفِي بِالتَّعْلِيقِ المُبْهَمِ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى عَدَمِ وُجُودِ حَقِيقَةٍ تَارِيخِيَّةٍ تَنْتَهِي بِأُسْطُورَةِ الغَرِيبِ الَّتِي لازَمَتْ كُلَّ المَمَالِكِ السُّودَانِيَّةِ فِي الشَّرْقِ أَوِ الغَرْبِ، وَذَلِكَ لِعَدَمِ وُجُودِ وَثَائِقِ تِلْكَ المَمَالِكِ وَالاعْتِمَادِ عَلَى الشَّفَاهَةِ فِي المُجْمَلِ، وَالَّتِي بَعْضُهَا يَصِفُ شَخْصِيَّةَ عَبْدِ اللهِ جَمَّاعٍ بِالأُسْطُورِيَّةِ وَإنَّ تَكْوِينَ مَشْيَخَةِ العَبْدَلابِ فِي قُرًى قَدْ بَدَأَ مِنْ عَجِيبٍ! أَمَّا نِسْبَةُ جَمَّاعٍ وَدُنْقُسَ فَهِيَ أَيْضًا لَيْسَ عَلَيْهَا حَقِيقَةٌ مُجْمَعَةٌ، بَلْ هِيَ آَرَاءٌ وَفَرْضِيَّاتٌ تَتَجَاوَزُ دَوْرَ المُكَوِّنِ المَحَلِّيِّ فِي الكَثِيرِ، خَاصَّةً مُكَوِّنَ الهَمَجِ الَّذِي ظَهَرَ لاحِقًا فِي نِهَايَاتِ السَّلْطَنَةِ السِّنَّارِيَّةِ! الخُلَاصَةُ: كِتَابَةُ تَارِيخِ السَّلْطَنَةِ الزَّرْقَاءِ يَعْتَمِدُ عَلَى كِتَابَةِ تَارِيخِ المَمَالِكِ الإِسْلامِيَّةِ فِي شَرْقِ السُّودَانِ، النَّشْأَةِ وَالسُّقُوطِ وَالعَلاقَةِ مَعَ عَلْوَةَ وَالمَمَالِكِ المَسِيحِيَّةِ، وَالبَحْثِ فِي المَصَادِرِ المَسِيحِيَّةِ اما تعريف العنج فهو يحتاج إلى دراسة من عهد الأسر قبل الميلاد إلى سقوط علوة مع تتبع اثارى والبحث عن وثائق فى مختلف المصادر لتكوين سردية متماسكة!!!!
|
Post: #2
Title: Re: زَمانُ العَنْجِ: دِرَاسَةٌ مَا بَيْنَ قُص
Author: Omer Abdalla Omer
Date: 07-26-2025, 08:04 PM
Parent: #1
very interesting! more of this!
|
|