الجوع والقمع وانهيار المساعدات في جنوب كردفان كتبه مها طبيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 09:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-25-2025, 04:25 PM

مها الهادي طبيق
<aمها الهادي طبيق
تاريخ التسجيل: 04-12-2018
مجموع المشاركات: 35

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجوع والقمع وانهيار المساعدات في جنوب كردفان كتبه مها طبيق

    04:25 PM July, 25 2025

    سودانيز اون لاين
    مها الهادي طبيق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر





    تقرير خاص من الميدان



    كادوقلي والدلنج تحت الحصار :
    في كادوقلي والدلنج المدينتين الرئيسيتين بولاية جنوب كردفان ، تتصاعد ملامح كارثة إنسانية خانقة ، تتفاقم بعيدًا عن الأضواء وتحت غطاء من الصمت . الوضع الذي يُنقل بصعوبة بالغة من الميدان ، يشي باستخدام الجوع كأداة قمع سياسي، وسط انهيار كامل لمنظومة المساعدات ، وتضييق متزايد على كل أشكال النشاط المدني والإنساني . ليست هذه مجرد أزمة غذائية إنها سياسة ممنهجة من الحصار والتجويع والترويع ، يدفع ثمنها المدنيون وحدهم، بينما يصمت العالم .

    1. الجوع سلاحًا :

    اختفت الذرة – الغذاء الأساسي لسكان جنوب كردفان – من الأسواق بشكل كامل منذ أسابيع. من تبقى من الأسر في كادوقلي والدلنج باتوا يعيشون على وجبة يتيمة من المانجو ، أو أحيانًا على أوراق الأشجار . في ظل هذا الانهيار ، ارتفعت أسعار الغذاء بنسبة تتجاوز 500%، بينما لا توجد أي مؤشرات على تحسن قريب . يقول أحد السكان ، وهو أب لأربعة أطفال : "نقسم المانجو على الأسرة ، ونشرب الماء فقط… لا نعلم كيف سنكمل هذا الأسبوع" .

    بحسب شهادات محلية حصلت عليها Darfur24 ، تم تسجيل أولى حالات الوفاة بسبب الجوع ، خاصة بين الأطفال والمسنين . غير أن ما يثير القلق أكثر هو أن هذا الوضع لا يبدو ناتجًا عن أزمة اقتصادية طبيعية ، بل نتيجة تحكم ممنهج من قبل القوات النظامية بالأسواق والمعابر ، حيث تُخزن كميات من الذرة داخل الثكنات ، وتُمنع أي إمدادات غذائية من دخول المدينة ، ما يؤشر إلى استخدام الجوع كسلاح خفي في حرب مفتوحة ضد السكان .

    2. غياب المساعدات الإنسانية :

    منذ مارس 2025 ، لم تنجح أي قافلة طوارئ تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في الوصول إلى داخل كادوقلي أو الدلنج. عشرات المنظمات الإغاثية المحلية والدولية ، التي كانت تعمل بشكل نشط في السنوات السابقة، تم تجميد نشاطها أو إغلاق مكاتبها . تقارير شبكة Ayin الإعلامية تؤكد أن القوات النظامية اقتحمت مراكز توزيع إغاثة واعتقلت متطوعين ، ما أثار موجة من الذعر والخوف في أوساط المتبقيين من العاملين في الشأن الإنساني .

    غياب المساعدات لا يرتبط فقط بالعجز اللوجستي ، بل بالتضييق المتعمد على حركة المنظمات ، ومنعها من الوصول إلى المجتمعات المتضررة . هذا الواقع ترك الآلاف يواجهون المجاعة بأنفسهم، بلا دعم أو حماية ، في وقت تتصاعد فيه مؤشرات الانهيار الكامل للقطاع الإنساني بالولاية .

    3. احتجاجات الخبز :

    قبل أيام ، خرجت مظاهرة سلمية نادرة في مدينة كادوقلي. العشرات، غالبيتهم من النساء ، تجمعوا في السوق الكبير يهتفون من أجل الحصول على الخبز والذرة . الهتاف لم يدم طويلًا ، فقد واجهته القوات النظامية بإطلاق نار مباشر وتفريق بالقوة ، أسفر عن إصابات مؤكدة، واعتقال عدد من النساء المشاركات .

    إحدى النساء المعتقلات ، حسب رواية قريبتها، كانت قد صرخت وسط السوق: "أولادنا جاعوا!" ، فتم سحبها على الفور إلى عربة عسكرية . السكان يقولون إن مجرد الحديث عن الجوع بات يُعدّ جريمة ، وأن من يجرؤ على الشكوى يُعامل كمحرض .

    4. اعتقالات تستهدف الناشطات والمتطوعين :

    في ظل هذا المشهد القاتم ، تتصاعد الاعتقالات السياسية والأمنية ، وتستهدف بشكل خاص الناشطات في المجتمع المدني والعاملين في المجال الإنساني . تم تسجيل اختفاء عدد من المتطوعين دون أوامر قضائية، وسط أنباء عن احتجازهم في ظروف سيئة ، وتعرضهم لتعذيب نفسي وجسدي. كما تم إغلاق عدد من غرف الطوارئ الشعبية التي كان يديرها شباب من المنطقة، وتوجيه اتهامات غامضة لهم تتعلق بـ"التحريض"، أو "التعاون مع الحركات المسلحة" .

    شهادة سربها أحد المواطنين من كادوقلي تكشف جوهر الأزمة : "كل من يتكلم عن الجوع يُعتقل… لا أحد يملك الحق في أن يقول إنه جائع!" ، في اختزال مرير لواقع القمع داخل المدينة المحاصرة .

    5. المجاعة تطرق الأبواب والصحة تتهاوى :

    الوضع الغذائي الكارثي ترافقه مخاطر متزايدة على صحة السكان . تشير تقديرات ميدانية إلى دخول آلاف الأسر في المرحلة الرابعة من انعدام الأمن الغذائي حسب التصنيف العالمي IPC ، وهي مرحلة تُصنّف على أنها "الطوارئ ما قبل المجاعة". وفي ظل انعدام المياه النظيفة ، وتعطل خدمات الصرف الصحي ، تتزايد مخاوف انتشار أمراض قاتلة مثل الكوليرا .

    كذلك رُصدت موجات نزوح داخلي صامت نحو الجبال والمناطق النائية ، بحثًا عن الغذاء أو النجاة من الاعتقال. غير أن هذه الهجرة العشوائية تزيد من تعقيد الأزمة ، وتُعمّق هشاشة المجتمعات المستقبلة التي تعاني بدورها .

    6. توصيات من الميدان :

    بوصفي صحفية مستقلة أعمل على تغطية هذا الواقع الميداني أضع بين أيدي المعنيين بالشأن السوداني والإنساني، المحلي والدولي، هذه التوصيات الملحة التي قد تساعد في وقف الانهيار القادم :

    أولًا/ ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة وآمنة تحت إشراف محايد ، لإيصال الغذاء والدواء للمحاصرين .

    ثانيًا/ أطالب بإرسال بعثة رقابية مستقلة من الصحفيين والحقوقيين والمراقبين الدوليين لتوثيق الانتهاكات على الأرض .

    ثالثًا/ ينبغي على الجهات المؤثرة ممارسة ضغط مباشر على السلطات السودانية لوقف الحصار الغذائي ورفع القيود على حرية الحركة والعمل الإنساني .

    رابعًا/ إطلاق سراح جميع النساء والمتطوعين المعتقلين فورًا ، دون قيد أو شرط ، ووقف استخدام القضاء كأداة سياسية .

    وأخيرًا ، فإن الاعتراف بكادوقلي والدلنج كمناطق كوارث إنسانية هو خطوة رمزية وميدانية مطلوبة الآن قبل فوات الأوان .

    ما يجري في جنوب كردفان لا يمكن وصفه بأقل من كارثة من صنع البشر . الجوع هنا ليس عرضًا جانبيًا للصراع ، بل أداة مدروسة لإخضاع السكان ، وإسكات أصواتهم . وفي حين تُكمم أفواه الجياع ، تُمنع الكاميرات، ويُغلق الطريق أمام المساعدات ، فإن الوقت ينفد، والثمن يُدفع كل يوم بأجساد الضعفاء والصامتين .

    > الجوع ليس قدرًا... بل أداة قمع. ومن يتجاهل صرخات كادوقلي والدلنج اليوم ، يساهم في جريمة الصمت .

    مها الهادي طبيق
    صحفية مستقلة

    [email protected]

    25/يوليو/2025























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de